شبكة سورية الحدث


الفقير..... مابين الجديد والبالة

خاص - سورية الحدث - علا زعزوع !! مابين المسموح والممنوع، ومابين المرخص وغير المرخص، ومابين مناقشة القضية أو طيها ضمن الأوراق الكثيرة التي تم طيها ووضعها في الدرج والإقفال عليها... يبقى سوق البالة وجهة لكثير من الأشخاص ذي الدخل المحدود لا بل يبقى ملاذهم الوحيد لستر فقرهم بعد أن أثقلت هموم الحياة كاهلهم وأعيتهم الظروف الصعبة. تبعاً لغلاء الأسعار والحالة المادية المتردية للمواطن السوري وتبعاً لظروف الحرب القاسية، كان سوق البالة ملجأهم لتلبية احتياجاتهم من الألبسة الداخلية منها والخارجية والمعاطف والأحذية والحقائب وغيرها من الضروريات ومكملات الحياة اليومية. وكما هو المعهود مع بداية كل موسم يزداد الإقبال على سوق البالة لتشهد حركة بيع وشراء كبيرة حيث تمتلئ الأسواق المحلية لبيع القطع المستعملة وبسبب إكتساح الملابس الجديدة للمحال في بداية كل موسم بأسعار تفوق الخيال وتفوق القدرة الشرائية للمواطن ذي الدخل المحدود يجد نفسه واقفاً أمام واجهات المحال مراقباً الأسعار والملابس عن بعد ليتجه بعدها نحو ملاذه محل البالة مخاطباً نفسه(من شو بتشكي البالة!!) ليشتري بعض القطع بأسعار تصل إلى ربع سعر القطع الجديدة بحيث تكون معقولة ومقبولة تبعاً لدخله الشهري ومايترتب عليه من احتياجات أخرى من مأكل ومسكن.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا اتخذ قرار بمنع سوق البالة؟ لماذا تتم محاربة المواطن السوري بكل الأساليب والوسائل؟ لماذا يتم تضييق الخناق إلى حد الإنفجار؟ لماذا لا يتم استغلال عائدات البالة كونها تغزو الأسواق المحلية وتشهد حركة مبيع كبيرة؟ ومايزال هناك الكثير من التساؤلات في جعبة المواطن السوري الذي لم يلق جواباً عليها حتى الآن رغم أنه ليس بموضوع جديد وليس غافلاً عن أعين أصحاب القرار.. توجهت "سورية الحدث " إلى أحد محال البالة في أحد أسواق حمص عاينت البضاعة المعروضة والتي تتراوح ما بين الرديئة والمقبولة والجيدة والممتازة تبعاً للتصنيفات المتبعة في البالة وقابلت أم أحمد وهي سيدة في عقدها الرابع أم لطفلين وزوجة شهيد، تعمل في محل البالة بدوام كامل يتجاوز عشر ساعات يومياً مقابل راتب 10 آلاف ل.س وكلنا على علم بأن العشرة آلاف لا تسد سوى جزءاً بسيطاً من الاحتياجات اللازمة وعند سؤال "سورية الحدث" للسيدة عن مدى الرضا الذي تشعر به تجاه عملها أجابت " أعمل ليل نهار لأكسب بعض المال لأستطيع أن ألبي احتياجات صغاري في ظل غياب والدهم بعد استشهاده وفي ظل إرتفاع الأسعار الهستيري ومع ذلك احمد الله على إيجادي لهذا العمل وإن كان براتب 10 آلاف والتي فقدت قيمتها في الوقت الحاضر " أوقفتها الدموع المنهمرة عن الكلام لتستأنف القول بعد أن هدأت " انتشرت إشاعات أنه سيتم إغلاق سوق البالة ولكن في حال إغلاق البالة ماذا سأفعل عندها وكيف لي أن أجد عملاً آخر وكيف لي أن أدفع الأجرة لصاحب البيت الذي أسكن فيه ماذا سيحل بي وبصغاري، هل علي إتباع طرق خاطئة أو ألجأ لطرق غير أخلاقية لكسب العيش أو ألجأ للسرقة ولكنني إنسانة مؤمنة ومحال أن أقوم بعمل منافي للأخلاق فأرجوك قولي لي ماهو السبيل للعيش عندها." لنقف عند هذا القدر من الكلام ونطرح سؤالاً بديهياً، لماذا اتخذ قرار إغلاق البالة!!؟ هل بسبب صفقة قدمها تاجر أو لحجة واهية بأن الملابس تحمل جراثيم مضرة بالصحة والبيئة (علماً بأنه يمكن إتخاذ تدابير بسيطة حيال هذا الأمر) أو لحماية البضاعة الوطنية، كلها ذرائع واهية لأن سوق البالة ليس بجديد ولم يتم انتشار الأوبئة ومازال هناك طلب على البضاعة الوطنية، إذاً ماهو السبب الحقيقي وراء ذلك!!!؟ جميعنا يعلم بأن البالة تدخل بطرق غير مشروعة ومع ذلك لم تتوقف عن العمل لماذا لا تتخذ قرارات تقتضي بإتباع سبل قانونية لدخولها للبلاد وتكون منصفة للبائع والشاري وبالتالي الاستفادة من العائدات التي نجنيها من ورائها وتكون الفائدة على الجميع. لماذا نتجه دائماً نحو الحلول التي من شأنها أن تحارب المواطن لا أن تساعده فمع إغلاق سوق البالة سيتم إغلاق باب رزق لكثير من العائلات التي تكسب العيش من ورائها وسنغلق الملاذ الوحيد في وجه الناس ذو الدخل المحدود لستر فقرهم، أم علينا حينها أن نتجه لأوراق الشجر لنستتر بها وإنه للمضحك المبكي وكما يقول المثل الشعبي ( رضينا بالبين والبين مارضي فينا) ليبقى المواطن السوري الضحية الأولى والأخيرة وليثبت بأنه بطل الأزمات بإمتياز بصبره وحلمه وأمله بغد منصف.
التاريخ - 2017-04-24 10:55 PM المشاهدات 593

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم