أثارت التصريحات الأميركية والغربية الأخيرة حول التفاوض والحوار مع القيادة السورية لإنهاء الحرب الإرهابية على سورية موجات من ردود الأفعال المتناقضة ما يعكس انقساما واضحا على الصعيدين الإقليمي والدولي والقاسم المشترك هو ضرورة إنهاء هذه الحرب .
كل التصريحات الأميركية والغربية المؤيدة لخيار التفاوض مع القيادة السورية تبقى تصريحات سياسية وأهميتها تتأتى من مدلولها السياسي ولكن إذا لم تترافق بإجراءات تبدأ بوقف دعم التنظيمات الإرهابية وتسهيل مرور الإرهابيين وتنتهي بإلغاء العقوبات الاقتصادية القسرية على الشعب السوري .
هناك من أراد تصوير إقرار وزير الخارجية الأميركية بضرورة التفاوض مع القيادة السورية تحولا في موقف الإدارة الأميركية وفي ذلك من الناحية السياسية والنظرية شيء من الصحة إذا تم تحليل هذا الموقف بشكل واقعي وإدراك أن هذه الإدارة لا يمكن أن تقوم باستدارة كاملة من اللحظة الأولى أو الموقف الأول .
حتى اليوم لا نرى أي مفاعيل واضحة لموقف كيري على الأرض في سورية حيث تستمر أدوات أميركا في المنطقة وعلى رأسها الحكومة الأردوغانية بتوفير كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة وداعش وهذا كاف للتشكيك بمصداقية الموقف الأميركي إلى الآن.
قد يكون الموقف الذي أدلى به وزير الخارجية الأميركي رهينة الانقسام بين الحزبين الأميركيين الديمقراطي والجمهوري والتخبط في السياسة الأميركية ليس فقط تجاه سورية بل المنطقة ومحيطها الإقليمي وذلك يفسر بوضوح التناقض في التصريحات الأميركية فيما يتعلق بموقف كيري الأخير تجاه سورية الذي لا يمكن أن يكون مبادرة شخصية بل جاء بتنسيق مع الرئيس أوباما الأمر الذي يفترض أن يكون له تداعيات على الأرض في أقرب وقت .
ليس مفاجئاً أن يواجه تصريح كيري بعاصفة من التصريحات الرافضة من قبل بعض الدول الإقليمية والدولية التي تدعم الاٍرهاب ولكن يبقى موقفها لا قيمة له إذا طورت الولايات المتحدة موقفها وضغطت لتنفيذ القرارين الأخيرين لمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابي .
ومن جانب آخر يجب أن ننظر إلى موقف كيري كخطوة هدفها تشويه موقف الحكومة السورية التي أكدت منذ بداية الأزمة على الحل السياسي وما صدر من تصريحات متتابعة ومتناقضة للخارجية الأميركية يفتح الباب للحذر من هذا الجانب.
ما يجب قوله إن الصمود السوري على كل الجبهات هو العامل الأساسي في تحول حصل او سيحصل في الموقف الغربي -الأميركي تجاه الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد أما الأدوات وأجراء أميركا في المنطقة وغيرها فلا خيار أمامهم إلا تنفيذ أوامر سيدهم الأميركي .
ما نسمعه اليوم حول ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة في سورية ينطبق عليه المثل القائل «أسمع جعجعة ولا أرى طحينا « ولكن صمود الشعب السوري وجيشه وقيادته هو من سيصنع التغيير الحقيقي في أميركا وخارجها والمسبحة العدوانية بدأت بالانفراط ومن يعول على تجميعها من جديد سيكون الخاسر الأكبر.
التاريخ - 2015-03-22 8:47 AM المشاهدات 929
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا