شبكة سورية الحدث


أكرهني.. بقلم رزان فستق..

أكرهني.. بقلم رزان فستق..

سورية الحدث

أكرهني!
كلّما تذكّرت حبيبتي
 التي سألتني ذات يومٍ 
عن لوني المفضّل لترتدي فستانًا
بالّلون الذي أحب
لكنّي لم أكُنْ مثلها
لإهدار طاقتي في تفاصيلٍ
أعتبرها  تافهة
وهي تعتبرها مهمّة
 ف ذلك اليوم كذّبتُ عليها
وقلتُ لها 
الّلون الأحمر
لأنّ هذا الّلون كان يرفع
داخلي نشوتي تجاهها
يا لها من طيّبة
ارتدتهُ وقتها
كانت تظنّ فعلًا أنّه يهمّني 
كان كلّ ما يهمّني 
هو ما يخبّئه ذلك الأحمر
أكرهني!
كلّما تذكّرت حبيبتي
 التي كانت تدور كالصِبية أمامي
لتريني مدى روعةِ فستانِها الجديد الذي اشترته من أجلي 
بينما أنا كنتُ أرى كل فساتينها متشابهة
لمْ تعلم أنّي كنتُ انتظر بفارغِ الصّبر
الوقت الذي ستخلع فيه ما ترتديه أيًّا كان شكلهُ
أكرهني! 
كلّما تذكّرت حبيبتي 
التي كانت تشتري بفرطٍ كبير
 ألوان حمرة لشفاهِها
لتبدو جميلة أمامي أكثر
بينما أنا كلّ الذي كنتُ أريده 
هو أن أمسح ذلك الّلون الشّنيع 
الذي كان يعكّر عليّ تقبيلي الهَمِج 
لشفاهها
أكرهني!
كلّما تذكّرتُ حبيبتي
 التي كانت تسألني باستمرارٍ
 عن تسريحة الشعر المفضّلة لديّ
 لوجهِها
لكنّها لم تَكُن تَعلم أنّ هذه الأمور لا تعنيني أيضًا
لمْ تعلم أنّي كنت فقط انتظر الوقت الذي ستفك فيهِ
عقدة شعرها الملّونة تِلك
فهذا كان يشعرني بالّلذة
خاصة وهو منسدل على اسفل ظهرها
العاري عندما كنتُ أتخيّلها أمامي
أكرهني!
كلّما تذكّرت حبيبتي
 التي كانت تُرسل لي اغانيها المفضّلة بشغفٍ
 لأسمعها فنتشارك سويًّا شعورًا واحدًا
لكنّي كنت وقتها أستغلّ مدّة طول الأغنية 
لأحادث فتاةً كنتُ أراها مُغريةً أكثر منها
أكرهني!
 كلّما تذكّرت حبيبتي الّتي
كانت تعيش 
كطفلةٍ
في عالم البراءة
وتلعب بلا خوفٍ مع وحشٍ
 متخفٍّ مثلي
أكرهني!
 كلّما تذكّرت حديث حبيبتي أمامي 
 عن تفاصيلِ الكون والمجرّات
 واللوحات والموسيقى
بينما كنت كلّ الذي أنتظره أنا
هو أنْ تَصمُتْ
ليحين لي
وقتًا
لافتراسِ
جَسَدِها..

#رَزانْ فستق

التاريخ - 2022-05-31 7:59 PM المشاهدات 600

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا