بقلم : محمد كعوش.. صحيفة الرآي
تحت عنوان « هنا موسكو ... من دمشق» بثت فضائية (روسيا اليوم) حلقة من برنامج حواري حول الازمة
السورية والتدخل العسكري الروسي ومحاربة الارهاب والحل السياسي ، شارك فيها امين عام حزب الارادة الشعبية المعارض اليساري قدري جميل ، وعضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية ، اتفق المعارضان المشتركان في الرأي على رفض الحل العسكري ، وأنهما مع الحل السياسي وبمشاركة كل اطياف المعارضة ، دون تمكين النظام في السلطة ، وأن الشعب السوري بوحدته هو القادر على محاربة الارهاب ودحره . ولكن مع احترامي لرأيهما وموقفهما العقلاني الوطني ، اسأل : كيف نضمن وحدة الشعب السوري بوجود هذا الكم من التنظيمات المسلحة المتطرفة التي تسيطر على مناطق نفوذ واسعة تمتد من شمال سوريا الى جنوبها ؟!الحقيقة ان موسكو جاءت الى دمشق لضمان وحدة ارض وشعب سوريا ، وهذا الحضور ، حتى لو كان من اجل المصالح الروسية ايضا ، سينتهي حتما بحل مقبول ، خصوصا ان القيادة الروسية نجحت في وضع الحل السياسي للازمة السورية في المسار الصحيح . لا ننكر ان موسكو لديها وجد قديم وحنين للعودة الى مياه اللاذقية وطرطوس الدافئة ، ولكن عودتها فرضت حقائق كثيرة كانت غائبة ، او غيبها التدخل الاميركي في المنطقة منذ غزو العراق واحتلال بغداد . ولكن انسحاب الولايات المتحدة عسكريا ، والتغيير في استراتيجيتها الشرق اوسطية ، واعتمادها على الحلفاء الاقليميين في تحقيق الاهداف المحددة ، احدث فراغا كبيرا شجع القيادة الروسية على الاندفاع لتعبئة الفراغ ، حتى أن موسكو هي المبادرة الآن في المنطقة وتمسك بزمام الامور وحدها وبشكل كامل ، على الرغم من كل الجهود العربية والغربية المضادة المبذولة على مدار الساعة بهدف افشال المشروع الروسي .والخطوة الروسية العسكرية التي فاجأت العالم وأحدثت صدمة اقليمية ودولية بحجمها ونتائجها على الارض واهدافها المعلنة ، خصوصا بعد الضربة الصاروخية بعيدة المدى من بحر قزوين ، صاحبها مفاجأة اخرى على الصعيد السياسي، عندما استيقظت الدول الاقليمية المعنية والدول الغربية على خبر استقبال الرئيس الروسي ضيفه الرئيس بشار الاسد في الكرملين ، وهي الخطوة السياسية التي تحمل رسائل كثيرة . ولكن الرئيس بوتين اراد لجهوده النجاح بطريقة مدروسة ففتح مظلة واسعة للحل السياسي ، اراد عبرها اشراك كل المهتمين بفرض حل سياسي للازمة السورية وانهاء القتال وحقن الدماء واجتثاث الارهاب حتى ان وزير الخارجية لافروف عرض تزويد الجيش الحر بالاسلحة الروسية لقتال تنظيم داعش ، الا أن قيادة الجيش الحر في اسطنبول رفضت ذلك ، لأنها ليست صاحبة القرار .اللافت اليوم ان الصراع في سوريا اخذ مسارا جديدا ، فبعد قصف الطائرات الروسية لمواقع التنظيمات الارهابية المسلحة ، والتي اخترقت حاجز الالف طلعة اليوم ، بدأ الجيش السوري عملية زحف للسيطرة على الارياف واعادة الامن والحياة اليها بعد انسحاب وهروب المسلحين. هذا التقدم العسكري في كل الاتجاهات خلق واقعا جديدا على الارض سيساعد في احياء الحوار بين النظام والمعارضة ، وبرعاية روسية ، وبمشاركة الدول الاقليمية المعنية والمهتمة بوقف الصراع والقضاء على الارهاب في المنطقة .ويبدو أن المبادرة الروسية وضعت في برنامجها ، وفي سلم اولوياتها ، عملية دحر الارهاب أولا ، ثم اطلاق الحوار والتفاوض بين كل الاطراف والاطياف السورية غير الارهابية للتوصل الى حل على قاعدة تشكيل حكومة ائتلافية وبعدها اجراء انتخابات برلمانية ، ثم انتخابات رئاسية . والى أن تصل موسكو الى هذه المرحلة في دمشق ، قد تحدث مفاجآت كثيرة ، ينفذها الخندق المقابل غير المهتم بوقف القتال وانهاء الازمة والقضاء على الارهاب ، وهدفه تأجيج الصراع واغراق سوريا بدم وتفكيك الدولة
التاريخ - 2015-10-26 9:10 AM المشاهدات 522
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا