شبكة سورية الحدث


في اللاذقية 60 ألف ليرة تكلفة الغرفة الفندقية .. السياحة للأغنياء فقط !

في اللاذقية 60 ألف ليرة تكلفة الغرفة الفندقية .. السياحة للأغنياء فقط !
سورية الحدث يفكر الكثيرون من أبناء سورية مع قدوم الموسم السياحي الصيفي بقضاء إجازة في محافظة اللاذقية للتمتع بالبحر والأجواء الساحلية الجميلة، لعلها تنفض عنهم تعب الأيام القاسية،لكن يبدو أن هذا المشروع صعب المنال إن لم نقل محالاً لأصحاب الدخل المحدود، ولن يفيد معهم شد الأحزمة على البطون، فلقضاء عدة أيام يحتاج الشخص لحجز راتبه عدة أشهر من دون أن يأكل أو يشرب أو حتى يتنفس وسيقع بعجز لن يخرج منه إلا بمعجزة.الأسعار في هيستيريابنظرة سريعة على الخريطة السياحية نرى أنها لم تتغير كثيراً في اللاذقية خلال سنوات الحرب وبقي البحر الآمن وجهة أساسية للراغب بالاصطياف في عروس الساحل ومتنفساً على أطراف المدينة الصغيرة, لكن الغلاء أصبح ألف باء الحياة السورية وأفرز نوعاً من هستيريا الأسعار، حيث بات أرخصها أمراً يقصم ظهر الطبقة الوسطى والعاملة التي ألغت من قاموسها مخطط التصييف لعجز ميزانياتها عن السداد. لذلك ينصح بتناول كل أنواع المسكنات عند الاطلاع على الأسعار تفادياً للصدمة أو الجلطة.. فالسياحة -حسب هذه الأسعار- هي حصراً للأغنياء وأصحاب الدخل غير المحدود أو المفتوح.. فأسعار حجوزات الغرف الفندقية بلغت أرقاماً قياسية خلال الموسم السياحي الحالي بحيث يصعب تصديقها سواء للفنادق ذات النجوم الخمسة أو حتى النجمتين وللشاليهات البحرية.أرقام فلكيةحيث تتجاوز تكلفة الغرفة الواحدة لشخصين ليوم واحد ما يعادل أو يفوق راتب موظف وتتراوح بين 40000 إلى 60000 ليرة سورية لليلة الواحدة, ففي منتجع أفاميا السياحي تتراوح أسعار الغرف المفردة بين 36000 إلى 41000 ليرة سورية والمزدوجة بين 40000 و45000 ليرة سورية, بينما تتراوح تكلفة الجناح بين 55000 و60000 ليرة سورية.أما في منتجع الشاطئ الأزرق فتسجل الأسعار أرقاماً أعلى حيث يتوجب على المصطاف دفع 49400 ليرة سورية لحجز غرفة لشخصين, وتبلغ تكلفة الغرف لثلاثة أشخاص 56650 ليرة سورية للإطلالات البحرية والجناح لثلاثة أشخاص 56650 ليرة سورية يومياً, ولأربعة أشخاص 63300 ليرة سورية.وبالنسبة لمنتجع لاميرا (المرديان ) سابقاً تتراوح اسعار الغرف من 34800 الى 39400 في الطوابق العليا، أما العادية فتبلغ 29800 والجناح البحري بين 47000 و 63000 ليرة سورية, أما الدوبليكس الرملي الأرضي فيكلف 65000 ل.س والعلوي 55000 ليرة سورية والحديث أيضاً عن ليلة واحدة كما يضاف إلى الأسعار 13% ضريبة هذا ولا تتردد هذه الفنادق بإعلانها أن الأسعار قابلة للتعديل حسب (متطلبات الموسم السياحي).كما أن الدخول إلى المسابح يسجل أرقاماً قياسية أيضاً ففي أحد الفنادق من فئة الخمس نجوم وصلت تكلفة الدخول للشخص دون اشتراك 3000 ل.س وأيام الجمعة 4000 ل.س هذا فقط لمجرد الدخول من دون طلب أي خدمات أخرى وتالياً دخول عائلة من ستة أشخاص ليوم واحد سيكلف ما يقارب نصف راتب، في حين يبلغ الاشتراك الشهري للسباحة لشخصين حوالي 90000 ليرة سورية ولأسرة مؤلفة من خمسة أشخاص 225000 ليرة سورية.عجز قد تكون الفنادق الأربع نجوم ومادون أرحم من سابقتها ولكن تظل بعيداً عن متناول المواطن العادي أيضاً وأسعارها لا ترحم ولا تتوافق مع دخله، فحسب تسعيرة وزارة السياحة الغرفة المفردة 11000 ل.س لليوم الواحد و12500 ل.س غرفة لشخصين والجناح يتراوح بين 14500-19500 حسب المساحة ومن دون تقديم أي وجبة. أما الثلاث نجوم الغرفة المفردة 7500 ل.س والمزدوجة 8500 والجناح لشخص واحد 9500 ل.س ولشخصين 10500 وقد يصل إلى 14500 ل.س، أما فندق النجمتين الغرفة من 5000 حتى 8400 حسب عدد الأسرة.فندق وسط المدينة ذو نجمتين بانتظار حصوله على النجمة الثالثة تبلغ تكلفة الغرفة المفردة بـ8500 , والاستديو بـ10500 والسويت بـ13500و خلال فترة العيد يصل إلى 18500 والزيادة تشمل كل الأسعار, من دون أي وجبة, وأي سرير اضافي يزيد التسعيرة 1500 ليرة.في أحد المسابح العائلية الموجودة على البحر قال أبوعلي إنه قام باستئجار غرفة قبل بداية الموسم منذ عدة أسابيع بـ15 ألف ل.س لغرفة لا تتجاوز مساحتها 12م2، وإذا تجرأت وطلبت وجبة غداء بسيطة ستتجاوز 15 ألف ل.س وإذا ما حسبنا وجبة الفطور فهذا يعني تحتاج أكثر من الراتب لقضاء يوم إجازة، وستضطر إلى طلب المساعدة لتعيش بقية أيام الشهر لذلك الأفضل عدم التفكير أصلاً بهذا الاستجمام «المر» الذي سيوقعك بعجز في الميزانية من الصعب الخروج منه في ظل هذه الظروف.مفارقة غريبة والمفارقة الغريبة في العديد من الفنادق أنك إذا أردت الحجز خلال فترة العيد فأنت مجبر على حجز أربعة أيام العيد ككتلة واحدة حتى لو أردت قضاء يوم أو يومين، وهل هذه سياحة أو نوع من التطفيش، والغريب عند سؤالنا في العديد من الفنادق الخمسة نجوم تبين أن معظم الأماكن والإطلالات محجوزة منذ فترة وبدأ الحجز عليها منذ شهرين.أما المطاعم فأسعارها نار ولا يمكن الاقتراب منها حتى على مستوى النجمتين فأقل وجبة طعام لعائلة مكونة من خمسة أشخاص وبشكل عادي تتراوح بين 15-30 ألف ليرة سورية بالمطاعم ذات السويات من نجمتين وحتى أربع وتصل إلى أرقام أعلى بكثير حسب الطلب ومكونات الوجبة في حال طلب اللحومات أو المشروبات الروحية وغيرها وقد تصل إلى أرقام فلكية، قد تحتاج راتب شهر كامل لوجبة غداء وقد لا يكفي.لا خيار وان قرر المصطاف الاتجاه نحو الجبال للتخلص من الرطوبة والاستمتاع بنقاء الطبيعة توجد خيارات متعددة أبرزها كسب وصلنفة والقرداحة وريف جبلة رغم قلة الفنادق إجمالاً بهذه الاتجاهات وليس لديه أي خيار أمام الأسعار اللاهبة فإما القبول أو الرجوع من حيث أتى.منتجع نسمة جبل _خمس نجوم_ والمتربع وسط الجبال في ريف القرداحة أيضاً تبلغ اسعار الشاليهات لشخصين أو أربعة 51000 ليرة سورية ولستة أشخاص 63000 ليرة سورية يومياً.أما كسب التي كانت المقصد المهم للراغبين بقضاء الصيف بعيدا عن الرطوبة وسط الجبال الخلابة فيتموضع بها فندق وحيد يعمل حاليا بانتظار تجهيز مجمع كسب السياحي ولكن تتوفر فيها شقق للإيجار اليومي، تتراوح اسعار البيوت المؤلفة من غرفتين وصالون مع تجهيزات كاملة من 5000 الى 10000 لليوم الواحد.لا توجد حركة سياحية حتى الآن في كسب بانتظار عطلة العيد التي يعول عليها أصحاب الفنادق والمطاعم والذين يشتكون من أن أسعارهم التي يصفونها بالمنافسة جداً بالمقارنة مع أسعار حجوزات الفنادق الشاطئية لا تكفي لتغطية نفقات الكهرباء والماء والنظافة ومن وجهة نظرهم باعتبار أن كسب منطقة باردة ويحتاج المقيم فيها للماء الساخن بشكل دائم ولتأمين الماء الساخن في كسب لابد من مازوت وكهرباء.سياحة على الطريق قد يكون المخرج إن أراد أحد أن يأخذ أولاده بنزهة نوع جديد قديم من المطاعم -إن صح التعبير- ذات الطابع الشعبي والتي تعتمد على تنور تخبز منتجاته النسوة. هذه المهنة تطورت ولم تقتصر على تقديم المخبوزات من فطائر وخبز التنور بل توسعت الى طاولات وكراسي ونرجيلة وتستهوي العديد من سكان المحافظة والزائرين لها, فالجلسات الموازية للتنور مقصد الكثيرين لتناول وجبة عائلية مشبعة من جهة حيث يستطيع رب الاسرة تحمل تكاليفها وسط قعدات ريفية بسيطة ممتعة تلقى رواجاً كبيراً, حيث تبلغ سعر فطيرة الجبنة حوالي 150 ليرة والزعتر والمحمرة حوالي 100 ليرة سورية.خليك بالبيتحتى أسعار الشاليهات أخرجت أصحاب الدخل المحدود من قائمة حساباتها ففي شاليهات منطقة الشاطئ الأزرق وضعت أسعاراً يعجز أصحاب الرواتب عن اللحاق بها، لتصل أجرة اليوم الواحد في الشاليه النسق الأول المطل على البحر مباشرة ما بين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية لليوم الواحد وقد «تخفض» إلى 10 آلاف حسب درجة المعرفة، وبهذا يمكن للمواطن العادي بعد المراعاة أن يدفع راتبه الشهري البالغ 35 ألف ليرة سورية أجرة يومين أو ثلاثة أيام من دون أن يدخل في حسابه المتطلبات الاخرى كالطعام و الشراب…و«البخشيش» للموظفين.(خلينا بالبيت أحسن) (الأسعار لأصحاب الدخل المفتوح..)، بهذه الكلمات رد من التقيناهم من المواطنين على سؤالنا لهم عن أجور الشاليهات وهل تناسب أوضاعهم.فبعد أن قضى الشاب حسان محمد و زوجته ثلاثة أيام في منتجع الشاطئ الأزرق ودفع أجرة اليوم الواحد 28 ألف ليرة سورية وبدون طعام، قرر أن ينتقل إلى إحدى الشاليهات في منطقة الشاطئ لعلها تكون أرحم في الأجور ليتفاجأ أنها لا تختلف كثيراً حيث طلب منه صاحب أحد الشاليهات 12 ألفاً في اليوم قبل أيام العيد، لينتهي الأمر عند حسان بالاستئجار مدة ثلاثة أيام فقط، ويقول حسان: لم أكن أتوقع هذه الأسعار، فحتى شخصان من العائلة لا يمكنهما الحجز لأكثر من يومين.لم يوفق سعيد أحمد القادم من محافظة حمص الذي بدأ بالبحث عن شاليه لأسرة أخيه المكونة من أربعة أشخاص بإيجاد شاليه بأجر يومي أقل من 10 آلاف ليرة، الأمر الذي اضطره إلى حجز ثلاثة أيام بعد أن كان مقرراً أن يحجز مدة أسبوع قائلاً بسخرية: (مو الطبيعي أنو الأجور عالية اللي مو طبيعي الرواتب اللي عم نقبضها).وفي إجابتها الشابة كارولين حداد قالت (خلينا بالبيت أحسن) التي كانت قررت أن تقضي ورفاقها عدة أيام في الشاليهات لكن الأسعار حالت دون تحقيق الحلم، لتتابع صديقتها زينة القول (المفروض الأسعار اللي عم يطلبوها للشاليهات تكون بس لأصحاب الدخل المفتوح… هيك عالأقل ما عاد يعتب أصحاب الدخل المحدود لما يسمع هيك أسعار..).في لبنان وأوروبا أرخص.. ورداً على أسعار الحجوزات في منتجعات «الخمس نجوم» الذي أعلنت عنه تلك المنتجعات على صفحاتها على الفيس بوك، كانت آراء المواطنين أكثر حدة في التعبير وكانت التعليقات الساخرة خير دليل على استيائهم من هذه الأسعار، حيث كتب أحدهم: (فهمنا أنو هيك منتجعات مخصصة لذوي المراتب العليا يلي ما بيدفعوا بس بيوقعوا على الفواتير.. وماشابه) بينما علق آخر (الشهر القادم ذاهب أنا وزوجتي وأولادي إلى ماليزيا 8 أيام بمليون ليرة فقط، تشمل البولمان إلى بيروت وتذاكر الطيارة وثلاث وجبات يومياً وفندق 3 نجوم (ما يعادله 5 نجوم بفنادقنا) بالإضافة إلى برامج فنية ورحلات يومية وشاليه يوم واحد على البحر.. ويقولون عن تشجيع السياحة الداخلية: أين هذه السياحة في ظل هذه الأسعار?!! فالسياحة في بلدنا فقط للأغنياءوأضاف آخر تعليقاً: (بيروت أرخص من اللاذقية وأوروبا أرخص خمس مرات..)وكتب آخر: (اللي بدو يصيف بدو يكون ساحب قرض ضخم من البنك)، وعلق آخر (بروح عالمالديف أرخصلي)، بينما كتب أحدهم: ( الليلة بفندق 5 نجوم بجزيرة مالوركا أجمل جزر اسبانيا بـ50 يورو، والليلة بفندق 5 نجوم بمدينة كولن مطل على نهر الراين بـ60 يورو، أما الليلة بفندق 5 نجوم بأجمل الجزر باليونان 70 يورو، كيف بروتانا أفاميا في هالأسعار؟ ويتساءل أحدهم بتعليقه: (بفنادق شارع الشانزيليزيه بباريس الليلة بـ140 يورو وبمنتجع أفاميا 100 دولار، وين عايشين؟وكتبت إحداهن: (أهم من كل ما سبق وحتى من التعليقات التي تأتي كرد فعل.. من سمح لهؤلاء بالاستيلاء على كل متنفّس شعبي للبحر؟!! من ملّكهم البحر وهو في كل دول العالم ملكية عامة؟ وعلق آخر: (١٠٠ دولار كلفتني شلالات نياغارا ٣ أيام).وفي لقاء مع مدير السياحة المهندس رامز بربهان قال: إن هناك قرارات خاصة بتصنيف التسعيرة للفنادق والمطاعم من نجمة وحتى أربع نجوم، أما الفنادق خمس نجوم فأسعارها محررة.وعن طريقة التسعير لأربع نجوم وما دون تقوم هذه الفنادق أو المطاعم بتقديم دراسة عن تسعيرة خدماتها تدرس بالدائرة المختصة بمديرية السياحة، وتنظم هذه الأسعار بلوائح أسعار وتصدق من المديرية وتعلق في مكان مميز بالمنشأة.وأشار إلى أن الفنادق خمس نجوم هي سياحة لرجال الأعمال والمغتربين، وهنا نحن لسنا بسياحة شعبية كي نحكم عليها أنها مرتفعة، فالدولة بحاجة لإيرادات وتكلفة هذه المنشآت مرتفعة جداً،فالمواطن الذي ليس لديه قدرة الخمس نجوم يمكن أن يختار ما يناسبه من مستويات أخرى، وعملنا نحن كمديرية مراقبة تطبيق وإعلان الأسعار المصدقة، وفي حال وجود أي خلل يمكن تقديم شكاوى وستتم معالجتها فوراً وإجراء الضبوط اللازمة.ويدخل في عملية التسعير للمطاعم العديد من الجهات تبدأ من بياع الخضرة بسوق الهال وحتى السمان وغيرهم فهناك سلسلة وعملية متكاملة لعملية التسعير… بالتأكيد هناك غلاء في كثير من المواد فرضه واقع الأزمة والحرب الذي تعيشه سورية، وهذا بالتأكيد سينعكس على الأسعار في المنشآت السياحية.أما موضوع فرض الحجز لعدة أيام في بعض الفنادق في فترة الأعياد، فهذا الأمر يعود لسياسة كل فندق ولا يمكننا التدخل به.تشرين 
التاريخ - 2017-06-24 2:42 PM المشاهدات 3330

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا