منذُ بداية الأزمة و نحنُ نشهد سوء توزيع السلل الغذائية منها و الماليّة..هل نحتاج لأن نكتب بالقلم العريض لإيّةِ طبقة يجب أن تُسلم هذه الحصصْ! عندما أرى طوابيرَ السياراتِ الفارهة مُنتظرة لتأخذ ما ليسَ لها ..وما هو أحقٌ لغيرها منها ..يعتلي على وجهي ملامحُ السخريّة الكئيبة..و هذا وقد أثبتت الدراسات حول ذلك أن ما دخل إلى سوريا من صناديق غذائية..و ألبسة تردعُ البردَ عن جسد الفقراء..قادرة على تغطية كافة حاجات المُهجَّرين و المحتاجين جرّاء هذه الحربِ المجنونة ..و أكثر من ذلك..وَنَحْنُ أين؟ ماذا نفعل؟ هل يحصلُ ما يجب أنْ يحصل؟ ولِمَ نرى أفواهاً جائعة ..و أجساد غير مستورة ..مكسيّة بغبار الحرب..و أطفال ملَّ القملُ من رأسها و هرب..لأي جهة نتوجه ؟ ومن أي منبر نحتجْ؟كما أنّه من واجبنا رفع القبعات لكثير من الجمعيات الحريصة على إيصال هذه الحاجات لمن هو أحق بها ..و جمعيات أخرى مستفيدة بشكل واضح بعيد كل البعد عن الخجل ..لأنه لو تم التوزيع بالصورة الصحيحة لما عانى طفلٌ رضيع من قلة الحليب ..ولا المنزل من قلة العدس و الرِّز و غيره من الأطعمة المتواضعة التي تسد حاجة الشخص ..ولا من معاجين الأسنان ولا حتى أسخف الحاجات النسائية المدروسة بشكلٍ جيدْ..و غيرها من مستلزمات البيت الضرورية..عدا عن أنّ تصحيح المسار أمرٌ ضروري لنحقق بنداً بسيط من بنود العدالة ..و لنتمتع بأقلّ حقوق من حقوقنا المشروعة ..لِنُلغي نظرة الفقير الممتلئة بالحسرة و الاشتهاء إلى رغيف الغني.. و سفرته الكاملة ..لنعمل بما طلب الله منّا عمله تجاه كلِّ نفس محتاجة ..و إن كُنتَ ملحداً ..لتعمل بما تطلب منك الإنسانية عمله ..تجاه هذهِ النفوس ..و بعد هذا كلّه ماذا نحصد؟؟ سوى الشكاوى المتكدّسة على شفاه المحتاجين..و المطالَب التعجيزية التي تطلبها هذه الجمعيات من العائلات الفقيرة ..ك أوراق تُثبت فقرهم و مأساتهم الحاصلة بعد سنين الحرب الطويلة ..و الوعود الكاذبة ..و الأوراق البيضاء..و اللقاءات التلفزيونية المزيفة ..المُملّة المُقرفة..بالنهاية أريد من كل المنظمات العالمية أن تُرسل السلام مع هذه المساعدات ..إنّهُ الغذاء الحقيقي الَّذِي نريد !
التاريخ - 2017-04-26 7:22 PM المشاهدات 2491
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا