بقلم : محمد الفوال
وزير خارجية الدوحة توعد سوريا بالخيار العسكري من أجل ما أسماه حماية الشعب السوري وانه لا خشية من المواجهة ويمتلكون القوة اللازمة ويأسف ان مجلس الأمن لا يقدم ما يكفي لحماية السوريين لذلك حملت "قطر" المسئولية علي أكتافها لتحقيق ما عجز المجتمع الدولي عن إنجازه ولا يستبعد الوزير القطري ضم دول أخري مثل تركيا والسعودية لتنفيذ الحل العسكري.
هذه أول تصريحات استفزازية قطرية منذ خلع الأمير تميم لوالده الشيخ حمد بن خليفة ولوزير الخارجية السابق حمد بن جاسم قبل نحو عامين استرحنا فيهما من شطحات الدوحة وتدخلاتها غير المبررة في الشئون الداخلية "لأشقاء" عرب ومحاولات الإيحاء انها قادرة علي فعل المعجزات السياسية وقلب الأنظمة والإطاحة بالحكام وشراء ذمم منظمات إقليمية ودولية وإصدار قرارات تحقق غاياتها وتلبي طموحاتها كما فعلت مع ليبيا وحاولت مع سوريا وتحالفت مع جماعات وعصابات الإرهاب بوعد إيصالها إلي كراسي الحكم لإقامة دولة إسلامية كبري في المنطقة يكون خليفتها الشيخ حمد بن خليفة ولكن ثورة 30 يونيو المصرية أفشلت المخطط ودفنت حلم الأمير القطري المخلوع ومعه حلم منافسه اردوغان لإحياء دولة الخلافة العثمانية.
كنا نتصور ان قطر تعلمت الدرس وأخذت العظة وعرفت حجمها وقدراتها وان المال مهما كثر لديها لن يصنع منها دولة كبيرة أو قوية أو قوة عظمي إقليمية ذات شأن وشعبها الطيب يدرك ما لا يدركه "مجموعة" القصر المحيطة بالأمير والتي تغذي هذه الرغبة وتروج لها فهو يعرف ان الدول الكبري تمتلك المقومات اللازمة وتفتقدها بلده الصغير.
البسطاء يسألون كيف تهدد قطر بلدا كبيرا بحجم سوريا بالخيار العسكري. سؤال يعكس السخرية الشديدة من هذا التهديد وتعتبره "فلتة" لسان وكنت أود ألا تعيره سوريا اهتماما لكنها ردت علي لسان الدبلوماسي القدير نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بقوله ان سوريا ليست لقمة سائغة وردها سيكون قاسياً في حال أي عدوان عليها وفي اعتقادي ان هذا التحذير ليس لقطر وإنما رسالة شديدة اللهجة لدول أخري أولها تركيا ومن يردد مثل هذه الخزعبلات ومن ينسق معها من دول المنطقة.
قطر والمؤيدون للعصابات الإرهابية مثلها لا يريدون أن يفهموا ان سوريا ليست مشغولة بتصريحاتهم ومواقفهم بقدر اهتمامها بقطع دابر الإرهاب والإرهابيين تقود حرباً ضارية وشرسة منذ 5 سنوات ضد أخطر جماعات إرهابية ظهرت علي وجه الأرض تدعمها أسوأ أنظمة في التاريخ ونجحت سوريا في الحفاظ علي مقومات ومؤسسات الدولة وحققت ما لم تحققه أمريكا وتوابعها فيما أسمته زوراً بالحرب علي الإرهاب في السنوات العشر الأخيرة.
لو لم تكن سوريا متماسكة وجيشها صلباً وقيادتها قوية ما جاءت روسيا للمشاركة معها في مكافحة الإرهاب وما أصرت علي ان أي حل سياسي لا يمر إلا عبر موافقة الرئيس بشار الأسد والشعب السوري وتحدت كل المتآمرين علي سوريا ودعت الأسد لزيارتها واستقبلته بحفاوة شديدة واهتمام واحترام كبير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسئولين.
الرئيس بشار الأسد ذهب إلي موسكو مرفوع الرأس منتصراً في تصديه لأكبر مؤامرة تتعرض لها دولة في العالم بصموده كل هذه السنوات وحفاظه علي بلاده من الانهيار أو الوقوع في براثن عصابات الإرهاب وتحقيق جيشه معجزات وانتصارات كجيش نظامي يخوض مواجهة مع رجال حرب العصابات وينتصر فيها ويمنعهم من تحقيق هدفهم.
زيارة الأسد لموسكو سيتمخض عنها تغييرات سياسية عميقة ونتائج عسكرية كبيرة في المعركة ضد الإرهابيين وفي مسارات القضية السورية في الأسابيع القليلة القادمة.
التاريخ - 2015-10-25 8:04 AM المشاهدات 461
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا