سورية الحدث_خاص _ طلال ماضي
من يتابع تفاصيل العمل الإداري في الوزارات يلمس بشكل واضح الصراع الإداري الصامت بين الوزير ومعاونه، ومحاولة كل طرف تفشيل الطرف الآخر، ومن النادر أن تجد وزير يمنح الصلاحيات المطلقة لمعاونه، ومن تجرأ وأثنى على المعاون طار الوزير وبقي المعاون .
بعض الوزراء اتبع حيلة بسيطة للتخلص من المعاونين، ومن المدراء المركزيين بتكليفهم بإدارة مؤسسات كما حدث في وزارة الإسكان حيث تم التخلص من ثلاثة معاونين للوزير بتكليفهم في المؤسسة العامة للإسكان، وحدث هذا الأمر أيضا في وزارة التربية وفي مؤسسات أخرى.
الوزير ومعاونه صراع صامت لا دواء له
بعض المعاونين يحاول إشغال الوزير من خلال تصريحات وتسريبات صحفية تستغرب الوزارة من أين تصدر هذه التصريحات، ومن خلفها وبعضهم يقوم بتحويل الكتب والمراسلات إلى غير مقاصدها بغاية أن تنام حتى يتم السؤال عنها، والقصص كثيرة جدا في هذا المجال.
صحيح أن مرسوم تعيين معاون الوزير يكلف بمهام محددة ضمن الوزارة إلا أن الوزير يحاول مصادرة الصلاحية من أجل أن يبقى تحت الرقابة كونه المنافس الأول لمنصب الوزير، وهذا ما حدث في الحكومة الحالية حيث سبعة معاونين أصبحوا وزراء، وعليكم التخيل بعد هذه الخطوة كم سيكون الصراع على أشده بين الوزير ومعاونه.
ومن الملاحظ أيضا غياب معاوني الوزراء عن التصريحات الصحفية، وخاصة في الملفات والمشاريع الذين يعملون عليها، والسبب هو بسيط لا أريد أن أفتح جبهات الوزير ضدي خليني ساكت أحسن.
ذاكرة الوزارة
بعد شهرين من الحكومة الجديدة هناك مداولات عن تمديد عمل معاون الوزير، وطرح آخر عن دور الذاكرة في الوزارة، وخاصة وجود معاون وزير، وهناك رأي آخر أن وجوده الطويل هو منبع الفساد، والخروج القانوني من الرقابة والتفتيش لملفات الفساد.
ونصيحة كل من يدور على ملف ولا يجدها في الوزارة يكون طلبه محول بطريقة خاطئة إلى مكان آخر، مع الطلب اترك الطلب شفهيا عندك حتى ينطلب منك، والمواطن يدور في حلقة مفرغة، والصراع الصامت لا يخرج للعلن.
الصراع الصامت بين الوزير ومعاونه سيستمر مادامت المصالح قائمة، والمنفعة موجودة، وخاصة أن بعض المعاونين بدل أكثر من وزير، وأصبح لديهم الخبرة الكافية لترويض الوزير وإشغاله بقضايا وملفات عقيمة لا حل لها.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا