شبكة سورية الحدث


تركيا المعتدية وسلطان الدواعش الخائب

تركيا المعتدية وسلطان الدواعش الخائب بقلم: ميسون يوسف رغم الإخفاقات المتلاحقة التي منيت بها سياسته.. يصر أردوغان على نهج العدوان على سورية.. وتشتد وقاحته بالمجاهرة بمواقفه العدوانية تلك والتي كان آخرها الموقف مما يجري في ميدان عين العرب السورية.. المدينة التي تتعرض لغزو من إرهابيي داعش الذين يراهن أردوغان عليهم من أجل التعويض عن خسائره في مراهناته السابقة وإعادة احتلال موقع يحلم به في المنطقة بعد أن فاته ذلك وتحطمت أحلامه على صخور الصمود السوري طيلة السنوات الأربع الماضية. وكان من إبداعات أردوغان العدوانية الأخيرة، تحويل الأرض التركية بشكل علني إلى قاعدة تحشد أو جسر عبور للإرهابيين الأجانب، للدخول إلى عين العرب في مهمة يعول عليها بأن تكون في نتائجها مطابقة لما يحلم به وفقاً لما تقدم رغم أنها في ظاهرها توحي بأنها لمواجهة داعش ومنعها من وضع اليد على المدينة. هنا لابد من التذكير بأن تركيا كانت وما زالت منذ اليوم لانطلاق العدوان على سورية، تشكل القاعدة والحاضنة وجسر العبور لشتى أنواع الشر والتدخل والعدوان على سورية، وبالتالي فإن الموقف التركي الأخير لا يعتبر جديداً في نوعه وطبيعته ما دمنا نعرف بشكل مؤكد أن أردوغان لعب هذا الدور الخسيس والمجرم والعدواني ضد سورية منذ اليوم الأول للحرب الكونية التي تستهدف سورية، لكن الجديد في الأمر هو الوقاحة في الإعلان والتجرؤ على الاعتراف بالقيام بأعمال تشكل انتهاكا لسيادة دولة مستقلة خلافاً لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة وكل قواعد القانون الدولي. وهنا نتوقف عند البيان المهم الذي أصدرته وزارة الخارجية السورية، والذي يؤكد على أمرين أساسيين الأول توصيف الموقف التركي في حقيقته باعتراف أصحابه بأنه عدوان وانتهاك للسيادة السورية، والثاني رفض سوري مطلق لهذا العدوان ودعوة أصحاب الشأن دولياً وخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها لتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهما في مواجهة هذا العدوان، فضلاً عن التأكيد أن سورية مهما طال الوقت لن تسمح بأن يحقق التركي أهداف عدوانه وأنه سيدحر كما دحرت موجات عدوان سبقته. كان أردوغان يحلم بأن تنجح داعش التي احتضنها، في اجتياح عين العرب السورية، ليجعلها لاحقا نواة المنطقة «الآمنة أو العازلة» التي يريدها لتكون المحرقة الأمنية والسياسية للأكراد السوريين بشكل خاص والإضرار بسورية بشكل عام وليقطع على الأكراد الأتراك أي نوع من أنواع التحرك للمطالبة بحقوقهم كمواطنين، ما يسقط سياسة التمييز العنصري والتهميش الذي يعانونه في ظل حكومة أردوغان لكن صمود السوريين وهم يدافعون عن مدينتهم أفشل داعش وخيب أحلامها حتى الآن رغم كل ما زجت به في الميدان من إرهابيين، وارتد الفشل على أردوغان الذي بدأ يشعر بأن حلم المنطقة العازلة التي يحاكي بها ما تجهد إسرائيل على إقامته من منطقة عازلة في الجولان، بدأ يشعر بأن هذا الحلم بدأ بالتبخر ليضيف إلى إخفاقاته إخفاقا جديداً وهذا ما دفعه للمناورة والظهور بمظهر البعيد عن داعش في فشلها في عين عرب لا بل الشريك لمن أفشل داعش ويستعد لتعزيز قدرات المدافعين عن عين عرب بقوات يضخها عبر تركيا. أما حقيقة الأمر فهي أن أردوغان أرسل إلى عين العرب جماعات من الإخوان تحت اسم جيش حر ليقوموا بما عجزت عنه داعش ويضعوا عين العرب بيد أردوغان لتمكنه من استكمال خطته.. لكن أردوغان ينسى أنه يتحرك ويرتكب جرائمه في ظل واقع دولي بات كل شيء فيه مكشوفاً من جهة وأنه يقوم بعدوانه في مواجهة من أدرك حقيقة المواقف التركية وبات لا يثق بشيء يدعيه ولا يمكنه من تحقيق شيء يريده.. وأيضاً ينسى أردوغان أنه يواجه سورية ومحور المقاومة الثابتين على مواقفهما والقادرين على إلحاق الهزيمة بكل من يعتدي عليهم.. ومن جهة أخرى نرى أن موقف أردوغان هذا لا يصطدم بسورية وحدها فحسب بل إنه يواجه وبوضوح السعي الدولي الذي يقوده دي مستورا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية للبحث عن حل لما تعانيه من عدوان، حيث إن دي مستورا يؤكد وجوب وقف العنف وتجفيف مصادر الإرهاب بشكل يفتح الطريق أمام الحل السلمي الذي يراه الطريق والمخرج الوحيد من الأزمة. وهكذا نرى أردوغان الذي أدمن العدوان والفشل يظن أنه في رقصه على حبال الخداع والنفاق والتحرك في ميدان العدوان والجرائم... وأنه في ذلك سيحقق شيئاً يرضي غروره ولكننا بكل تأكيد نرى أن حصاد أردوغان مستقبلاً لن يختلف عن حصاده الماضي وسيكون مرة أخرى محل سخرية الأتراك والعالم كما سخر منه معارضوه يوم أعلن نيته الانتقال من قصر الأتاتوركية إلى قصر الإخوانية ليوحي لهم بأنه أسدل الستار على عهد أتاتورك وأن تركيا ستكون إخوانية أردوغانية بعد أن كانت علمانية أتاتوركية.
التاريخ - 2014-11-03 5:17 AM المشاهدات 1338

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا