وجعٌ أغرقني ثمَّ أنقذني ثمّ رفعني ثمَّ أسقطني
فكنتُ نسياً منسيّاً
خلال تصفّحي للنت بشكل اعتيادي
رأيتُ منشوراً عن كتاب "إلى المنكسرة قلوبهم"
لأدهم الشرقاوي
وهو عبارة عن سرد قصصي يفيض بالعبر و القيم الإنسانية التي تميل إليها الفطرة السوية للإنسان
تكلم فيها أدهم شرقاوي عن المظلومين وكيف نصرهم الله حتى لو كانوا ملحدين
تحدث عن العلاقات والخذلان وجبر الخواطر أيضاً ، فكانوا أجدادنا العرب سابقاً ينتقون كلامهم كما نحن ننتقي أفضل وأجود الثياب!
فعوضاً عن أن يقولوا فلان كاذب
يقولون كلامه لا شيء منه في الصواب..
قال أدهم الشرقاوي بين سطور هذا الكتاب:
"لو اطلع كلّ واحد منا على ما يجري في روح وقلب كل واحد منا من جروح لاحتضنّا بعضنا بعضاً عوضاً عن المصافحة"
وجعٌ أغرقني ثمَّ أنقذني ثمّ رفعني ثمَّ أسقطني
فكنتُ نسياً منسيّاً
في الرابع من شباط أهديتُ هذا الكتاب لفقيدة قلبي
الشهيدة اليتيمة ابنة الشهيد "حلا سليمان"
فكانَ تعليقها الأول، بنظرةٍ حادّة و لكنةٍ ذكيّة
" و من قالَ لكِ أنّني من المنكسرةِ قلوبهم؟ "
أجبتها بصمتٍ صارخ، "لا أحد"
" لا تحكمي على المضمون من الغلاف و العنوان "
فهزمتني حين قالت
" لكنّكِ أصبتِ، إنني فعلاً من المنكسرةِ قلوبهم! و سأقرأ كلّ سطرٍ من هذا الكتاب حتى أتماهى مع الحروف حبراً يتمايل إياباً و ذهاباً "
قرأتْهُ، و أنهَتْه خلال يومين
وعندما جئتُ لزيارتها استقبلتني باقتباس من الكتاب:
" ويبدو أننا فعلاً لا نبكي موت أحبابنا،
بقدر ما نبكي بقاءنا دونهم،
إننا بهذا المعنى «نبكينا» لا «نبكيهم»"
فقتلني الصمت و تذكّرت الشرقاوي حينما قال
"نحن لا نبتعد كرهاً وإنما ألماً
هذا الابتعاد ليس الزهد وإنما النأي
لا أحد يريد أن يرى جرحه… ماثلاً أمام عينيه!"
و عدتُ خطوتين إلى الوراء
ثلاث خطوات
ثمّ أربعة ثمّ خمسة ثمّ عشرة
حتى وصلتُ بيتي
لقد قال الشرقاوي
"ـ عندما يأتيك الخذلان من الشخص الذي كنت تستثنيه دائماً ..
فأنت لا تفقد الثقة بشخص واحد… إنما تفقدها بالجميع "
أجَل يا أحبّائي
لقد خذلتْني
وَ رَحلت
و معها رحل قلبي
و انتهت طاقتي
و انطفأت رغبتي في هذا الاختصاص.
فكما أقول في روايتي الجديدة والتي هي إهداء لروحها الطاهرة
إنَّ إدمان البشر أخطر بكثير من إدمان المخدرات
والمدمن يسحب دواءه تدريجياً
أما عن دوائي، فقد اختفى و انقطع بين ليلة و ضُحاها !
د.نتالي دليلة
7/8/2023
6:50 PM
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا