تحضيرات لأول عملية زرع (غيري) لطفل في مركز زرع الخلايا الجذعية بمشفى الأطفال
ينتظر الطفل محمود الخالد من حلب، 13 عاماً، في غرفة العزل بمركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمستشفى الأطفال بدمشق، وهو على بعد أمتار قليلة من غرفة شقيقه بدر الخالد، 9 سنوات، بعد أن أجرى الأخير عملية تبرع بالخلايا الجذعية ليسهم في إنقاذ حياة محمود الذي يعاني من سرطان دم نقوي حاد ناكس.
هذه العملية هي الأولى في المركز كعملية زرع (غيري) أي عملية زرع خلايا جذعية من مُتبرِّع. وهي عملية خطرة ومعقدة جداً، تحتاج إلى تقنيات وأجهزة عالية الجودة وكادر طبي خبير ومتخصص ونوعي، إضافة إلى أن أدوية العلاج مُكلفة ويُصعب تأمينها في معظم الأحيان. كل ذلك متوافر في مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمستشفى الأطفال بدمشق والذي انطلق للعمل بعد افتتاحه من السيدة أسماء الأسد قبل أشهر، حيث أجرى المركز عمليتي زرع ذاتي (من جسم المريض) لطفلين منذ انطلاقته وحتى الآن، وهما الطفل مرتضى كينار (9 سنوات) والطفلة ألين غزال (عام وتسعة أشهر).
وعلى الرغم من صعوبة ودقة وخطورة هذه العمليات إلا أن المركز مُجهز من الناحية التقنية والطبية بشكل تام ليستقبل ويعالج عشرات الحالات من الأطفال المصابين بالسرطان سنوياً لعلاجهم وإنقاذ حياتهم وتخفيف الأعباء المادية الثقيلة عن كاهل عوائلهم.
وقطعت سورية لهذا العام خطوات كبيرة في مجال رفع مستوى التحكم بالسرطان بعد إنجاز مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمستشفى الأطفال بدمشق باهتمام ودعم السيدة أسماء الأسد، إضافة إلى إحداث تخصصات جامعية جديدة لتشخيص وعلاج الأورام والسرطانات، سترفد مراكز علاج السرطان بالكوادر الطبية الكفؤة، وأيضاً الاستعداد لإطلاق حملة الكشف المبكر عن ثلاثة أنواع من السرطانات (الثدي، عنق الرحم والبروستاتا) تشمل كامل الجغرافية السورية، وهناك خطوات قريبة جداً في هذا المجال يجري العمل عليها. كل ذلك ضمن الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان التي انطلقت منذ عام 2019 وتهدف بشكل أساسي إلى تعزيز وضع السياسات وتنفيذ الإستراتيجيات والفعاليات الهادفة لخفض معدلات السرطان في سورية.