شبكة سورية الحدث


المواطن بين فكي كماشة الحكومة – التجار.. فأين المفر؟؟!!!

المواطن بين فكي كماشة الحكومة – التجار.. فأين المفر؟؟!!!

خاص _ شبكة سورية الحدث الاخبارية

بقلم محمد الحلبي  
قبل يومين فقط من رفع أسعار المواد التموينية ( السكر – الرز ) اجتمع المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء مع اتحاد ورؤساء غرف التجارة، ليطلق الاتحاد مبادرة لتخفيض أسعار السلع الأساسية وبيعها للمواطن بنسبة ربح بسيطة... وطبعاً جاء هذا الطرح بعد أن أطلق التجار قبلها مبادرة تخفيض الأسعار بنسبة 25% بعد رفع الأسعار لأكثر من 100%.. وبكل الأحوال لم يبقَ من هذه الاجتماعات سوى التصريحات الخلبية التي لم يلمسها المواطن على أرض الواقع..
اجتماعات وقرارات خلبية
رئيس غرفة تجارة ريف دمشق وسيم القطان أفاد أن اجتماع الحكومة مع التجار كان تركيزه على توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة.. مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن مبادرات في كل المحافظات وخاصة مع اقتراب عيد الأضحى..
وقد طلب المجتمعون من مصرف سورية المركزي واتحاد غرف الصناعة استمرار التنسيق لضمان تأمين تحويل استيراد المواد الأولية الضرورية للاقتصاد الوطني، مؤكدين على أهمية تأمين متطلبات استمرار الصناعات الصغيرة والمتوسطة والحرفية، ومساعدة المتضرر منها لدفع عجلة الصناعة إلى الأمام.. وتقديم التسهيلات للصناعيين الراغبين بإشادة منشآتٍ صناعية ضمن خطة الحكومة، كما طالبوا بإعفاء الصناعات التصديرية من رسم الانفاق الاستهلاكي، ومنح مزيد من المزايا لتشجيع عملية التصدير..
من جهته دعا رئيس اتحاد غرف التجارة غسان القلاع التجار إلى تخفيض الأسعار تلبية لحاجات المواطن، فيما أشار أمين سر اتحاد غرف التجارة محمد حمشو إلى أنه سيتم إصدار نشرة أسعار موحدة للمنتجات والسلع بالتعاون مع التجارة الداخلية.. مؤكداً على أهمية التعاون بين الغرف والقطاع العام لتقديم أسعار تتناسب مع دخل المواطن..
لتأتي الحكومة بعد يومين من هذا الاجتماع وتفجر قنبلة من العيار الثقيل اعتبرها البعض أنها نسفت كل ما جاء بهذه المبادرات والاجتماعات، بعد أن قامت برفع أسعار المواد التموينية (السكر و الرز)..
من قلب الحدث
في الأسواق وجوه واجمة.. حائرة.. وأيدي تتنقل بين قطع الخضار هنا وهناك.. أما الفاكهة.. فقد أصبحت من المحرمات.. وعيون تتساءل أين هي الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها؟!.. نعم.. لقد سقطت في امتحان الثقة.. وتناسى المواطنون أن لهم حكومة بعد اليوم..
الأستاذ محمد مدرس جامعي قال: كيف تريد الحكومة من التجار أن تخفض أسعارها، ويطلقوا المبادرات بعد اليوم؟!!.. كيف لمن يطلب تخفيض الأسعار أن يرفع أسعاره؟؟!!.. وأن يقنع الطرف الآخر بهذه المبادرات؟!!..
فيما قال السيد عادل موظف: بتنا نعيش في وضع لا نحسد عليه.. طوال سنوات الحرب لم نمر بمثل هذه الظروف.. أيُعقل أن يكافأ الشعب الذي صبر وضحى طوال تسع سنوات بالجوع والفقر والعوز؟..
خطوات غير مدروسة
الانتقادات الواسعة للأسعار الجديدة لمادتي (السكر والرز) دفع بوزير التجارة الداخلية لاجتماعٍ عاجلٍ مع المعنيين بلائحة التساعير ليتم تسعير مادة السكر بـ500 ليرة سورية بعد أن تم تسعيرها قبل يومٍ واحد فقط بـ800 ليرة سورية، وتسعير مادة الرز بـ600 ليرة بعد أن تم تسعيرها بـ900 ليرة سورية..
هذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنه لا يوجد هناك تخطيط مسبق للقرارات الحكومية؟!!.. هل وافق الوزير البرازي على قرار رفع الأسعار دون أن يطلع عليه؟!.. هذا يقودنا إلى طرح أن أكثر انجازات الحكومة هي الاجتماعات المتتالية المتكررة، أين هي المقترحات والدراسات التي يتم مناقشتها ،اذا كانت جل القرارات يتطلب إعادة دراستها بعد صدورها؟!..
نقطة نظام
الحكومة تطلب من تجارها وصناعييها تثبيت الأسعار لمدة شهرين، ثم تقوم برفع أسعار مؤسساتها في اليوم التالي، هذه السلع الأكثر تماساً مع حياة المواطن الذي ظن أن وزير تجارته الداخلية ووزير حمايته سيكون روبن هود سورية..
وصدق عضو مجلس الشعب الأستاذ وليد درويش  عندما قال : أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لا يعلم أن سعر كيلو الليمون 4000 ليرة سورية، وكيلو السكر بـ1600 ليرة سورية !!.. فكيف له أن يشعر بالمواطن؟..
ونحن بدورنا نتساءل أيضاً ماذا يفعل وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بسوق الهال كل يومين؟؟.. هل من أجل التقاط صور تذكارية له وعرضها على صفحات التواصل الاجتماعي للحصول على أكبر عدد ممكن من اللايكات والتفاعلات ؟!

التاريخ - 2020-07-14 6:23 PM المشاهدات 1321

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا