شبكة سورية الحدث


الخط الحديدي الحجازي... أحلامٌ هاربة وأحاديث تشي بعودته

الخط الحديدي الحجازي...   أحلامٌ هاربة وأحاديث تشي بعودته
بقلم محمد الحلبي – رولا نويساتي  أعدوا العدَّة، وجهزوا ما لذ وطاب من أنواع اللحومات المختلفة والأكلات الشامية العريقة، و التمَّ شمل العائلة عند محطة القطار في ساحة الحجاز وسط العاصمة دمشق بانتظار قطار الساعة السابعة والنصف صباحاً والمتجه إلى عين الفيجة والزبداني حيث الغوطة الغربية لمدينة دمشق، وعند الساعة السادسة مساءً وبعد أن تقضي العائلات هناك ساعاتٍ من العمر تزدحم الأقدام عند محطة عين الفيجة إيذاناً لرحلة العودة إلى دمشق، والأغاني والضحكات تكتب سطوراً في صفحات الذاكرة لن ينساها كل من جرب لذتها..كان ذلك قبل عام 2011 عندما ساء أعداءنا والطامعين فينا رؤية نعيم بساطة العيش والأمان تلف أبناء سورية، فكان ما كان، ودمر ما دمر، وتهدم ما تهدم، قبل أن يستعيد جيشنا الباسل زمام المبادرة ويبث الحياة في شرايين بلادنا من جديد، وأحد هذه الشرايين هي محطة الحجاز التي نحن بصدد التحدث عنها، فكيف حال هذه المحطة اليوم؟.. وكيف هو حال المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي بعد سبع سنوات من الحرب؟.. الجواب في الأعمدة القادمة..عن واقع المؤسسة وعملهايقول السيد حسنين محمد علي مدير عام مؤسسة الخط الحديدي الحجازي: كانت المؤسسة قبل الأزمة تعمل على نقل الركاب والبضائع عبر عدة محاور، وقد أصبح عمر هذه المحاور قديماً، ما جعل عدد الركاب قليلاً مقارنةً بما كان عليه بسبب بطء القطارات، لكن المؤسسة تابعت عملها بنقل البضائع وبتسيير رحلاتها عبر محور الحجاز – سرغايا بفصلي الربيع والصيف باعتباره محوراً سياحياً، وكان ذلك قبل الأزمة، كما تابعت المؤسسة تسيير القطارات عبر المحاور الآمنة في زمن الحرب ويحضرني القول هنا أنه في الشهر الخامس من عام 2014 تم إعادة محور الربوة - دمر، وهو محور قصير لكنه مهم كونه محوراً سياحياً أيضاً وهو يمر بجانب نهر بردى وبعض المصايف بعد أن تم تأهيل الخط من جديد..وأفاد علي أن محطة درعا تعرضت للتخريب بشكلٍ كامل وكذلك محطة تل شهاب خرجت عن الخدمة، بالإضافة إلى محطة القدم، وهذه الأخيرة يتم إعادة تأهيلها حالياً بعد أن قام الجيش العربي السوري باستعادتها حيث تم نقل بعض الآليات إلى محطة الربوة لإجراء بعض الصيانات اللازمة لها، كما تقوم المؤسسة حالياً بإجراء الصيانة لمحور الهامة – عين الفيجة – الزبداني بعد أن بسط الجيش العربي السوري سيطرته على تلك المناطق جنباً إلى جنب مع عمليات المصالحة الوطنية هناك، وأشار علي إلى أن هذه الصيانات وإصلاح الأضرار تتم من قبل عمال المؤسسة بالتعاون مع الجهات المعنية، كما أفاد أن هناك صعوبة بتأمين المواد الأولية للقسم العلوي لمحور الهامة – الزبداني مروراً بعين الفيجة..وقال علي إنه في الفترة القريبة سيتم تسيير الرحلات عبر محور قطنا بعد إزالة التجاوزات المتواجدة على الخط بالتنسيق مع الجيش العربي السوري للدخول إلى مدينة داريا والقدم على اعتبار أن هذه المحطة هي المحطة الأساسية التي سينطلق منها القطار الحجازي التي ستنطلق منها صافرة القطار الحجازي إلى كافة المحاور معلنةً بداية الرحلات، وقد أشار علي إلى أن خسائر المؤسسة خلال سنوات الحرب بلغت ما يقارب مليارين ونصف المليار ليرة سورية..نشاطات المؤسسةوعن عمل مؤسسة الخط الحديدي الحجازي قال علي أن المؤسسة لم تتوقف عن عملها لا قبل الحرب ولا أثناء الحرب، بل استمرت بالعمل من خلال استثمار العقارات التي هي من صلاحياتها وبمقدمتها فندق سميراميس بعد أن ربحت المؤسسة الدعوة المرفوعة من قبلها ضد المستثمر السابق، وأشار أن الفندق حالياً يعاد تأهيله من درجة الخمس نجوم من قبل شركة ألمانية، كما أن المؤسسة تمتلك معملاً لصناعة لوحات السيارات، وحالياً تقوم بتجهيز معمل جديد لهذه الغاية، وهذا المشروع سيحقق إيرادات جيدة لخزينة الدولة، بالإضافة إلى أن المؤسسة تعمل على تأهيل مشروع نقل الضواحي الذي بدأ العمل به منذ عام 2002، ويستمر العمل به حالياً مع الشركات الصديقة حيث قُدم إلينا طلب لتمويل وتنفيذ هذا المشروع من قبل شركة صينية، وتعمل وزارة النقل وهيئة تخطيط الدولة على متابعة هذا العقد، وهو عبارة عن نقل كهربائي داخلي للمواطنين، وإذا ما أنجز هذا المشروع فسيساهم بحل أزمة النقل ضمن مدينة دمشق عبر عدة محاور منها دمشق – صحنايا دير علي، دمشق – سبينة – مدينة المعارض – مطار دمشق الدولي، دمشق – الهامة، دمشق – قطنا مروراً بمدينة داريا، وقد بدأت المؤسسة بتنفيذ الأنفاق اللازمة من محطة الحجاز – القدم، محطة الحجاز – الربوة لتفادي التقاطعات المرورية إذ أن سرعة القطار الكهربائي تصل إلى 160 كيلو متر/سا..ورداً منه على سؤالنا عن نظام الضابطة وقانون الركب السككي قال: هذا النظام يساهم في تحقيق عوامل سلامة وأمان السكك الحديدية ويعطي العاملين في هذه المؤسسة ميزات جديدة، ويحل العديد من المعوقات التي تواجه عملها وهو موجود حالياً بدوائر مجلس الشعب للدراسة وهو بطور الإصدار..مطالب عماليةعن هذه المطالب تحدث إلينا الأستاذ حسين فهد حمدان رئيس نقابة عمال السكك الحديدية قائلاً: منذ بداية الأزمة عاهد عمالنا الله والوطن أن يكونوا سنداً ورديفاً للجيش العربي السوري، والعمل على إصلاح كل ما خربته يد الإرهاب، حيث قام عمالنا بإعادة تأهيل خط حمص والتفريعة الواصلة لصوامع شنشار لنقل الحبوب من ميناء طرطوس، وهناك خطة لإعداد تفريعة إلى المنطقة الصناعية لمنطقة حسياء في محافظة حمص.. أما بالنسبة للعمال العاملين في المحطات المتوقفة عن العمل فقد تم توزيعهم على دوائر وزارة النقل، وبالنسبة لمطالبنا فهناك مطالب مؤجلة حالياً لحين عودة الأمن إلى ربوع الوطن بسهوله وجباله، لكن هناك مطلب عمالي بخصوص عمال المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية فرع دمشق، فهؤلاء محرومون من أي ميزات عمالية أسوةً بزملائهم العمال في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي، فهم لا يتقاضون أي أجر إضافي أو حوافز أو مكافآت ما عدا ميزة الطبابة، وهي مجانية 100% بالنسبة للعامل و50% لكافة أفراد عائلته، ولدينا أيضاً طموح بتعديل بنود صندوق المساعدة الاجتماعية التابع للنقابة فيما يخدم مصالح عمالنا بغية زيادة المساعدات، كما نترقب صدور قانون الضابطة السككية الذي يمنح عمالنا من طاقم القطار والعاملين طبيعة عمل خاصة به..آمال وطموحاتالنقل السككي هو أحد أهم وسائل النقل في دول العالم المتقدمة، وتوليه الحكومات هناك اهتماماً كبيراً وخاصةً في مسألة نقل الركاب، فهو يقضي على الاختناقات المرورية ضمن المدن، ويُعتبر وسيلة نقل آمنة وسريعة لنقل البضائع، لذلك نتمنى من المعنيين إيلاء سككنا الحديدية اهتماماً أكبر، إذ أن هذا القطاع على قدمه كان يخدم المواطنين وأصحاب الفعاليات الاقتصاية والسياحية بشكلٍ كبير، ويحقق إرادات لا بأس بها لخزينة الدولة، خصوصاً أن العديد من المحطات قد عادت لربوع الوطن ولا بد من استثمارها بالشكل الأمثل..
التاريخ - 2017-08-01 5:09 PM المشاهدات 3860

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا