سورية الحدث _ ورود علي الرمضان
بعد فترة طويلة من جلوسي دون فعل أي شيء يُذكر،شعرت أن جدران البيت تضغط على أنفاسي وأنني بشكل ما لم أعد قادرة على التنفس ..سرتُ نحو باب المنزل وفتحته ولأن تياراً قوياً من الهواء دخل بسرعة أُغلق الباب الخلفي من تلقاء نفسه فجفلتُ حين سماع الصوت ، اتسعت عيناي وخيل لي أنني أرى أنقاضاً ومن بين الصخور التي أرقد تحتها الآن لا أرى سوى أقداماً تركض بهلع وأصوات نداءات غير مفهومة لكنها لم تكون سوى صرخات استغاثة وتفقد ..أمل ..بابا ..ماما ..ماما ..لارا ..
رأيت نفسي تلك الطفلة العالقة تحت الأنقاض وفرق الإنقاذ تحاول سحبها وهي تصرخ (انقذوا أمي ايظاً ..أرجوكم)
وذلك الأب الذي أمسك هاتفه وأخذ يصور بيته الذي أصبح حطاماً فوق جثث أولاده وتلك الأم التي تحمل طفلها الرضيع وتركض دون أي وجهة تعلمها وربما ذلك الطفل الذي أخبر والده أنه يشتهي قطعة حلوى في الثالثة فجراً فكانت آخر أمنياته وآخر الصور التي بقيت في ذهنه وهو يأكل الحلوى صباحاً وتلك الطفلة التي أبت أن تنام تجلس مرتدية قبعتها وقفازها تنتظر الصباح كي تذهب وتصنع رجل الثلج … حتى أتاني صوتٌ من الخلف "بَرد..اغلقي الباب"
أدركت أنني لست أي مما سبق،ربما الخوف الذي اختلط بالعجز لعدم مقدرتي على فعل شيء سوى أن أشاهد كل ما يحدث من ذلك المستطيل المعلق في حائط المنزل أو من هذا الهاتف الذي أكتب فيه الآن..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا