شبكة سورية الحدث


كم كنت وحدك...؟

كم كنت وحدك...؟ بقلم ديب علي حسن  ينغمسون في اضاليل التيه والكذب، ويلوذون وراء الف حكاية وتهمة، وهم والغون بدمائنا مذ ان كشفنا عريهم، وعرفنا انهم ليسوا في احسن الاحوال، الا أجساداً لها شكل البشر، ترفل تيها واختيالاً بثياب هي من حرير دمنا،ومن نسيج لحمنا، وهم مصاصو دماء الشعوب، أي بشرية واي حضارة تلك التي ترى أطفالاً بعمر اكمام الورد يحرقون، ويشوون ويرفعون على الاخشاب صلباً، وهم يضحكون يظنون ان من يفعل ذلك يداعبهم، لا يعرفون ان اسنة الحقد تخترق لحماً غضاً طرياً، هو من سناء الله ومن ملكوته.‏‏ الطفولة المستباحة، في كل اصقاع الارض تهان، تباع وتشرى كما لو انها ارانب اختبار، لم يكن اطفال سورية هم البداية في مخازي النظام العالمي الجديد او القديم المتجدد، هم سلسلة من ضحايا، كانت ومازالت مستمرة، ولا احد يدري الى متى سيبقى الألم ينز ويكبر ليكون اوسع من كل قلب، ومن كل احتمال.‏‏ اشلاء الاطفال، مزقهم، بسماتهم الموشومة في العيون والارواح قبل الوجود وبعده، حفيف الطيران الى ملكوت السماء الاعلى تسأل: بأي ذنب نقتل، ومن يلقي بنا طعاماً مراً علقماً الى قاع البحار، من الذي فتك ببساتين الورد وعبق الضياء، من الذي انتزعنا من احضان (الجنان الامهات)، من الذي زرع دروبنا حقول الغام، وصارت اجسادنا قطع غيار؟‏‏ أي ذئاب تربصت بنا، وانشبت انيابها ومخالبها، واولغت بدمنا، واحالتنا لحماً نيئاً على موائد البحار، وفي البراري تلتهمنا كل وحوش الارض ؟‏‏ ذئاب تبكينا، وانيابها تقطر دماً من مزق قلوبنا، ومن اثداء أمهاتنا، ألعابنا قنابل تخترق الجسد، ورحلة الدفء أنهم شوونا بنار اللظى وكأن احدهم يقول لنا: اذا لاقيتم ربكم فقولوا له: ها نحن عصافيرك على الأرض نصطلي ناراً حرى، نشوى ونحرق، العالم يتاجر بنا.‏‏ يمدون جسوراً، من وهم ومن نفاق وكذب ودجل، يرموننا بقنابل موتهم، يبكون رغيف خبزنا، يدمرون مدارسنا وينحبون جهلنا، يحطمون كل معالم الحياة بسعير احقادهم ويهللون لنا ان تعالوا الينا، وعلى مد الخوف وطغيان كذبهم نصبح في لجة الاعماق حيتان البحر تفترسنا، لتتقيأ أجسادنا لحماً ابيض طرياً على موائد العربدة، وفي خزائن أموالهم مليارات تنفق باسم اللات والعزى، وتهرق كؤوس الخمر دهاقاً على اجساد الغواني، ونحن قديد اللحم او مزيج الشواء نؤكل احياء وأمواتاً، اين كنتم حين كنا نرفل بالسنا والنور في مدارسنا، ملاعبنا، قلوب امهاتنا، اين كنتم حين كل شيء في ارضنا اخضر نضراً يخجل الندى من طهره ؟‏‏ ولم زرعتم الشوك كله في دروبنا، لا نريد مالاً، ولا طعاماً، ولانريد دموع التماسيح تذرف علينا، كفوا وحوشكم عن مساكب النور في ملاعبنا رياض أطفالنا، وأعلنوا براءتكم من انياب الغدر، ولن نلج الشطآن مخدوعين بعسل وعودكم، ولن تكون رياح الغدر رفيقة سفرنا، سنبقى هنا نزرع الكروم، ونقطف الزيتون، وننهل من ماء ينابيعنا، فماؤكم اجاج، علقم، وقمحكم مر وزؤان، كما كل عهودكم، وكما وعود من كدسوا المليارات من نفطنا وغازنا واشتروا السلاح ليكون حراباً بوجهنا ودفاعاً عن بني صهيون ، نحن الغد الذي لن يسامح، ونحن من سنزرع الامل ونقطف من دماء الشهداء وروداً يانعة، لنا كانت الاغاني وستبقى، ولنا القلوب مرافئ الشوق والحنين، لنا وطننا، لن تغرينا دموع ميركل، ولاحنان مزيف نحن من قال فينا محمود درويش:‏‏ لاتـذكـر المـوتـى فـقـد مـاتـوا فــرادى او عـواصـم‏‏ ســأراك فــي قلـبـي غــداً ســاراك فــي قـلـبـي‏‏ واجــهـــش يــابـــن امـــــي بـالـلــغــة‏‏ لغـة تفتـش عــن بينـهـا عــن اراضيـهـا وراويـهـا‏‏ لتمـوت كـكـل مــن فيـهـا وتـرمـى فــي المعـاجـم‏‏ هــي اخــر النـخـل الهـزيـل وسـاعـة الـصـحـراء‏‏ اخـــــر مـــايـــدل عــــــن الـبـقــايــا‏‏ كــانـــوا ولــكـــن كـــنـــت وحــــــدك‏‏
التاريخ - 2015-09-06 11:30 PM المشاهدات 534

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم