شبكة سورية الحدث


د. الجبالي : أبناء سورية .. همم تعانق القمم

د. الجبالي : أبناء سورية .. همم تعانق القمم

سورية الحدث _خاص

كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للتنمية  

سورية كبيرة بابنائها رغم الحرب والزلازل ينهض أبطال الحياة الحقيقيون في الحفاظ على كرامة الإنسان ، فمن كل مكان وقفوا بهمَّتِهم العالية كجسد واحد في بلدنا الحبيب سورية والتي تشكل أكبر التحديات التي تواجه العمليات الإنسانية بالاغاثة المميزة وقَدَّموا كل ما يمكن تقديمه للمتضررين جرَّاء ماحدث بالزلزال الذي ضرب البلاد فازداد جرح السوريين ألماً، وهنا نتحدث عن كل السوريين الذي سيشهدون أوضاعاً أشد بؤساً مما سبق، بعد أن تهدمت بيوتهم وفقدوا كل شيء ..

سورية الجريحة، التي تحاول الخروج من أزمة طال أمدها، فتعرضت لهذه النكبة القوية بسبب هذا الزلزال الذي جاء ليكمل ما دمرته الحرب الإرهابية، وسط قدرات متواضعة على التعامل مع مثل هذه الحالات، كونها أول مرة تتعرض فيها سورية للزلازل مع شح الكهرباء والوقود وبرودة الطقس وعدم توافر آليات للحفر ولرفع الأنقاض وإنقاض الناجين وإنتشال العالقين تحت الركام، بالإضافة إلى تهالك المشافي والبنى التحتية، مما زاد حجم الكارثة وعمّق الجرح ..
فبالتأكيد سيكون وقف العقوبات أحد أهم الطرق الممكنة لمساعدة سورية وشعبها للنهوض من جراحهم وآلامهم ..

فالشكر كل الشكر لكل الذين ساهموا بالمساعدات من جميع الدول والمنظمات والاشخاص الذين قاموا بواجبهم الإنساني ومسارعتهم لتقديم الدعم لضحايا الزلزال، واما للذين هم على الارض ممن نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين أينما كانوا في ظل أقسى الظروف الانسانية وهم يواصلون أعمالهم لحماية الأنفس على الرغم من الظروف القاسية فَلَهُم الفضل والشكر الجزيل في إتاحة الغذاء والدواء والملابس للمتضررين الذين هم بأحوج مايكونوا لوقفة تسندهم وتساعدهم على تجاوز معاناتهم ..

ما بعد الزلزال 

من هنا يجب الاستعداد لمابعد هذه المرحلة الصعبه من توفير حلول ونمو مستدام وطويل الأجل بدلا من الحلول المؤقتة للمشاكل والأزمات التي تواجه المتضررين وتواجه عائلاتهم وأهمها ايجاد السكن البديل لهم فما سيشهده البلد فيما بعد الكارثة سيكون أشد من الكارثة نفسها، فآلاف المتضررين فقدوا بيوتهم وموارد أرزاقهم، وكل تلك المدن والضواحي التي كانت بالكاد تحاول العودة لسابق عهدها تهدمت وبعض مناطقها سويت بالأرض، ودمار ما كان متوفراً من بنى تحتية فسكان المناطق المتضررة، كانوا يعانون أصلاً، ويحتاجون الآن أساسيات الحياة من ماء وطعام ومأوى ، فحتى النازحون الذين اعتقدوا قبل الزلزال أن الحياة ابتسمت لهم ووعدوا ببيوت لائقة بدل الخيام المتهالكة، فقدوا ذلك الأمل، أما مَن كانوا يصارعون من أجل لقمة العيش فأصبحوا الآن من دون مأوى ويبحثون عن سقف يحميهم. لذلك فإن سورية حالياً بحاجة لمساعدة عربية غير محدودة ولمساندة دولية غير مشروطة، كي تنهض من جديد.

هناك دول ومنظمات انسانيه استعدت وباشرت في الدعم المطلق .. فمن هنا يجب تنظيم هذه المساعدات داخليا بتكليف لجنة عُليا من رجال كفوء من أشراف هذا البلد من اجل الاشراف والاسراع في الانجاز بهذا الاتجاه لخلق حياة أفضل للضحايا، وبشكل يحدث فرقا بحياة عشرات الآلاف من المنكوبين والمتضررين، الذين يحمل كل واحد منهم آمالا وأحلاما وأماني، تماما مثل كل إنسان آخر يحيا على ظهر كوكب الأرض ..

التاريخ - 2023-02-14 7:14 AM المشاهدات 488

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا