شبكة سورية الحدث


قراءة في مؤشرات المرحلة

قراءة في مؤشرات المرحلة بقلم / الدكتور عفيف دلة حراك سياسي وديبلوماسي كبير تشهده الساحة الإقليمية والدولية ينذر ربما ببدايات حلول للصراع القائم .. فاللقاءات التي جمعت أطراف الصراع لم تكن كسابقاتها .. فبعد لقاء لافروف وكيري .. استكملت محادثات الملف النووي الإيراني مع مجموعة الخمس + 1 وأنباء عن التوصل لاتفاق نهائي دون إعلانه في انتظار وضع اللمسات النهائية لصيغته الإخراجية إلى العلن .. ومحادثات في موسكو مع وزير خارجية عائلته المدعو سعود الفيصل دون مؤتمر صحفي تهرباً من إعلان ما تم الاتفاق عليه فعلاً ..  وتحضير لزيارة وزير الخارجية السيد وليد المعلم إلى موسكو نهاية الأسبوع الجاري .. في سياق حديث عن مساع روسية لتحريك سكة الحوار السياسي السوري .. إن الحلول كانت معروفة مسبقاً ومنذ فترة غير قصيرة لكن الخلاف كان على شكل إخراجها إلى العلن .. فالولايات المتحدة تدرك تماما أن سورية الدولة لن تسقط مهما فعلت وبالتالي المشكلة باتت لدى الولايات المتحدة في تشكيل سكة الرجوع والخروج من المأزق السوري بحفظ ماء الوجه .. وتركيا تدرك أيضاً أن سورية الدولة حاضرة في المعادلات الإقليمية القادمة ولا مجال لتغيير شكلها أو مضمونها .. وزيارة نائب الرئيس الأمريكي لتركيا تصب في سياق ترتيب وتهيئة المناخ للمعادلات القادمة رغم التصريح عن نية دعم ما أسموه المعارضة المسلحة المعتدلة وتدريبها .. لأنهم يعلمون أن ذلك لا يغني من فقر ولا يسمن من جوع .. فعندما كانوا يرسلون الآلاف من أولئك المعتدلين لقطع الرؤوس وأكل القلوب في سورية على مدى السنوات الماضية لم يستطيعوا أن يحققوا من خلالهم شيئاً يريدونه بشدة وهو إسقاط الدولة السورية وتقسيم جغرافيتها وبالتالي باتوا يدركون اليوم أن آلافاً آخرين لن يقوموا بما لم يستطع أسلافهم من القتلة والمرتزقة القيام به .. لكن الضغط السياسي يتطلب التلويح بهذا العنوان ضد سورية اليوم والحفاظ على بيئة الاشتباك ساخنة .. وعدم تبريد الجبهات المشتعلة في المنطقة من خلال التلميح بحلول سياسية قادمة .. فالحلول السياسية حتى لو باتت قاب قوسين أو أدنى من التطبيق لا بد لها أن ترتكز إلى عوامل الضغط الحاصلة الآن وفي مقدمها آلة الإرهاب المتحركة في المنطقة .. وأياً يكن من أمر .. ومهما كانت الحلول .. لا نشعر نحن في سورية بقلق حيالها .. لأننا ندرك أننا الطرف الثابت في أي معادلة حل .. فشعبنا وجيشنا وقائدنا هم الطرف الثابت في معادلة الصراع وهم الطرف الثابت أيضاً في معادلة الحل .. بينما كان الجميع عبارة عن متحولات اختلفت مواضعها .. ذهب بعضها ولحق به آخر وبقي من بقي منهم لكن لن يستطيع المتحول أن يكون ثابتاً في يوم من الأيام .. فطبيعة وجوده ودوره تبقيه هكذا .. وها هو وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل يضاف إلى مجموعة المتحولات عبر استقالته المفاجئة ربما للبعض حيث أنها مؤشر على تغير متوقع في تعاطي الولايات المتحدة مع ملف الإرهاب في المنطقة لكن ربطاً بباقي المؤشرات التي عرضنا لها سابقاً ترجح كفة التفاهمات الكبرى والتي ربما باتت مؤشراتها في هذه المرحلة أكثر وضوحاً ولو أن في مثل هذه الصراعات يبقى أفق التوقع والاحتمالات مفتوحاً على مصراعيه .. وإن غداً لناظره قريب .  
التاريخ - 2014-12-01 7:49 PM المشاهدات 860

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا