شبكة سورية الحدث


دعوة السوريين في السعودية إلى مزيد من التأمل في السنوات القادمة

دعوة السوريين في السعودية إلى مزيد من التأمل في السنوات القادمة بقلم الدكتور دريد درغام     رغم القدرة التنافسية الهائلة لدول الخليج (تكلفة انتاج البرميل أقل من 25 دولار للبرميل ) تؤكد "فوربس" أن حربها الشعواء وسياستها في تخفيض أسعار النفط أدت إلى نتائج غير متوقعة:1. استطاعت روسيا وإيران (نظرياً) تجاوز الضغوط الاقتصادية 2. استطاع منافسو الطاقة (الشركات المطورة لأنواع مختلفة من استخراج الوقود) الالتفاف على التهديدات وابتكار تقنيات جديدة في الانتاج والاندماج وتحقيق المزيد من التخفيض في تكاليف انتاج النفط وبدائله. وقاموا باستثمار ما تيسر لهم من السيولة في شراء الحقول وتحقيق المزيد من الاستثمارات مما يؤكد أن الموجة القادمة تعني المزيد من الطلب على الطاقة دون تحديد آفاقها..!3. لم يقتصر الخليج (وخاصة السعودية) على حروب ميدان النفط بل انخرط مباشرة بشؤون الغير مخالفاً سياسات الماضي بالتدخلات المموهة...4. لن تتوازن موازنة السعودية إلا بسعر 106 للبرميل وهو ما لن يسمح به الغرب حالياً.5. المشكلة ليست فقط في موارد الدولة وإنما في أسلوب عيش يجعل نمو مختلف القطاعات معتمداً على الإنفاق الحكومي وإنتاج 10 مليون برميل يومياً (يحتاج العالم 92 مليون برميلاً ثلثها فقط تنتجه دول الأوبك..!). لذا يخشى أن تستنزف السعودية في سنوات قليلة ما تراكم من فوائض الماضي.وبغض النظر عن اعتبار دول الخليج مسؤولة عن حروب النفط والعسكر أم أنها مجرورة فيها أو إليها فلا بد من التنويه إلى مجموعة من النتائج ومنها:• هل ستقتصر نتيجة حرب النفط على خروج شركات صغيرة من المنافسة واندماج مع وبين الكبيرة؟ أم أن انهيار أسعار النفط سيخرج بلداناً صغيرة (أو كبيرة) بأكملها لتستسلم لإعادة هيكلة أو دمج او تفتيت؟• استطاعت دول الغرب تأجيل لهيب أزمتها المستمرة منذ عقدين من الزمان بالاعتماد على حرب اقتصادية (ودائع شبه مجانية وابتلاع أرصدة الغير في إفلاسات قانونية..!)، الآن كيف ستواجه إعصار المؤشرات الاقتصادية السيئة القادمة من الشرق (ديون اليابان وغيرها وتباطؤ اقتصاد الصين)، والأرقام الواردة أكبر بكثير مما تحقق من وفورات انهيار أسعار النفط؟• أورد صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير أن إيران تستطيع الصمود لعشر سنوات إضافية في ظل أسعار النفط الحالية (45-50) وهذا يتطلب منها المضي قدما في تغيير تركيبة إنتاجها الهيكلية. • من دول الخليج يعتبر صندوق النقد الدولي أن الكويت وقطر والإمارات تستطيع العيش بمستوى 50 $ للبرميل بفضل الادخارات الهائلة التي حققتها في الماضي. بينما يعتقد أن السعودية لن تجد ما يكفيها من الموارد بعد خمس سنوات. والأسوأ محتمل إن وظفت التقانات الجديدة والضغوط السياسية في مزيد من التخفيض. لذلك فإن قاطني السعودية (وخاصة السوريون) مدعوون للتفكير ملياً في مصيرهم القادم، فمن تشح موارده ويوظفها في إطالة الحروب بدلاً من إيقافها أو تمويل نفقات المهجرين والنازحين لا بد وان يفضل ضغط النفقات على حساب من هاجر سابقاً إليه بوجود أيادي عاملة أكفأ ومطواعة أكثر.وهذه الدعوة تصلح لكل دولة تعيش بعيداً عن العقل أو تعتمد على من يخرج عنهفي النهاية تمنياتنا الصادقة بأن يجد الهائمون مواطن العقل المنشودة...!
التاريخ - 2015-10-26 5:34 PM المشاهدات 544

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا