رسالة إلى سمو الأمير ولي ولي العهد محمد بن سلمان الموقر
عامر الياس شهدا
سمو الأمير: اسمح لي أنا المواطن السوري غير المتحزب وغير المحسوب على أحد، والمنتمي لدولة عضو في الأمم المتحدة باسم الجمهورية العربية السورية، أن أشكرك على مبادرتك الطيبة لحل الأزمة السورية التي تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة، مشترطين في الوقت ذاته لوقف دعمكم للمعارضة السورية، «انسحاب» إيران ومقاتلي حزب اللـه من سورية.عندما قرأت عن مبادرتكم هذه انفرجت أساريري وقلت لنفسي، وأخيراً حظيت المملكة والشعب السعودي بأمير «ديمقراطي» يحترم الشعب ويناضل من أجل حريته وسيادة وطنه.فشكراً من القلب سمو الأمير.. ولكن وبكل تواضع، اسمح لنفسي أن أطرح عليكم السؤال التالي: ماذا لو عكسنا الأمر وكانت القيادة السورية هي من طرحت هذه المبادرة على المملكة، فهل كان الشعب السعودي سيرضى بأن تقرر عنه القيادة السورية ما يجب عليه أن يفعل؟ وهل كان الشعب السعودي سيتحرك، بناء على المبادرة السورية، ليطالبكم بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة داخل المملكة؟ وهل يمكن للشعب السعودي، وحفاظاً على السيادة الوطنية، أن يطالب بسحب القوات الأميركية من المملكة، وخصوصاً أن تلك القواعد بنيت دون أن يخطر على قيادتكم القيام بعناء أخذ رأي الشعب بهذا الأمر؟سمو الأمير: إن مبادرتكم تمس عمق حقوق الشعب السوري وقراره الوطني، فكيف لكم وأنتم من «تستندون» إلى مبادئ الديمقراطية أن تقرروا عن هذا الشعب السوري، وتعتدوا على حقوقه؟اسمح لي سمو الأمير أن أذكركم وشعبكم الشقيق بما أتى عليه ميثاق الأمم بخصوص حقوق الإنسان.إن الديمقراطية إحدى القيم والمبادئ الأساسية العالمية للأمم المتحدة، ويشكل احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية ومبدأ عقد انتخابات دورية نزيهة بالاقتراع العام، عناصر أساسية من عناصر الديمقراطية المجسدة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.سمو الأمير: وأنتم من سيقود الشعب السعودي الشقيق؟ هل لكم أن تعيدوا على مسامعنا تاريخ المملكة، موضحين أي تجربة ديمقراطية قامت بها المملكة تتناغم مع ما جاء في نصوص الأمم المتحدة بخصوص حقوق الإنسان وخاصة أنكم تريدون تنفيذ ذلك في سورية؟ألا تلاحظون يا سمو الأمير.. ولي ولي العهد، أنكم تبنيتم ما طرحته القيادة السورية ببداية الأحداث وأكدته للعالم حينها أن الحل سياسي إلا أن أسلافك كانوا قد وصل إليهم القرار بتدمير سورية وقتل شعبها فالتزموا أمام أسيادهم بالتنفيذ.سمو الأمير.. لا يسعني بنهاية رسالتي إلا أن أدعو لك بطول العمر، وأن تنفذ مبادرتك في «مملكتكم» أولاً لتكونوا قدوة حسنة، أما هنا في سورية فإن ذلك هو قرار للشعب السوري فقط ومن غير المسموح به لأحد التدخل فيه.. ودمتم قائداً للشعب السعودي الشقيق.
التاريخ - 2015-08-13 10:42 AM المشاهدات 679
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا