معاناة طلاب السكن الجامعي بدمشق... الى متى؟؟
-خاص- شبكة سورية الحدث الإخبارية
اعداد:يوسف حيدرعيسى
أسست مدينة الشهيد باسل الأسد الجامعية في جامعة دمشق في العام الدراسي1962وكانت عبارة عن وحدتين سكنيتين (الأولى والثانية) ومع التوسع في أعداد الطلاب المقبولين في كل عام أصبح من الضروري زيادة الطاقة الاستيعابية للمدينة الجامعية وبناء وحدات سكنية جديدة لتأمين السكن لأكبر عدد ممكن من طلاب الجامعة, ويبلغ عدد الوحدات السكنية (27) وحدة منها (13) وحدة سكنية في تجمع المزة والوحدتان(18-19) دراسات عليا والوحدتان(27-28)علوم سياسية،والوحدات(9-16-17-23) في تجمع الهمك والوحدتان(10-22)في تجمع برزة. تؤمن المدينة الجامعية سنوياً السكن لحوالي (13000)طالب وطالبة سوريين وعرب وأجانب, تعُد مدينة الباسل في دمشق من أكبر المدن للسكن الجامعي في سورية، إذ يتوافد إليها كثيرٌ من طلاب المحافظات للدراسة والإقامة في دمشق ويعدّها الكثير من الطلاب البيت الثاني لهم, لا نستطيع أن ننسى الظروف التي تعيشها البلاد والتي أدت إلى إقبال أعداد كبيرة من طلاب المحافظات إلى دمشق، بسبب الأحداث المؤلمة التي تشهدها محافظاتهم.للمدينة إيجابيات عديدة منها موقعها القريب من الجامعة والذي يتوسط مدينة دمشق, وكونها مركز تجمع طلابي لا تشعر فيه بالوحدة, إلا أن لها سلبيات كثيرة تكاد لا تعد ولا تحصى وأهمها قدم الأبنية ومرفقاتها وغرفها التي تتحمل عدد من الطلاب يفوق العدد المخصص لها, وبالإضافة إلى الازدحام الذي تعانيه بعض الوحدات، والجو الاجتماعي المفرط الذي لا يلائم بعض الطلاب, ،
إذ لا نسمع منهم سوى جواب واحد (المدينة بوضعها الحالي لا تلبي حاجات الطلاب ومستقبلهم),فقد ازدادت خلال السنوات الماضية شكاوى الطلاب من وضع السكن السيئ والمتزايد باستمرار حتى يومنا هذا،وكانت البداية مع محمود (كلية العلوم):( تعاني المدينة من نقص حاد في أثاث الغرف فالعديد من الطلاب لا يحصلون على حقهم من الأسرة والكراسي والطاولات إضافة إلى أن غالبية الغرف تفتقر إلى أبسط الأساسيات، فالعديد منها لا يحتوي على مكتبة صغيرة لوضع الكتب حتى لو كانت بمساحة نصف متر مربع أو مجرد خزانة لتعليق الملابس.. النظافة تنعدم في المدينة، هنا كل شيء متسخ، إن لم تحصل على سرير فأنت ستنام على قطعة أسفنجية يتم إخراجها من قبو ممتلئ بالفئران والعفونة، فالقائمون على التسليم يضعون القطع في نهاية كل عام في القبو ولا يتم تنظيفها، ويقومون في بداية العام التالي بتسليمها للطلاب،وإن أتينا إلى أمر الطبخ ففي الغرف لا توجد مطابخ يوجد فقط مغسلة، المطبخ يوجد في كل قسم ويتم الاستيلاء عليه من قبل الطلاب الذين يسكنون في الغرفة التي تجاوره،ومن المشاكل الأساسية التي يعانيها غالبية الطلاب خاصة في فصل الشتاء مشكلة المياه الساخنة التي لا تتوفر إلا نادراً ,بحجة عدم توفر المحروقات ما يضطر الطلاب إلى تسخين المياه من أجل الاستحمام أو الذهاب إلى الوحدات الأخرى وأحياناً الذهاب إلى خارج المدينة إلى بيت أحد الأقارب أو الزملاء، أيضاً هناك مشكلة التدفئة المركزية التي لم تعمل منذ عامين بحجة عدم توافر المحروقات إضافة إلى المصاعد المتوقفة منذ ما يزيد عن العامين أيضاً ولكن لا أحد يعرف لماذا ,ما يضطر الطالب إلى الصعود مشياً على
الدرج للوصول إلى غرفته ويكون حظه طيباً إذا كانت غرفته في الطوابق السفلية لأنه لن يصعد أدراجا كثيرة أما إذا كان من أصحاب الطوابق العالية فإنه سيعاني كثيراً للوصول إلى غرفته أو نزوله منها كون غالبية وحدات المدينة الجامعية تتألف من 7طوابق فما فوق و كأن الطالب لا يكفيه ما يلقاه من معاناة و تعب خلال دروسه ومحاضراته اليومية),وقال محمد (كلية الهندسة): (إنها ليست مدينة جامعية، هي مأوى لطلاب جامعة دمشق وبقية المحافظات، فبعض الوحدات يوجد بها عدة طوابق، وفي كل طابق ثلاثة أقسام وفي كل قسم يوجد تسع أو عشر غرف، فالغرفة التي كانت مخصصة لأربعة أو خمسة طلاب، أصبحت مخصصة لأكثر من عشرة طلاب، فمساحة الغرف صغيرة جداً ولا يمكن لأحد أن يحصل على نتائج دراسته مع وجود هذا العدد الكبير من الطلاب في الغرفة، وفي أوقات الامتحان تقوم إدارة المدينة بضم طلاب الآداب وتوزيعهم على الغرف، فيصل العدد في معظم الحالات إلى أربعة عشر طالباً, ما يؤدي الى زيادة الضغط والتوتر على الطلاب ,المتوترين أساساً, وبالتالي فشلهم ورسوبهم في مقرراتهم),وقالت رنا (رياضيات): (يمكن للطلاب أن يحصلوا على نتائج في الدراسة فقط عند دراستهم في المكتبة المركزية في المدينة، وذلك حصراً من الساعة العاشرة أو الحادية عشرة مساءً إلى منتصف الليل.. ففي هذا الوقت يذهب الكثير للنوم، وتستطيع أن تبدأ الدراسة وأنت تضع كوفية على الرأس وتلتحف ببطانية أو أكثر، لأن المكتبة باردة جداً والتدفئة تنعدم بها وبجميع غرف المدينة وصالاتها، ففي العام الماضي لم تشغّل التدفئة سوى عند تساقط الثلوج لساعات محدودة, وأيضاً هناك المكتبات الخاصة بكل وحدة سكنية والتي تعاني من نقص شديد في أثاثها فجميع المكتبات لا يوجد فيها كراسي والإنارة فيها ضعيفة والتدفئة معدومة تماماً والنظافة شيء أخر... ),ويقول أحمد (زراعة): (في المدينة سوق متكامل يلبي معظم حاجات الطالب، ابتداءً من المأكولات السريعة والخضار وانتهاء بالحلويات التي تشبه في أوقات كثيرة محال الكراجات، ولكن الشيء غير المعقول هو الأسعار وخاصة الخضار، فهي ترتفع عن مثيلاتها في أماكن أخرى بنسبة تتجاوز ال15 % فكثيراً ما يضطر الطلاب للذهاب لشراء حاجاتهم من أماكن وأسواق أخرى الأمر الذي يحمل الطلاب معاناة وتكاليف أضافية هم بالأساس في غنىً عنها),
وفيما يخص مخبز المدينة الاحتياطي الذي افتتح في شهر حزيران الماضي بعقد آجار ما بين جامعة دمشق ولجنة المخابز الاحتياطية لمدة عشرين عاماً, قالت الطالبة سمر(كلية الآداب):(لم تكتمل فرحتنا بافتتاح المخبز على أرض المدينة الجامعية حيث اعتقدنا أن الفرن مخصص فقط للطلاب القاطنين في السكن الجامعي وبالتالي سيوفر علينا الوقت والجهد في الحصول على رغيف الخبز, لنفاجأ وبعد فترة قصيرة بأن السكان المجاورون وموظفو الجامعة ومعارفهم باتوا يشترون الخبز من مخبز المدينة وبكميات كبيرة جداً, الأمر الذي خلق أزمة خبز حقيقية على منافذ بيع الخبز وبالتالي حرمان طلاب المدينة من حقهم في الحصول على الخبز من المخبز الذي افتتح أساساً لأجلهم),
وفيما يخص المظهر الحضاري للمدينة فهناك ما كان يسمى بأحد فروع نهر بردى والذي تحول مع مرور الزمن إلى أحد مصبات الصرف الصحي حيث أنه من السهل على أي زائر للمدينة ملاحظة المظهر المعيب لمياه المجرى بلونها الأسود القاتم المزخرف بالنفايات (علماً أن المجرى يدخل المدينة عند السياج المطل على ساحة المواساة ماراً بين الوحدات السكنية ليخرج عند السياج المطل على اوتوستراد المزة) حيث أن معظم الطلاب و بشكل خاص الطلاب القاطنين في الوحدات السكنية القريبة من المجرى يشتكون من رائحة الصرف الصحي القاتلة في ساعات الصباح الباكر و في ساعات المساء الأولى حيث تفوح هذه الرائحة بدلا ً من رائحة النسيم المنعشة,فجميع الطلاب –قاطنو المدينة_يطالبون بتخصيص جزء من ميزانية المدينة لمعالجة هذه الكارثة البيئية التي تؤثر على صحتهم البدنية والنفسية وتنقل لهم الأمراض والحشرات وما الى ذلك.
التاريخ - 2014-11-20 1:47 AM المشاهدات 5407
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا