سورية الحدث _ خاص
تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء، وسبب تلقيبها بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه
كانت تتميز بحرية الرأي وقوة الشخصية وشجاعتها ، فايوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام، جمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم، فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها، ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب، وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"!
إن ماتمر به البلاد بعد العشر العجاف، شيء ينذى له الجبين على جميع الأصعدة ونخص بالذكر المرأة الليبية ، المراة الذي كرمها الله فى كتابه الكريم وخصها بسورة كاملة (النساء)، وذكرها رسولنا الكريم وحث على تقديرها (رفقا بالقوارير)أستوصيكم بالنساء خيرا ، فمابالك والجنة تحت اقدامها فهى الأم والأخت والزوجة والأبنة ،لقد جاءت ثورة الفاتح وحفظت لها كرمتها وعزتها وشموخها، فجعلت منها المنتجة والمعلمة والطبية والمهندسة والعسكرية والقيادية والطيارة والباحثه فى شتى المجالات ، دأبت على ان تجعل لها معتركا أسوة بالرجل الا بما ميزها الله عنه .
حتى جاءت نكبه الوطن، التى إجتثت كل مبادئ الانسانية، فحرصت ان تدخلها سجونها التى معظمها تسيطر عليها مليشيات لارقيب عليها ، وتعرضت للضرب والشتم والصعق بالكهرباء والذل والمهانه والاغتصاب شردت ونفيت خارج الوطن، تاجروا بنساء الوطن في قضايا يكسبون بها ما يملئ جيبوهم وعمالتهم لإرضاء أسيادهم، ها هي اليوم تتسول وتداس كرمتها وتهان من الغريب ،تبحث عن لقمة عيش تسد رمقها ورمق عائلتها تشتم وتضرب بنعال وتسثغيت ولامن مغيث لها كل يوم تلقى جثه هامده على ناصية الطريق وتسجل ضد مجهول، تحرم من حق العودة وإن عادت تتكالب عليها الذئاب لتقطع أشلائها، أي جرم أحاط بنا ونحن فى صمت مجحف ، هى المراه التى عزها الأسلام وحفظ لها حقوقها كاأنثى ، اليوم فى ليبيا تجدها تقف امام المصارف لساعات طوال ودون جدوى، يتم مقايضتها فى شرفها حتى تحصل على رتبها الذي بلكاد يصرف لها فى الحساب ،
لم تعد للمراه المكانة التى كانت تنعم بها ولاقادرة على الدفع بركب الشباب وتحميسهم للجهاد من أجل استعادة الوطن المسلوب تودع كل يوم فلذة كبدها برصاص طائش او غدر من مليشيات لا تعرف الرحمه بدل ان تزفه شهيدا يحارب العدو تبكى حسرة على ارواح غادرتها دون ان ترد مظلمة عصفت بروحها فاليوم اصبح خلف كل امراه رجل يطعنها رعونة فكأنما الرجولة غادرتنا دون رجعة.
رغم ذلك فليعلم من لايعلم ان المراءة الليبية هي حفيدة الخنساء ، وانها ثارت اليوم بوجه الذل والخنوع ، ولن تسكت عن ظلم او حيف ، وسيكون لها الصولة الاولى والحظ الاوفر في اعادة خيمة البلاد ، وشاهدوا كم خنساء ستواجهون ايها الغافلون .
سالمة الحسن
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا