سورية الحدث _ بقلم الدكتور حسام الدين خلاصي
عندما نراقب انقسام وسائل الإعلام الأمريكية حول مايجري في الشارع الأمريكي وحول تصرفات الرئيس ترامب ، فبعضهم ذهب لتأييده وبعضهم الآخر يهاجمه بشدة وقسوة .
القصة بدأت فجأة وبدون سابق إنذار بعد مقتل المواطن الأمريكي الزنجي خنقا تحت ركبتي الشرطي الأمريكي وبتصوير متقن ، وتوفر هنا السبب لردة فعل غاضبة من الشارع الأمريكي رفضا للتميز العنصري انضم إليها كل الأمريكين ماعدا العرق اللاتيني والأصفر والمسلمين كما هو واضح من وسائل الإعلام .
وبدأ النقل المباشر للأحداث المتصاعدة بين المدن
وبمقارنة بين ما عرض و رافق الإعلام العالمي لفورات الربيع العربي وبين مايعرضه بعض الإعلام الأمريكي منفردا في ظل غياب شامل أوربي وعربي لتغطية مباشرة لأحداث امريكا .
بإجراء هذه المقارنة نجد نفس السيناريو المصري تقريبا يتكرر ونرصد التغيرات التالية :
ضباط شرطة ينضمون للمتظاهرين تضامنا معهم ( صيغة ملطفة للإنشقاق )
بث مشاهد قديمة على أنها تجري الآن لمظاهر عنف للشرطة ضد الأفراد على شبكة التواصل .
استضافة محللين مناهضين لترامب وسياساته يجرمونه ويصفونه بفاقد الأهلية وأنه يوجه جيش الشعب ضد الشعب .
يصرون على سلمية التظاهرات رغم حدوث حالات حرق وسرقة كثيرة ومتعددة .
نشاط الديموقراطيين كبديل عن ترامب والجمهوريين .
يتم تصوير المتظاهرين على أنهم بأعداد كبيرة جدا ولكن من النقل المباشر يتضح أنهم ليسوا بأعداد كبيرة .
تصرفات ترامب الاستفزازية تقارب تصرفات محمد مرسي الذي شكل ثورة مضادة تسلم على إثرها العسكر الحكم في مصر.
تعاقب هذه الأحداث على خلفية جائحة كورونا الأمر الذي سيسبب كارثة اقتصادية ستظهر أثارها داخليا وتزيد من حدة الاحتجاجات رغم أن ترامب قلل من أهمية كورونا وحاول الإشارة مرارا إلى مؤامرة تحاك ضد أمريكا من خلال الوباء.
دول كبرى مثل الصين وروسيا والهند وإيران وباكستان التزمت التصريحات المنمقة ، أما دول الخليج فهي خرست تماما عن مايجري وكذلك فعلت اليابان ، أما دول الاتحاد الاوربي فرد فعلها صامت وغير مشجع وهي الخائفة من وصول الاحتجاجات بدوافع رفض التمييز العنصري إضافة لمطالب شعبية أخرى .
الإعلام هو سيد الموقف الآن وهو الذي يحدد مسار الأحداث هناك ، ولأننا خبرنا كذب الإعلام الأمريكي تساورنا الريبة في كل مايصدر عنه .
لاشك أن الدول التي عانت ماعانته من السياسات الأمريكية الإرهابية وشعوبها من أول الفرحين بهذا الدمار أو الفوضى التي تلحق بأمريكا وخاصة في سورية ونحن لن نحب ترامب الأوضح بين رؤوساء بلده ونتمنى أن نرى نهاية أفعاله ونهاية شخصية له توازي أفعاله الشيطانية ، ولكن أمريكا لن تنتهي بموت أو عزل ترامب وأغلب الظن أن يحضرون لجغرافيا سياسية جديدة ولإدارة أكثر حزما مع الروس والصين ودعما للصهيونية ، فرماد ترامب حول تهويد القدس والجولان الذي ذره على ورق للصهاينة لم يكفيهم لأنه التفت لاقتصاد أمريكي قوي من السرقة والنهب من العراق وسورية ومن دول الخليج وتراخى أمام حقيبة الطلبات الصهيونية التي فشل مسعاها في سورية والعراق عبر داعش والإرهاب وتراخى أمام توسع إيران وحلف المقاومة وحركاته وأمام المد الروسي على حساب غنائمه ولم يقدم فروض الطاعة كاملة للصهيونية العالمية فحق عليه القول ربما كأسلافه كلينتون و كينيدي .
في النتيحة سننتظر فرحين فأي خراب يلحق بعدونا هو مكسب تكنيكي لنا كشعوب عانت من أمريكا ، وسنرى إلى أين ستصل كرة الثلج في تدحرجها ، وإلى ذلك الوقت سنقاوم الإرهاب ونجدد طاقاتنا الاقتصادية في ظل سيزر المشؤوم ونبقي العين ساهرة على المحتل التركي والأمريكي والصهيوني إلى لحظة مواتية جديدة للانتصار .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا