مقوّمات الدولة الحديثة ونصيب سورية الجديدة منها · عبد الرحمن تيشوري مقدمة: · كثيراً ما تردّد لفظة الدولة الحديثة في الكتابات السياسيّة المعاصرة ولكن ما المقصود بهذه اللفظة وما مقوّمات الدولة الحديثة؟ · قد يجيب بعضنا عن هذا السؤال بقوله إن الدولة الحديثة هي الدولة المعا صرة التي تعيش في زماننا متمتّعة بسيادتها واستقلالها ولكن هل يكفي أن تكون الدولة قائمة ومستقلّة تامّة السيادة لتكون حديثة؟. · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي بنت لنفسها نظاماً سياسيّاً مستقرّاً في إطار دستوري حرّ وهل يكفي أن يكون نظامها السياسي مستقراً وأن تكون دولة دستوريّة حتّى تكون دولة حديثة. · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي الدولة الغنيّة ذات الثروات الهائلة والتي تستثمرها لصالح شعبها ولكن هل يكفي أن تكون الدولة غنيّة في ثرواتها ومكتفية بذاتها حتى تكون دولة حديثة. · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي تستخدم التكنولوجيا العصرية في تسيير مرافقها ولكن هل يكفي أن تستخدم الدولة التكنولوجية لتغدو دولة حديثة؟ · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي يبلغ فيها دخل الفرد مستوى عالياً ولكن هل كل دولة يكون فيها دخل الفرد عالياً تكون دولة حديثة؟ مقوّمات الدولة الحديثة بشكل عام يمكن اعتبار الدولة حديثة إذا توافرت لديها الشروط والمقوّمات التالية: 1. الإمكانية التوحيدية القوميّة: أي قدرة الدولة على توحيد شعبها وتحريره من المنازعات والمحليّات ورفعه الى المحور السياسي الكبير. 2. الإمكانيّة الدوليّة: أي قدرة الدولة على المشاركة الفعّالة في اتّخاذ القرارات الدوليّة وأن يكون صوتها مسموعاً في المحافل الدوليّة ولديها الجيش القوي. 3. إمكانيّة مساهمة الشعب في اتّخاذ القرارات السياسيّة. 4. القدرة على توزيع الخدمات على كافّة أفراد الشعب. 5. إمكانية الفرد في تحقيق تكامله بأقلّ ما يمكن من قيود وشروط. 6. قدرة النظام السياسي على تغيير رموزه ومؤسساته تغييراً سلمياً وديمقراطياً وفق مقتضيات العصر. 7. امكانية جعل التنمية الشاملة والمتوازنة هدفاً حضارياً. في ضوء ذلك هل يمكن اعتبار سورية دولة حديثة - إن مقارنة الوضع في سورية لمقومات الدولة الحديثة يقودنا الى النتائج التالية: أولاً: الإمكانيّة القومية: سورية دولة واحدة قويّة قومية يعيش المواطنون فيها في وحدة وطنية رائعة والنسيج الوطني متين متانة الفولاذ وكل ذلك كان موجودا قبل الحرب الفاجرة على سورية وهي تعمل للقضاء على الارهاب واعادة الامور الى ماكانت عليه او افضل. ثانياً: الإمكانية الدولية: سورية دولة محوريّة وفاعلة على الصعيد الدولي ومؤثّرة وهي أكبر بلد صغير في العالم وقد هزمت كلّ الأسلحة المجرّبة منها وغير المجرّبة هكذا كانت في عهد القائد الخالد الراحل حافظ الأسدو هي كذلك في عهد القائد الشاب الحكيم بشار حافظ الأسد وقد انتصرت على كل العالم الغربي الصهيوي وهابي التركي القذر. ثالثاً: فيما يتعلّق بإمكانيّة إسهام الشعب في اتّخاذ القرارات السياسيّة. سورية بلد متقدّم نسبيّاً في هذا المجال لكن بعد تأسيس قانون الأحزاب تحسن الوضع ولا بدّ من تطوير عمل الأحزاب الأخرى في الجبهة الوطنيّة التقدّميّة لتصبح أحزاب معارضة حقيقيّة لا أحزاب تتقاسم كعكة الحكم. رابعاً: فيما يتعلّق بقدرة الدولة على توزيع الخدمات على كافة أفراد الشعب. لقد خطت سوريا خطوات كبيرة على صعيد الخدمات وتطوير أجهزة الدولة إلاّ أن أداء بعد الجهات والإدارات لا يزال متدنّي وخاصّة البلديات فيجب إعادة النظر بقانون الإدارة المحليّة والتجربة بشكل كامل والان احدثت في سورية وزارة متخصصة لتطوير العمل الاداري وحل مشاكل الادارة العامة اسندت الى الوزير النوري الوزير المتمرس والمتخصص والخبير. خامساً: فيما يتعلّق بإمكانيّة الفرد لتحقيق تكامله بأقلّ ما يمكن من قيود وشروط: سوريّة دولة رائدة في ممارسة الحريّات على اختلافها لكن لا بدّ من التأكّد على نزاهة وعلاقة القضاء بحيث يحمي الحريات من التعسّف وسوء الاستعمال ولا بدّ من حسم المنازعات بسرعة ولمصلحة المتضرر. سادساً: فيما يتعلق بقدرة النظام السياسي على تغييراً سلمياً ديمقراطياً وفق مقتضيات العصر إن مثل هذا التغيير لا يمكن أن يحصل إلاّ في دولة ترسّخت فيها جذور الديمقراطيّة واحترمت فيها الإرادة الشعبيّة. وبشكل عام جرت إنتخابات رئاسية تعددية لاول مرة بعد الدستور الجديد وكانت صفعة كبيرة لكل اعداء سورية حيث حصد الرئيس الاسد 12 مليون صوت. سابعاً: فيما يتعلّق بالتنمية الشاملة والمتوازنة: قامت في سورية مشاريع كبيرة في مختلف المحافظات لكن الآن بفعل الحرب الفاجرة على سورية لا بد من سياسة تنموية جديدة تراعي وضع كل محافظة في بعض المحافظات وخاصّة طرطوس تعاني من بطالة كبيرة ونحتاج الى مشاريع محدّدة لامتصاص البطالة التي تقدّر ب /10000/ مئة ألف عاطل عن العمل يحملون شهادات علميّة متنوّعة. خلاصة القول لا يمكن اعتبار سورية دولة حديثة بالمعنى المتقدم لكن يمكننا القول أن سورية دولة شبه متقدمة بدأت مسيرة تطوير وتحديث مع القائد الشاب بشار الأسد الذي يخط مرحلة جديدة في تاريخ سورية حيث أكد القائد الشاب على الديمقراطية والحوار والرأي الآخر كما دعا الإعلام ليأخذ دوراً أكبر ويدعم استقرار الوطن وكذلك شكل خطاب السيد الرئيس وتوجيهاته للحكومة الجديدة بمكافحة الفساد وان تكون حاسمة في موضوع الاصلاح الاداري كما تم احداث وزارة متخصصة للتنمية الادارية
. ويريد السيد الرئيس بشار الأسد عملية تطوير وتحديث ناضجة وأن تأخذ مراحلها الطبيعية بعيداً عن المغامرة وكل ما صدر حتى الآن من قوانين مصارف خاصة- إصلاح القطاع العام- دراسات لإصلاح الإدارة- اصلاح الإقتصاد- إصلاح التعليم العالي- زيادات أجور متكررة لخلق التوازن بين الأجور والأسعار- مكافحة البطالة مقدمة حقيقية لبناء دولة عصرية حديثة يشعر فيها المواطن بالعزة والكرامة وتتوفر لديه مقومات العيش الكريم له ولأطفاله. تحية لقائدنا الشاب الذي يتمتع بحكمة الشيوخ وحيوية الشاب وتحية لكل من يعمل بإخلاص من أجل ترجمة خطاب القسم للرئيس بشار الأسد بحيث تصبح سورية دولة مميزة حديثة عصرية
لكن اقول لاخوتي السوريين الاولوية الان للقضاء على الارهاب واعادة الامن والامان الى كل سورية ثم نبني الدولة الحديثة ونحن قادرون وسورية تستحق لكن لنتجاوز كل سلبيات المرحلة الماضية ونبدأ بذهنية جديدة
والجميع يعلم ان الازمة تركت اثار كبيرة جدا على الدولة والخزينة
التاريخ - 2014-11-05 10:39 PM المشاهدات 1062
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا