شبكة سورية الحدث


نعم.. "فلتان" وبتنا بحاجة لكلمة أكبر ..

نعم.. "فلتان" وبتنا بحاجة لكلمة أكبر ..

سورية الحدث

منذ بضعِ سنوات.. وعندما كنت محرراً بأحد الصحف، انتقد مدير التحرير وقتها كلمة (فلتان)، واقترح أن استبدالها بتعبير (عدم سيطرة) على الأسعار كتعبير ألطف نوعاً ما، لكني أصريت وقتها على كلمة (فلتان) لأن عدم السيطرة ممكن أن يتم ضبطها ببعض الحزم والشدة والمراقبة للأسعار والنوعيات..

أما (فلتان) فهي خروج عن السيطرة مطلقاً، وعدم المقدرة على الضبط.. وقلت له يومها: اليوم نقول (فلتان) وغداً لن نجد تعبيراً يصف الحالة.. ونُشِرَت المادة كما كتبتها وتم تداولها من قبل عدة مواقع..

اليوم فعلاً تجاوزنا كلمة (فلتان).. ولم نعد نجد تعبيراً يصف الحالة التي وصلنا إليها، فلا وزارة حماية المستهلك قادرة على وضع تساعير تلتزم بها الفعاليات الاقتصادية والتجارية، ولا محافظة دمشق قادرة على ضبط أجور النقل..

فمنذ سنوات لم نسمع عن مخالفة عدم تشغيل عداد لسائقي التكاسي مثلاً، وأجزم أن أكثر من ٥٠٪ من عدادات التكاسي معطلة، و٩٠٪ بالمية إن لم يكن ١٠٠٪ لا يتم تشغيل العداد من قبل سائقي التكاسي اليوم، ويتم فتح بازار أجرة التوصيلة على أعين شرطة المرور دون أن يحركوا ساكناً، فهم يعرفون (البير وغطاه.. فلا هي موفية مع شوفير التكسي ولا مع الراكب) لأن مخصصاته من البنزين لا تكفيه ثمن خبز إن اعتمد عليها، وسعر ليتر البنزين في السوق السوداء يصل إلى ٢٣ ألفاً لليتر، مع التذكير بعدم مقدرة الحكومة على ضبط هذا السوق أيضاً، وكذلك السرافيس.. كل خط وضع تسعيرة مناسبة على هواه وحسب التوقيت والمسافة والذروة وتقسيم الخط.. كل واحدة مما سبق ذكره له أجرة معينة..

أما تساعير التموين فهي على الورق فقط، أما الأسواق في الواقع فتعاني من فلتان سعري لا يعترف بكل تساعير الوزارة المعنية، فبالنسبة للحوم البيضاء والحمراء فهي أعلى من نشراتها بكثير لأن هذه السلع تفتقر بها صالاتها.. وأقصد أنه لا يوجد مثلاً فروج مشوي أو بروستد أو شاورما في صالات #السورية_للتجارة.فأسعار هذه السلع أعلى بكثير مما تورده الوزارة المعنية. أما الخضراوات وبعض السلع فغالباً ما تكون أسعارها مساوية للأسواق وأحياناً أعلى منها..

بكل الأحوال كم أتمنى أن يعود الزمن إلى الخلف لأسأل ممن قال لي أن كلمة فلتان أسعار كبيرة على الواقع، ليعطيني اليوم مصطلح جديد لأصف به حالنا اليوم.. فحتى هذه الكبمة أصبحت صغيرة أمام الواقع الذي بتنا نعيش فيه

بقلم مدير التحرير

✍️ محمد الحلبي

التاريخ - 2024-09-07 2:28 PM المشاهدات 38

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا