شبكة سورية الحدث


لحامون يتفننون في الغش على «عينك يا تموين»

عشرات الضبوط والإحالات إلى القضاء إن لم نقل المئات منها تنظمها دوريات التموين يومياً  بحق أصحاب الملاحم بمخالفات متنوعة، لكن رغم  كل  تلك الإجراءات تجد المخالفات تستشري أكثر في الأسواق وتزداد لتنفجر في شهر رمضان  وكأنك «ياتموين ما غزيت»، فيعود بعدها التجار المخالفون نفسهم من دون رادع  لعمليات الغش ذاتها، الذي زادت نسبتها بحسب عضو في جمعية حماية المستهلك بسام درويش أكثر من 50% عن العام الماضي وهذا متوقع، فأرباح غش اللحمة – في رأيه – مغرية لضعاف النفوس، متسائلاً: إذا كانت جميع الضبوط التي تنظمها التموين حالياً هي عبارة عن مخالفات للقانون، فكيف إذا ما قامت بسحب عينات من اللحم المفروم في السوق وحللته «أكيد بيطلع بلاوي»، في حين أكد مدير الشؤون الصحية في المحافظة أن كثرة ضبوط مخالفات اللحمة لا تعني زيادة نسبة الغش وإنما تشديد الرقابة على الأسواق.3% فقط يبيعون لحمة حقيقيةعندما يرتفع سعر أي مادة بغض النظر إن كانت لحوماً أم لا، تزيد فيها نسبة الغش تلقائياً، فما بالك بسعر اللحمة الذي ارتفع أضعافاً مضاعفة عن العام الماضي بحدود 25%،  يقول درويش: تراوح سعر كيلو اللحمة العادية العام الماضي بين 2800- 3300 ليرة بينما ارتفع هذا العام ليصل إلى 5 آلاف ليرة، في حين وصل سعر اللحمة المقشورة حالياً إلى 7500 ليرة بينما لم يتجاوز 5 آلاف ليرة العام الماضي، معقباً: «كيف ما بدك ترتفع فيها نسبة الغش وسعرها «هبّ هالهبّة»؟!»  وهذا يغري أصحاب النفوس الضعيفة  ليزدادوا ربحاً أكثر، بينما رأى تاجر لحمة آخر رفض ذكر اسمه أن دوريات التموين مقصرة ولا تعمل إلا بنسبة 10% فقط مما هو مفترض أن تقوم به من دور فلو كان هناك رقابة فعليّة وشديدة على الأسواق برفقة عناصر تموين ذوي ضمير حي ولا يقبلون الرشوة  لما كان هذا الغش معششاً في الأسواق، ولما تجرأ التجار وأصروا على غش المواطن واستغلال حاجته، ولأغلقت أكثر من 60% من الملاحم الموجودة في دمشق، فأغلبها تغش اللحم بطريقة أو بأخرى، والملاحم التي تبيع لحماً فعلاً لا تتجاوز 3% من المجموع الكلي البالغ 3 آلاف ملحمة متضمنة 1000 عجل وبقر و2000 غنم.موضة جديدةالغش «هو هو»  كما أكد درويش، بل زادت نسبته وأصبحت هنالك أساليب جديدة متبعة فيه، فقد يقوم التجار بتعليق الأعضاء الذكرية على لحم الأناث وبيعه على أساس أنه ذكر أو خلط أكثر من نوع لحم، فمثلاً لحم العجل يتقبل الغش بنسبة 90% من دون أن يشعر المواطن، فيمكن خلطه بلحم الجاموس أو البقر أو الديك الأحمر، مؤكداً أنه لا تزال المخالفات الجسيمة في اللحوم ترتكب في الأسواق، كأن تتم تعبئة رئة البقر بالماء وتجميدها  وفرمها مع دهن البقر وخلطها مع طحال غنم أو صبغة كرزة لإكسابها اللون الأحمر، كما يتم فرم صدر أمات الفروج مع الطحال ودهن البقر ومن ثم بيعها على أنها لحمة خشنة، في حين يتم خلط «نتر» الفروج النيئ وجلده مع الدهن وبيعه على أنه كباب أو لحمة بالصينية، رافضاً إرجاع سبب انبعاث الروائح الكريهة من سوق باب سريجة إلى فساد اللحم المعروض وإنما سببه مخلفات الذبائح والدماء التي يقوم التجار بذبحها أمام محلاتهم وعلى الأرصفة.كل ذلك في كفة وظهور موضة الغش الجديدة التي لم تكن سابقاً في كفة جديدة، فبحسب درويش ظهرت موضة فرم «نتر» بقايا الفروج وبيعه ضمن صحون معلبة على أنه لحم كباب أو لحمة بالصينية وهذا النوع يقبل على شرائه المواطن بكثرة نظراً لانخفاض سعره، فيباع الكيلو بـ1000 ليرة فقط، ومن الممكن أن يصنع  بها الفقير أكثر من طبخة.«ما حدا سائل على التموين»على الرغم من وجود قرار يمنع فرم أكثر من 2 كيلو لحم  مسبقاً إلا أن واجهات البرادات والبسطات المنتشرة في الأسواق الشعبية كسوق الجمعة رفوفها مملوءة علناً «بجاطات» اللحم المفروم، في حين تراها موجودة ضمن رفوف مخفية في البرادات بالأسواق الراقية كالشعلان والشيخ سعد خوفاً من دوريات التموين، لكن حتى تلك المحلات برأي درويش لم تعد «سائلة على حدا» وأصبحت تعرض اللحم المفروم ضمن واجهات البراد على الملأ، لا والأنكى من ذلك أن البعض منهم لجأ حالياً إلى وضع اللحم المفروم في صحون فلين بدلاً من «الجاطات» وتغليفها لجذب الزبون وتشجيعه على الشراء وكأنها أصبحت شيئاً نظامياً مغلفاً ومعبأ بطريقة صحية! وقد تجد كل كيلو وحده ضمن أكياس فهذا أسهل للبيع وللهروب من الجهات الرقابية بينما تكون بقية اللحم المفروم مخبأة ضمن المستودعات، يبيع منها التاجر أولاً بأول عند انتهاء الكمية المعروضة ضمن البرادات كما يؤكد أحد التجار.يضيف درويش: حتى لا نحمّل التموين كل المسؤولية فهي ربما تحاول القيام بواجبها سواء من خلال تنظيم الضبوط  اليومية أو إصدار تعاميم تحثّ المواطنين على التدقيق عند شراء اللحم كما فعلت مؤخراً، لكن العتب الكبير على المواطن  الذي يلجأ لشراء اللحم المفروم مجهول المصدر على الرغم من كل التحذيرات والإرشادات، فهنالك أشخاص لا يأبهون بكل تلك التحذيرات الصحية  ويلجؤون لشراء اللحم المفروم مسبقاً بسبب انخفاض سعره. غير مجديةكثرة تنظيم الضبوط  برأي درويش لا تجدي مع اللحامين ولا تردعهم عن الغش قائلاً: «ما عم يتربوا..ما حدا بيقدر على اللحامين» ففي حال تم إغلاق محله يقوم بفرد بسطة مجاورة لمحله يبيع عليها ما كان يود بيعه ضمن محله، وإذا كان  بائع جملة فإنه يستمر بالفرم والتوزيع على المحلات المتعاقد معها، وعند انتهاء مدة الإغلاق فإنه يفتح محله ويعاود الغش أكثر ليعوض الخسارة التي مني بها عند الإغلاق، شارحاً: حكم الإعدام لا يلغي الجريمة فلا يمكن أن ينفع مع التجار إلا الاستمرار بالرقابة وتكثيفها من غير رحمة ولا تهاون، فالمفترض إرسال 3 دوريات في النهار على الأقل على أسواق اللحوم وخاصة الشعبية منها لأن الضمير لا يشترى، في حين إن تكثيف الدوريات يمكن أن يقلل من الغش، مشيراً إلى أن وزارة التموين منذ فترة قريبة اتبعت أسلوباً جديداً في الرقابة على سوق باب سريجة فأصبحت عناصر الدورية تدخل من الحارات الفرعية للسوق وليس من المداخل الرئيسة وهذا بنظره قلل الغش وهو أجدى نفعاً في المراقبة.ضبوط بالجملةلا يقل عن 4  ضبوط يومياً  تنظم بمخالفات اللحوم بحسب أحد المراقبين التموينيين، وهذا لم يختلف عن الأعوام السابقة، رافضاً إرجاع زيادة عدد الضبوط لزيادة الغش فالسبب برأيه تشديد الرقابة، فالمراقب التمويني سابقاً لم يكن باستطاعته تنظيم ضبوط في أصحاب الملاحم أو الاقتراب حتى من محلاتهم لأسباب مختلفة، لذا كانت الضبوط العام الماضي لا تتجاوز 20 ضبطاً، في حين إن صلاحيات المراقب باتت هذا العام أكثر حرية فقد  تم تنظيم 80 ضبطاً حتى هذه اللحظة قائلاً: «ماعد غضينا نظر عن حدا» وهذا جعل اللحام يعد للعشرة قبل أن يغش، مردفاً: زيادة عدد الضبوط  دليل تعافي الأسواق وضبطها.بينما رأى مراقب تمويني آخر أن نسبة الغش في اللحوم هذا العام ازدادت بنسبة 25% عن العام الماضي، وهذا الغش أصبح واضحاً في رمضان ويزداد بكثرة في الأعياد بسبب زيادة الاستهلاك، فالقاعدة تقول: في حال قل الطلب قل الغش وفي حال زاد الطلب زاد الغش، معبراً: «لأنه شو ما حط التاجر بينباع»  وهذا ما يفسر كثرة الضبوط المنظمة حالياً برأيه، مشيراً إلى أن أكثر المخالفات المنظمة حالياً تكون نقع الفروج  لزيادة وزنه حوالى 20% وخلط لحم الغنم بفرم اللسان والرأس والشحوم والديك الرومي، وخلط لحم العجل مع البقر، وذبح إناث العواس والبقر.أختام جديدةوعلى غير ما لاحظه البعض، مدير الشؤون الصحية في المحافظة د. ماهر ريا لم ير أسواق اللحوم سيئة إلى هذه الدرجة، ولم يلحظ أي زيادة في غش اللحم هذا العام، لا بل حتى قلّت المخالفات الجسيمة المسجلة في اللحوم ولم تسجل أي حالة تسمم جماعي به هذا العام، فخلال جولته على 5 ملاحم في يوم واحد لم يجد أي مخالفة فيها، بينما ضبط  محلاً واحداً من بين 12 محلاً في جولة يقوم صاحبه ببيع الفروج ضمن أكياس ملونة، مشيراً الى أن زيادة عدد الضبوط لا تعني زيادة الغش، وإنما تعني زيادة الرقابة، فسابقاً كان هنالك تقصير فيها قائلاً: سابقاً عندما كانت مشكلة انقطاع الكهرباء حاضرة كنا نجد عجلاً فاسداً يقطّع في الأسواق، أما اليوم فأكثر المخالفات التي نراها لحماً مفروماً مسبقاً أو جمع نوعين من اللحم أو ذبح خارج المسلخ،  وهذا الانضباط في الأسواق سببه الرقابة الشديدة والإغلاقات التي نقوم بها التي جعلت التاجر يحتاط ويحسب عدة حسابات قبل أن يقدم على الغش، كما أصبحت الأغلبية منهم يذبحون ضمن المسلخ المخصص الذي بات مشغولاً بالذبح طوال فترة دوامه.وأكد ريا قيام المحافظة مؤخراً بتغيير الأختام واعتماد ختم مختلف وحبر واضح القراءة عن بعد، وغير قابل للتزوير، بينما كان سابقاً غير واضح المعالم وسريع الإزالة، هذه الاجراءات قللت نسبة الغش – برأيه – فلم يعد يرى تزويراً في الختم إطلاقاً مضيفاً: مؤخراً صادرنا أكثر من 250 كيلو لحم ذبحت  خارج المسلخ كما أغلقنا ملحمة تقوم بالذبح  خارج المسلخ إلى مدة غير محدودة بقرار من المحافظ بعد أن رفض صاحبها تسليم أكثر من 3 كيلوغرامات من اللحم.
التاريخ - 2018-06-12 1:00 PM المشاهدات 678

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم