شبكة سورية الحدث


التعليمات والتعاميم قيود وجدران عالية واسوار حول الموظفين والمواطنين وتعرقل الانتاج وتمنع التفكير والمبادرة

التعليمات والتعاميم قيود وجدران عالية واسوار حول الموظفين والمواطنين وتعرقل الانتاج وتمنع التفكير والمبادرة   عبد الرحمن تيشوري / خبير اداري سوري / من فريق الوزير النوري / عضو مجلس خبراء الوزارة من ينظر الى امورنا العامة ولاسيما مؤسساتنا وشركاتنا ووزاراتنا ومحافظاتنا يلاحظ الاسوار والقيود والممنوعات التي تحكم اغلاق المؤسسات والشركات والوزارات لاسيما في وجه الاعلاميين ممنوع اعطاء المعلومات لاحد دون اذن ومعرفة السيد المدير اوالوزير سؤالي لماذا نغلق مؤسساتنا وشركاتنا امام الاعلام اذا كان الاعلام سلطة رابعة تريد كشف الاخطاء وتعرية الفاسدين ولاتريد تلميع صورة احد ؟ واذا كانت الحجة كما يقولون ... تريدنا ان نفتح وزاراتنا ومؤسساتنا ومديرياتنا لمن هب ودب؟ وانا اقول لهم لا ياسادة اغلقوا وسوروا المديريات والمؤسسات كما تشاؤون ولكن افتحوا عقولكم داخل هذه الاسوار الاصلاح افعال وخدمة للناس وليس كلام طنان رنان منذ عشر سنوات ونحن نتكلم عن الاصلاح لكن النتائج للاسف قليلة والىات العمل الاداري تواصلت ولم تتبدل ولغة التسويف والمماطلة في انجاز المعاملات الرسمية تفاقمت وازدادت تعقيدا بدلا من الانحسار كما ان ما يقال ويشاع في هذه المؤسسة اوتلك على ان النافذة الواحدة باتت واقعا قائما يوفر على الناس الجهد والزمن ايضا هذه النافذة لم تكن سوى مبادرة المؤسسات في الا علان عن مناقصات لشراء اعداد كبيرة من اجهزة الحاسوب وحعلها مركونة على طاولات الموظفين كما كانت للعرض او الزينة لااكثر مادامت مظاهر الروتين والبيروقراطية تزداد اتساعا وحضورا ولاتنجز معاملات المواطنين بكثير من التعقيد فان ذلك يعني ان الاصلاح لم يصل الى المؤسسات بعد مثال : لماذا يحتاج ترحيص البناء الى شهرين واكثر ؟ لماذا يحتاج حصر الارث الى اربعة اشهر ؟ لماذا الحصول على قيد عقاري يحتاج الى يومين او ثلاثة ايام؟ لماذا تنفيذ معاملة في السجل العقاري بعد توقيعها في المكتب التوثيقي المختص يحتاج الى اسبوع؟ لمادا تقديم طلب قرض لمصرف التسليف الشعبي يحتاج الى 15 ورقة وعشرات الطوابع والاختام وبراءات الذمة وووووو؟ وبعيدا عن كل ذلك اعود الى نقطة جوهرية ذكرتها سابقا في مقالات سابقة ان مقياس نجاح التنمية مرهون في توفير الخدمات للناس بشكل يومي ومبسط دون تعقيد ودون كلف لامبررلها ولاتزال مؤسسات كثيرة لم تتمكن في السنوات الاخيرة من توظيف وانفاق الاستثمارات الواردة في البند الاستثماري بسب تراكم العجز الاداري وعدم دراية الادارة ببعض الامور الادارية او القانونية او الشروط الامر الذي يؤدي الى تأخر انجاز الخطط والبرامج ويحرم الناس من الاستفادة منها لتعود وتدور في موازنة العام القادم مقاييس النجاح ان ثمة ضرورة تستدعي من الحكومة اعادة تقويم تجربة الاصلاح والتقويم لايعني عقد اجتماعات وندوات وخطابات ووعود وخطط وبرامج جذابة ذات مضمون لغوي معسول بل خطة عمل واقعية تقوم على الشفافية والعلنية تعرفها الصحافة واضحة ليست صعبة تأخذ بمفهوم المساءلة والمحاسبة تطالب المسؤؤل بانجازات محسوسة قابلة للقياس ومعرفة جوانب النجاح والتقصير في ان واحد لكن هذه الشفافية تحتاج الى اسالىب جديدة وحديثة في الادارة وكفاءات قادرة على القياس والمتابعة لنكرس مقولة الانسان المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب وفي الزمن المناسب   المطلوب فعل وعمل وليس صدى طبول واجتماعات وورش ولجان يجب ان تتغير طرق تعامل المسؤولين مع اجهزة الاعلام فبعض المسؤولين يبتعد عن الصحافة كليا ولايتعامل معها بصورة مباشرة اطلاقا والبعض الاخر يقبل عليها بصورة لافتة في كل مناسبة صغيرة او كبيرة والبعض الاخر وهو الاكثر ذكاء وتفهما فهو يقتنص المناسبات ليحسن اظهار عمله ومجالات نشاطه وفق الصورة التي يرغب بغض النظر عن الحقيقة وللحقيقة فان قدرات المسؤولين تتباين بصورة واضحة والغريب في هذا الشأن ان الفاشلون والعاجزون يعملون على تلميع صورتهم بوسائل الاعلام اما الجادون الملتزمون المتفوقون المؤهلون يؤمنون بان اعمالهم وحدها تتحدث عنهم وعن افعالهم واليوم يجب البحث عن هؤلاء واسناد مواقع الصف الاول والثاني لهم لاننا بحاجة الى من يعمل من اجل سورية وليس من اجل تلميع صورة امام الاعلام نحن بحاجة الى من يعمل لتنفيذ الاصلاح والتطوير والعصرنة وينتمي الى الذهنية التطويرية للسيد الرئيس بشار الاسد الذي مازال بيننا وبينه سنوات ضوئية على ما اعتقد مقاييس عمل واضحة وبرامج زمنية يجب ان نتخلى عن الكلام الانشائي والشعارات ونحدد كل شيء بشكل علمي رقمي قابل للمعرفة والقياس ثم المحاسبة على اساس ذلك بدءا من الحكومة نزولا الى اصغر دائرة ومؤسسة في سورية وفي نهاية الزمن المخصص لامر ما نستطيع محاسبة الجهة التي قصرت في تنفيذ ماهو مطلوب منها وقد يكون الجزاء مادي اوحرمان من المسؤولية او عدم ترفيع يجب اعادة النظر بكل التعاميم والتعليمات القديمة التي تعرقل العمل وتشكل حواجز واسوار وسقوف للعمل والابداع والا نتاج ومنح المزيد من الحرية والمرونة للعامل والموظف بحيث يبتكر ويبادر ويقدم ما عنده من افكار وعدم ترفيع جميع الموظفين 9% دون تمييز بين النشيط والمبدع والذي يعطي العمل وقته وجهده وبين المهمل واللامبالى والقليل الانتاجية   عبد الرحمن تيشوري
التاريخ - 2015-10-28 7:35 AM المشاهدات 910

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا