شبكة سورية الحدث


رفع العقوبات عن سورية

  يرى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الدعم العسكري الروسي للحكومة السورية سيزعزع الاستقرار في المنطقة...؟!   الاستقرار...؟!... أي استقرار هذا الذي يتحدث عنه الرجل...؟!‏ نقطة واحدة أريد أن أشير لها بجدية من خلال هذا التصريح.‏ يبدو أن الولايات المتحدة ترى في الوضع القائم اليوم في المنطقة وضعاً مستقراً. حروب كارثية دائمة وخراب ودمار في سورية والعراق واليمن وليبيا ومصر مهددة وتونس أيضاً ولبنان... وكذلك دول الخليج... والدولة العظمى المسؤولة كثيراً عما يجري، المعنية به، القادرة على التأثير عليه... ترى في ذلك كله وضعاً مستقراً يجب أن تبتعد روسيا عنه حفاظاً على استقرارها...!‏ الوضع القائم يستجيب للرغبات الأميركية من نواح عدة منها:‏ أولاً– أنه يخدم أمن «إسرائيل» وتؤيده هذه الأخيرة.‏ ثانياً– أنه يضع أوروبا في سلسلة من الإحراجات التاريخية التي وصلت حد التحدي لبنية الاتحاد الأوروبي عن طريق المهاجرين «السوريين» وغير السوريين. وأوروبا مدعوة اليوم من أجل التخفيف من تدفق المهاجرين إلى التفكير بتسهيل تثبيتهم في بلادهم عن طريق فك الحصار عن سورية. فهل تفعل..؟ نحن ننتظر.‏ ثالثاً– يبقي سورية بعيدة عن التأثير والفعل في المنطقة... لاحظ معي أنه حتى حملات الإدانة والشجب العربية المعتادة، تجاه حملات التدمير الصهيونية المستمرة للقدس والأقصى، باتت لا يسمع صوتها رغم شراسة الهجمة الجديدة. صدقوني إنها إحدى مظاهر الواقع العربي ومستقبله إذ تغيب عنه سورية.‏ واجهت المواقف الأميركية من المسألة السورية منذ بدأت وحتى اليوم، الكذب في المعلومات التي تبنتها ونشرتها الدول العربية وتركيا وأوروبا الغربية ومعهم طبعاً بعض المعارضات السورية، الذين أبكروا على إعلان انتصارهم وسقوط سورية بلا عودة. فلما كان ما كان... وجدت أميركا حالها مع «إسرائيل» الوحيدتين المنتصرتين فيما يجري اعتماداً على استمرار الكذب والنفاق الغربي... ومن الطبيعي أن تسعى لاستمرار هذا الواقع الذي يطوب انتصاراتها دون جهد يذكر تقريباً. لكن... كانت المفاجأة الأهم بصدق المواقف الروسية، وقصر حبل الكذب الأوروبي التركي الخليجي.‏ اليوم إذ تقول روسيا بوضوح: لا بديل عن الحكومة السورية للحفاظ على البلد ووحدتها ومحاربة الإرهاب.. وإذ تبدأ مواقف خارجية أوروبية تقترب من ذلك «النمسا.. اسبانيا.. وحتى بريطانيا...»، ففي ذلك استمرار لسياسة الصدق الروسية وتوضيح لها بوسائل مختلفة، وفيه بداية إفلاس سياسات الكذب.‏ الذين يصحون اليوم من الكذب سيكونون أمام امتحان حقيقي في مجمل مواقفهم وبشكل خاص منها موقفهم من مسألة المهاجرين السوريين. لا شيء يمكن اليوم أن يؤثر في تدفق المهاجرين أكثر من مساعدة سورية لتحسين مقدرتها على استيعاب أبنائها، وهو ما يتطلب رفع الحصار عنها... ذاك هو الامتحان الكبير لاقتراب أوروبا من الصدق في المواقف والسياسة.‏  
التاريخ - 2015-09-16 11:58 AM المشاهدات 786

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم