سورية الحدث - فاطمة عبد الله
نعم لقد رمى المواطن بكل أوراقه أمام الحكومة التي سحبت البساط من تحت الدعم الذي كانت تقدمه لمواطنيها رويداً رويداً، حتى أن سيمفونية إيصال الدعم إلى مستحقيه خبا صوتها، ولم تعد الحكومة تعزف على هذا الوتر ألحانها الشجية بعد أن تقطعت أوتار الدعم من الآلة التي كانت تعزف عليها، في المقابل لم يبق بيد المواطن سوى "تريسة معاكسة وختيار مقرع" وأقصد هنا الخبز وجرة الغاز التي تبقي عليها الحكومة إلى الآن كونها لا تشكل عبئاً حقيقياً طالما المواطن بالكاد يحصل على جرة واحدة كل ثلاثة أشهر..
ومع ذلك بات هذا الأخير يخشى أن ترمي الحكومة بورقة (كُبّة) أخرى بعد سردة الكبة التي رمت بها فنزل من قائمة الدعم (السكر والرز والزيت والبنزين) فينزل الختيار المقرع من قائمة الدعم أيضاً، وتبقى لعبة التريكس التي يحمل فيها المواطن تريسة معاكسة.. فيحاول أن يجعل الحكومة ترمي له ببضع أوراق أخرى لتمر "جويزته" بخير وسلام قبل أن "يفرش".. هذا إن لم يكن قد "فرش" فعلاً!..
فأفران الخبز بات واضحاً للعيان أن هناك مشكلة ما لم يصرح عنها، وما الازدحامات على الأفران وعدم حصول العديد من المواطنين على مخصصاتهم من الخبز، ورفع سعر ربطة الخبز الغير مدعومة إلا دليلاً على وجود (إن) في موضوع الخبز، خاصة مع تلك العبارة التي ترفق دائماً (السلعة تكلفنا كذا ونبيعها للمواطن بأبخس الأثمان) وما يؤكد ذلك هو تصريح أحد المعنيين أن الأمور ستعود إلى طبيعتها خلال عشرة أيام.. حيث قامت الحكومة برفع سعر ربطة الخبز الغير المدعوم فقابل ذلك ارتفاع سعر ربطة الخبز في السوق السواء إلى ٨٠٠٠ ل.س.
من جهة أخرى عاود سعر الصرف إلى الارتفاع مجدداً، والحكومة تحاول اللحاق بسعر صرف السوق السوداء، لكسب ثقة الحوالات الخارجية، حيث وصل سعر الصرف إلى مستوىً قياسي بلغ ١٢٦٠٠ ليرة مقابل الدولار الواحد.. ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع في الأسواق دون استثناء، لا سيما أسعار الخضراوات والدجاج والألبان.. بذريعة ارتفاع سعر الصرف، و تكتفي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بإصدار نشرات الأسعار فقط، فيما بالواقع تجد أن الأسعار بالأسواق لا تعترف بهذه النشرات..
وأختم كلامي هذا بما قاله أحد الخبراء الاقتصاديين أن الحكومة نجحت بحل مشكلتها، لكن الحل كان على حساب مواطنيها..
أما خطط الفريق الاقتصادي وحلوله فبقيت محصورة بخطة فتت لعبت..
✍
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا