خاص - اشكال وصور ومظاهر واسباب الفساد والعهر الاداري - خونة الداخل – دواعش الادارات
عبد الرحمن تيشوري
ان الإدارة فن وعلم ومدارس وقواعد واصول ونماذج وتطبيقات لا يمتلكه الجميع، وعلى من لا يجيده البحث عن سبل تعلم فنونها أنها علم وفن ومدارس وتطبيقات ، إنها "لغة الحياة" فـ كل منا يرغب في تحقيق النجاح والتميز على مستوى الفرد والأسر والمجتمعات، ومن أهم هذه النجاحات أن ننجح في أعمالنا التي هي مظهر من أعظم مظاهر حياتنا، وواجب ورسالة من أعظم رسالات الحياة.. وللنجاح طريق.. ومن أهم معالم هذا الطريق الإدارة الناجحة، فنجاح الفرد الشخصي وراءه إدارة ناجحة لذاته، ونجاح الأسرة خلفه قائد ومدير لها ناجح، ونجاح المؤسسة وراءه إدارة ناجحة وقيادة فعالة. وقد روي عن المأمون "عبد الله بن هارون الرشيد" أنه قال: إني التمس لأموري رجلاً جامعاً لخصال الخير، ذا عفة في خلائقه واستقامة في طرائقه، قد هذبته الآداب، وأحكمته التجارب، إن أؤتمن على الأسرار قام بها، وإن قُلد مهام الأمور نهض فيها، يسكته الحلم، وينطقه العلم، وتكفيه اللحظة وتغنيه اللمحة، له صولة الأمراء، وأناة الحكماء، وتواضع العلماء، وفهم الفقهاء، إن أحسن إليه شكر، وإن ابتلي بالإساءة صبر، لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده، يسترق قلوب الرجال بخلابة لسانه وحسن بيانه، هذه حال أجدادنا في صفة "مدرائهم" بالأمس البعيد، فكيف أصبحت حال مدرائنا اليوم؟ إن سوء الاختيار في مناصب المديرين هو المسؤول الأول عن فشل الإدارة السورية، وعن الخسائر وعن ضياع الملايين من الليرات السورية، وغير صحيح أن الصغير يتعلم ويكبر، فهو يبقى دائماً صفراً مهما رقيناه ورفعناه ونفخنا فيه ونسبنا إليه الأمجاد. ولقد رأينا ما أصاب سورية الحبيبة الابية الصابرة من سياسة تفضيل أهل الثقة والولاء على أهل الخبرة والاداء والعلم والكفاءة، مما جعلنا لا نطمئن إلا للضعفاء المطيعين الذين يصلحون للتخريب ولا يصلحون للبناء والتعمير، فالمدير الفعال الذي لا احبه ولا استلطفه خير ألف مرة من المدير الجاهل الذي استخف دمه واستريح إلى ملقه ونفاقه وكذبه، والمسؤول الذي يضع الجهلاء في مناصب العلماء، إنما هو أشبه باللص الذي يسرق خزانة بنك أو المختلس الذي ينهب أموال الشركة! فالمدير الجاهل هو قنبلة زمنية تنفجر فجأة في أي مؤسسة وتحولها إلى خراب
وقد خبرنا في سورية خلال سنوات الحرب الفاجرة كل ماعرضته في مقدمة الورقة. مظاهر سورية للفساد / ثقافة سائدة قديمة /
البيروقراطية الإدارية: والتي تعتبر نموذج مرضي كارثي حيث تبدو الأجهزة الإدارية ككائن حي أنهكه مرض خبيث فأعجزه عن الحركة بحيث تصبح نظرة الاإداري على الإجراءات فيها شيء من القدسية وكأنها غاية في نفسها لا وسيلة لتحقيق أهداف معينة حتى أصبح يقال بأن هذا الشخص روتيني، إجرائي، حرفي، وهذا الأمر ناتج عن خشية الموظف من المسؤولية أو رغبتهم في الكسل أو لأمر يتعلق بالنظام الإداري هل هو مركزي أو لا مركزي . حتى أصبح مصطلح البيروقراطية ضرباً من ضروب الفساد ودلالة على الإدارة السيئة.
1- الانحرافات القيادية: تتمثل هذه الانحرافات في حب مخالفة القانون من خلال إهمال الواجبات الإدارية والتسبب والمجاملة وتقاضي الرشوة والتزوير والاختلاس واستغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية من خلال التحايل على القانون لتقديم خدمات للغير على حساب المصلحة العامة بالإضافة إلى الهدر تخريب الأملاك العامة والتهرب الضريبي وإفشاء لثقافات المجتمع وأوضاع المؤسسات لذلك يمكن أن نقول بأن هناك تفنناً في ممارسة الفساد طبقاً للمناخ السائد في المجتمع الذي يحل به.
2- النفاق الإداري ( العهر الإداري حاضر معلم وثقافة الحجي ): وضعف الانتماء الوطني: تعتبر هذه الظاهرة من أخطر الأمراض التي تصيب الأجهزة الإدارية فتجعلها عاجزة عن النهوض بمسؤولياتها وأعبائها.ومفهوم النفاق أو العهر الإداري هو وجود جماعة من المرؤوسين ضعاف النفوس يظهرون أمام الرؤساء الإداريين بمظهر الأمناء المخلصين الغيورين على مصلحة العمل والنهوض بمستواه والعمل الدائم على الإطراء واعتبار ما يتخذه الرئيس هو عين الصواب فإذا ما فشل هؤلاء الرؤساء في سياستهم نتيجة ما اتخذه من قرارات هرول هؤلاء المنافقين مبررين ما حدث ما هو إلا بسبب عدم إخلاص من دونه من المرؤوسين في العمل. هكذا تؤدي ظاهرة النفاق إلى إحاطة الرؤساء الإداريين بهالة من التضليل تعمي بصيرتهم عن صالح التنظيم وخير مستقبلهم. وهذا النفاق يكون من جانب المرؤوسين في العمل . هكذا تؤدي ظاهرة النفاق إلى إحاطة الرؤساء الإداريين بهالة من التضليل تعمي بصيرتهم عن صالح التنظيم وخير مستقبلهم. وهذا النفاق يكون من جانب المرؤوسين لظروف بيئية أو سلوكية وقد يكون الدافع من ورائه الحصول على مغنم مادي ( حوافز – ترقيات ) أكثر من زملائهم ، أو مغنم معنوي كالظهور أمام زملائهم بمظهر صاحب المدير أو من شلته التي تشاركه في صناعة القرار، وقد يرجع النفاق على حقد البعض من المنافقين على زملائهم المخلصين في العمل محاولين تشويه صورتهم الحقيقية لدى الرئيس تطلعاً بالاستثناء لأنفسهم بحب الرئيس وتقديره.
3- وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب: يعتبر هذا المبدأ من أخطر ضروب الفساد لأنه كفيل بتخريب العملية الإدارية وبالتالي تهديم القطاع العام وبيعه بالمزاد العلني على قارعة الطريق بدون ثمن.
4- المحسوبة والوساطة والاستثناء وشراء المراكز الإدارية.
5- عدم تنفيذ القوانين:
6- عدم تنفيذ الأحكام القضائية .
7- الضغوط وهجرة العقول.
أسباب ظهور الفساد:
1- انخفاض الرواتب والأجور.
2- ضعف كفاءة الكوادر القائمة على العملية الإدارية: رقابة داخلية. خارجية- رقابة القضاء – رقابة الصحافة التي يمكن أن توفر المعلومات اللازمة عن الفساد.
3- انتشار ظاهرة البيروقراطية والروتين التي تتيح المجال للابتزاز والاختلاس والرشاوى.
4- ارتباط موظفي المؤسسة بشخص مديرها أكثر من ارتباطهم بالمنظمة التي ينتمون إليها.
5- عدم احترام القانون إضافة على التداخل والنقص بالتشريعات.
6- تعقيد الإجراءات الإدارية.
7- سوء توزيع الدخل بين شرائح الموطنين وتشكيل ضغط اقتصادي لدى فئات واسعة منهم.
8- عدم وجود القائد الكفء والقدوة .
9- الاستمرار في استخدام الطرق التقليدية المتخلفة في معالجة الأمور وعدم التعامل مع التقانات الحديثة الأمر الذي يؤخز إنجاز المعاملات مما يؤدي إلى التدخلات والفوضى مما يدفع صاحب العلاقة للقبول بالدفع من أجل السرعة.
10- وهناك اسباب اخرى كثيرة حسب نوع الفساد وجهته ومستواه
التاريخ - 2015-09-08 5:03 AM المشاهدات 1209
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا