حسين مرتضى
أدى فشل المرحلة الرابعة من "عاصفة الجنوب" في درعا إلى مقتل مئات القتلى والجرحى من الارهابيين. حلم أكثر من 18 مجموعة مسلحة على رأسهم جبهة النصرة وما سمي بالجيش الاول لم يكتمل.
والحصيلة المعلنة لهذه الجولة هي فقدان التكفيريين ربع القوة التي هاجمت درعا من عدة محاور تزامن في تعميق الخلافات فيما بينهم وزيادة رقعتها لتشمل هذه المرة قرى وبلدات في الريف الشرقي لدرعا.
الجيش السوري تمكن من صدّ الهجمات على أربعة محاور في درعا، وهي النعيمة ـ اليادودة وتل زعتر ومحورا المدينة، حيث شارك فيها نحو 1200 مسلح استخدموا المدفعية وراجمات الصواريخ بكثافة هذه المرة، ومع صدّ الجيش لهذه الهجمات، تكون المرحلة الرابعة التي أطلقت عليها المجموعات المسلحة اسم "عاصفة الجنوب" قد فشلت في تحقيق أهدافها، وخابت آمال المخططين لها نتيجة الخسائر الكبيرة التي أضيفت إلى خسائرهم السابقة.
هذه المرة، بدا واضحاً ان غرفة "الموك" كانت مصرَّة على فتح الهجوم لتحقيق إنجاز ميداني بهدف توظيفه سياسياً، فما خطط له في الليل لمحافظة درعا جنوب سورية، وضمن الدوائر المغلقة لغرفة موك الاردنية، قابله الجيش السوري بحقيقة ثابتة، هي ان قدراته القتالية ستحبط أي هجوم من هذا النوع، لتنتكس الدول الداعمة للمسلحين، وقادة غرفة موك، ويزداد تخبط المسلحين امام صمود الجيش السوري، الذي كان يملك ارادة القتال ومقومات الصمود التي خففت من الخسائر البشرية في جنود الجيش، ومنعت المسلحين من التقدم ولو لمتر واحد في درعا وريفها.
مقومات الصمود هذه، يلخصها مصدر عسكري لموقع الـ"العهد الاخباري"، بالاتصال المباشر بين القيادة العليا للعمليات في درعا والجنود على محاور القتال، ذلك الاتصال الذي كان يتخلله زيارة شبه يومية من القيادة العسكرية للعناصر في مرابضهم، بالإضافة الى تأمين كل مقومات الصمود اللوجستي، وإلى تجهيزات التحصين في مختلف المحاور.
كيف استطاع الجيش السوري إفشال المرحلة الرابعة من "عاصفة الجنوب"
المصدر نفسه يلفت إلى أنه قبل أن يبدأ المسلحون هجومهم كان الجيش قد اتخذ تدابير استباقية وشكل خطوط صد مترابطة بالنيران بين مختلف خطوط الدفاع، حيث يدافع كل موقع عن نفسه، ويؤازر من يحتاج مؤازرة، واثناء العمليات القتالية، تم تنفيذ اندفاعات متحركة عديدة، وتقدم باتجاه نقاط المسلحين، كما نفذت عدة وحدات من الجيش السوري اثناء هجوم المسلحين، عمليات إغارة ناجحة، كان ابرزها في محيط بلدة النعيمة واليادودة وتل الزعتر.
وبثقة عالية يشرح المصدر الجهوزية القتالية في مختلف محاور درعا البلد ودرعا المدينة، مؤكدا ان القوة المدافعة عن المدينة في حالة جاهزية قتالية دائمة، ومن عوامل نجاح تلك القوة داخل المدينة، كان علمها بنية المسلحين قبل هجومهم الاخير، لتهاجم دشم المسلحين، وتقابل الكثافة النارية التي استخدموها بكثافة نارية مقابلة، وتستهدف مركز لتحركات ارتالهم القادمة من الاردن في محاور الطيبة ونصيب وطريق السد، وتدمر راجمات صواريخ مؤلفة من "12 سبطانة"، كان المسلحون ينقلونها من الاردن الى الداخل السوري، واستخدام تكتيك النيران المتقاطعة التي منعت تشكيل نقاط ميتة للمسلحين، ضمن تعزيز مقدرة وحدات الاسناد الناري على مختلف المحاور استهداف المتحرك والثابت من المسلحين، ومن ثم مهاجمتهم بشكل متقاطع، كما لاحقتهم وحدات الجيش الى العمق في مناطق صيدا وام المياذن والغاريات، وتنفيذ كمائن متقدمة على طريق السد والارصاد الجوية.
التكتيك العسكري الناجح للجيش السوري، والذي اسقط الورقة الأهم التي اشهرها المسلحون، وهي استخدام كل الخبرات القتالية التي اكتسبوها من المدرب الامريكي في الاردن، بالإضافة الى المعلومات الاستخبارية والاعتماد على الكثافة العديدة، مستخدمين تكتيك الصدمة، حيث فشل زج مسلحين من الاردن، إلا ان الجيش السوري صنع من خطوط التماس في محيط درعا بالكامل، مناطق محصنة ومجهزة بالكامل، لا يمكن اختراقها، حسب ما افاد المصدر.
في المقابل، الفشل الآخر في هذه المعركة، وهو الاخفاق في الحرب النفسية، والتي حاولت المجموعات المسلحة منها افراغ درعا وريفها من المدنيين، الذين يقفون الى جانب الجيش السوري بنسبة كبيرة، ولم يغادروا منازلهم، في ظل هجوم هو الاعنف والذي استخدم فيه المسلحون آلاف القذائف من مختلف العيارات.
إن الإنجاز العسكري للجيش السوري في الجبهة الجنوبية يشكل صدمة حقيقية للمجموعات المسلحة ومشغليها فالمعنويات العالية والقوة القتالية لجنود الجيش وضباطه جنوب البلاد هي السمة الابرز.
التاريخ - 2015-07-29 10:38 PM المشاهدات 522
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا