سورية الحدث
||بين الموت والحياة||
إنّ جنس البشر لا يرضون أبداً بأسبابك وصدقك وجدّية أوصابك إلّا حين يصيبك أجلك، وما زلت حيّاً فإنَّ حكايتك رهنٌ للدحض والنسيان.
إذ عرمَ الزّمانُ فبتُّ لا أعلمُ من أين أبتدي ومن أين أنتهي من قصّة وجد، مرض، خوف، أم صراعٌ مع الحياة من أجل العيش، وأكثر من هذا شبحٌ يراود مخيّلتي ويأسرُ أنفاسي، فما هي إلّا أيّامٌ متبقّية يُحدَّدُ بها مصيري إمّا غضبٌ إلهي مع حياة سقيمة، أو لطفٌ إلهي برفقة المنيّة،
فتعالَ
تعالَ يا أصدقَ أحلامي
ويا لذّة آمالي
وتناهيد عيشي
تعالَ أيّها الموت
تعالَ وكفاكَ تتعالى
تعالَ وخذني
اغمرني بين ذراعيك
فأحزاني تكادُ تلقي بي لعالمِ الأجساد دون أرواح.
فوا أسفي على شبابي إذ كنتُ في بعضِ الأوقات أتظاهرُ بأخذِ الحياة على محمل الجَد، ولكن الغباء المستوطن في تلكَ الجدّيّة كان سرعان ما يقذفني، فأتابع في تمثيل دوري، كنتُ أمثّلُ دور القوي، مجابه الصّعاب، القادر، المفعم بالآمال، الطَموح، .... بالنّهاية، ليس هنالك داعٍ للمضي في تلك المسرحيّة، لأنّي أدركتُ أنني كنتُ شبيهاً لهؤلاء البشر الّذين هم موجودون دون أنْ يكونوا موجودين، كنتُ مختفياً في الوقت نفسه الّذي كنتُ أشغل فيه أكبرَ حيّزاً من الفراغ.
باللهِ عليكم هل يوجد شعور أقسى من أنّ الحياة لا تشعر بوجودك ولا أنت تشعر بوجود الحياة؟
||حسن فضل عبود||
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا