الجبير يعكس استمرار الغيبوبة السعودية

في إطار المشاورات و اللقاءات و الحراك السياسي المكثف الذي تشهده المنطقة و العالم , بعد إطلاق الرئيس فلاديمير بوتين المبادرة الروسية , لإيجاد الحل السياسي للأزمة في سورية بقلم المهندس : ميشيل كلاغاصي تأتي زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى موسكو . حيث بدا واضحا ً من خلال المباحثات الثنائية بين الجانبين , و من خلال المؤتمر الصحفي المشترك للوزير السعودي و نظيره الروسي سيرغي لافروف , استمرار الغيبوبة السياسية السعودية , و عدم قدرتها على ممارسة العمل السياسي من خلال الأعراف وتقاليد العمل السياسي الاحترافي , و عدم إدراكها لمجمل التغيرات الدولية و الإقليمية , بالإضافة إلى المتغيرات الحاصلة على الأرض وفق تقدم الجيش العربي السوري , و تحقيقيه جملة انتصارات بات من الصعب تجاهلها . لقد حمل الجبير معه إلى موسكو عنجهية القرون الوسطى , و تحدث بخطاب يخلو من أي صيغ احترام سيادة الشعب السوري , و بلغة ٍ غريبة لم يستطع معها الوزير لافروف فهمها و التماشي معها و احترام الضيف , لقد أظهر ذاته المجرمة, و نقل حقد و كراهية سيده ملك الشر ّ . لم يسمع لافروف كلاما سياسيا ً من الضيف الوهابي , وعلى العكس تماما ً .. فقد تفوه الجبير بلسان قائد المجموعات الإرهابية , و هدد و توعد , و توقّع و تنبأ بهزيمة الأسد العسكرية , و هزيمته السياسية , و استنتج ضرورة رحيله الحتمية .. لم يدرك الوزير الغبي أن كلامه يشكل اعترافا ً صريحا ً بالتدخل في الشؤون السورية, و بقيادة الإرهاب المنظم و العدوان المباشر على سورية. و اعتبر أن الرئيس الأسد جزءا ً من المشكلة , في حين يجمع العالم على اعتبار العكس , و رفض إمكانية التحالف مع دمشق في مكافحة داعش !! و نسي أن الوزير المعلم لم يتأخر في وصف تحوّل نظام آل سعود من أب شرعي لداعش , إلى حليف و شريك في محاربته و مكافحته .. ووصفها بالمعجزة. و اعتقد أن خزينة المال السعودي يمكنها أن تشتري المواقف المبدئية للدولة الروسية.؟ و أن صفقة سلاح ٍ عابرة يمكنها أن تجعل الدب الروسي كالصقر الذي يقف على ذراع وهابي سخيف, لم يستطع أن يبتكر سلاحا ً لصيد أضعف الكائنات. تحدث عن الحل وفق مؤتمر جنيف 1 , و تمسك ببند تشكيل هيئة حكم انتقالية , ووضع كل أحلامه و أمانيه في تحقيقها , عبر معارضة ٍ بائسة لا زال البحث عنها جاريا ً , و على أمل توحيدها إن وجدت !؟. لقد حاول استرضاء الأغبياء ممن رضوا السير وراء نظام العبيد .. و حملوا السلاح في وجه دولتهم و شعبهم. و أظهر اهتماما ً بالحفاظ على المؤسسة العسكرية , و المؤسسات الوطنية للدولة السورية في مرحلة ما بعد الرئيس الأسد , و نسي أن بلاده مسؤلة ً عن تدمير كل حجر ٍ في سورية , و أنها تُكنّ العداء للمؤسسة العسكرية السورية نتيجة صمودها و قدرتها على قتل الإرهابيين و خاصة ً السعوديين , و أن خسارتهم المعركة جاءت بشكل أساسي بفضل قوة و صلابة المؤسسة العسكرية . كان على الإدارة الروسية الحذر و التروي قبل استقبال هذا الوزير السخيف, و كان على العقل الروسي أن يتوقع و يتجنب الإحراج مع حلفائه و أصدقائه, إذ يخرج و على الهواء مباشرة ً و أمام العالم بصحبة هذا المعتوه. قد يترتب على الإدارة الروسية تقديم التوضيحات أمام الرأي العام الروسي, والقيادة و الشعب السوري, نعتقد هنا في سورية أن هذا اللقاء استطاع أن يحول صباح موسكو الجميل.. إلى صباح أسود تلّون بلون وجه الضيف الوهابي المجرم , و سنحاول نسيانه بسرعة , و بالعفوية العامية السورية نقول : " تنذكر و ما تنعاد " .