سورية الحدث - خاص
محمد الحلبي - دانية نعال
لم نكد نودع وباء الكورونا -وإن لم يكن بشكل نهائي- حتى ظهر لنا وباء جديد اختصت سورية به.. ألا وهو الكوليرا.. وقد كنا حذرنا سابقاً كصحفيين ومدرسي جامعات كما ذكر الإعلامي زياد غصن في إحدى مقالاته من خطورة انتشار ظاهرة ري المزروعات بمياه الصرف الصحي، لكن للأسف لم نلق أذن صاغية..
وبكل الأحوال تتحمل الحكومة جزءاً كبيراً من المسؤولية تجاه مواطنيها، وخاصةإذا ما استفحل هذا الوباء، وانتشر كما انتشر سلفه الكورونا..
هذا المرض انتشر بالتزامن مع افتتاح العام الدراسي ولذلك ارتأينا أن نقوم بجولة على بعض مدارس دمشق للوقوف على الوضع الصحي فيها، وما تم اتخاذه من اجراءات احترازية للوقاية من هذا المرض..
البداية كانت من مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساسي في منطقة الميدان بدمشق، حيث تحدثت إلينا مديرة المدرسة الأستاذة ريم علي أنه ومنذ بداية العام الدراسي أعطت تعليماتها إلى الطلاب بمنع الملامسة والعناق والتقبيل بين الطالبات، بالإضافة إلى الإهتمام بالنظافة الشخصية، وعدم استعارة عبوات المياه بين الطلاب، وأشارت محدثتنا إلى القيام بعمليات التعقيم الدوري للمرافق العامة في المدرسة كالحمامات ومناهل الشرب.. وأضافت أن (البوفيه) والعاملون فيها يحملون شهادة صحية، وقد أوعزت إليهم بعدم بيع الأطعمة المكشوفة كالسندويش بكافة أنواعه منعاً باتاً..
الأستاذ محمد الحلبي مدير مدرسة حسان بن ثابت للتعليم الأساسي في منطقة الزاهرة القديمة قال منذ بداية العام الدراسي قمنا بصيانة شاملة للمرافق العامة، بالإضافة إلى تنظيف وتعقيم خزانات المياه، وإصلاح صنابير المياه كافة ، وأشار الحلبي إلى مراقبة عمل (البوفيه) في المدرسة، وتنبيه المستثمر إلى اقتصار السلع المباعة للطلاب على الأطعمة المغلقة حصراً (كالشوكولا والبسكويت وغيرها)حرصاً على سلامة الطلاب..
الصحة المدرسية
الدكتور جهاد الخوري مدير الصحة المدرسية في دمشق قال لسورية الحدث أن أعراض الكوليرا تتجلى بإسهال شديد وحالات وقيء تنتاب المريض وعيون غائرة، وفي هذه الحالة تتوجب الرعاية الطبية للمريض على وجه السرعة، إذ أن الإسهال المائي والقيء يؤديان إلى إصابة المريض بالجفاف، والذي قد يودي بحياته..
حيث تتم معالجة المريض بتناول أملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم لتعويض الخسارة بالسوائل والمعادن الموجودة في الجسم، وفي حالات الإصابة الشديدة يجب نقل المريض إلى المشفى لإعطائه سوائل وريدية..
وأضاف الخوري أن السيطرة على الكوليرا أسهل من السيطرة على سلفها الكورونا مع بعض الحيطة والحذر.. حيث أنها لا تنتقل عبر الهواء، وتنتقل عن طريق السعال أو العطاس..
وتتواجد البكتيريا المسببة للمرض في براز الأشخاص المصابين، وقد تنتقل العدوى عن طريق الذباب الملوث ببراز أحد المرضى، أو عن طريق مجرورات الصرف الصحي والتي قد تختلط بمياه الشرب، او عن طريق الأغذية الملوثة..
الأستاذة فاتن جباوي من الصحة المدرسية بدمشق أفادت أنه مع بداية العام الدراسي قامت الصحة المدرسية بدورات تثقيف صحي للكوادر التدريسية، وإيلاء النظافة الشخصية والعامة اهتماماً كبيراً منعاً لانتشار وباء الكوليرا بين الطلاب، وأضافت جباوي أنه حتى الآن لم يسجل ولاإصابة بين بين طلاب دمشق.. وقد عملت تربية دمشق على زيادة مخصصات المنظافات والمعقمات لمدارس المحافظة، وكلفت بعض المدرسين بمتابعة نظافة الطلاب بشكلٍ دوري، ومراقبة عمل البوفيهات في المدارس.. وطالبت جباوي المعنيين بمراقبة الباعة على أبواب المدارس من قبل المعنيين ومديريات الشؤون الصحية، لأن ذلك لايندرج تحت صلاحيات عمل المدارس والصحة المدرسية..
على طبق الورد
بالعودة إلى محدثينا الأستاذة ريم علي والأستاذ محمد الحلبي مدراء مدارس حسن الحكيم وحسان بن ثابت طلب أولهما من مديرية تربية دمشق والمعنيين فيها على إصلاح أحد مجرورات الصرف الصحي في المدرسة، وإمداد المدرسة بخزان مياه جديد، بسبب تلف القديم بشكل كامل، حيث يقوم المستخدمون بجمع المياه عند وصلها حوالي الساعة العاشرة بتخزين المياه بالدلاء، لاستخدامها لأغراض التنظيف فيما بعد.
في حين طالب الحلبي المعنيين في التربية بنقل الحمامات من حرم البناء المدرسي إلى الباحة أسوةً بباقي المدارس، لما لذلك من خطر على البناء المدرسي وأساسات المدرسة نتيجة تصريف المياه
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا