خاص .. بقلم علي رضا
لم يكن الخطأ التركي في الأمس بإسقاط الطائرة الروسية داخل الأراضي السورية بالأمر المعقول أو السهل إنما هنالك حماقة أردوغانية حقيقية عبثت بالخطوط الحمراء لبركان المنطقة بشكل عام وتركيا بشكل خاص . فمن منا لا يعرف ماذا يفعل الطيران الروسي بالتعاون مع سلاح الجو السوري في الأجواء السورية ؟ وما هي مهمته بالضبط ؟؟ فالقضاء على الإرهاب هو هدف القيادة السورية والتي تحالفت من خلاله مع الأصدقاء الروس والإيرانيين وجمهور المقاومة لقلب قواعد الاشتباك على الأرض بعدما حاولت الولايات المتحدة الأميركية بزرع كيان متأسلم اسمه " داعش " وزرعته بالمنطقة لكي يقسمها ويحافظ على أمن " إسرائيل " , بعد نجاح المهمة الموكلة لهذا الكيان يجبر العالم على الاعتراف بالكيانات الدينية أسوة بـ " النصرة " و " داعش " وأخواتها وطبعا ً سوف يعترف بيهودية الدولة الإسرائيلية بشكل لا إرادي إلا ان أبعاد هذا الموضوع توقف على أسوار دمشق قلب العروبة النابض التي افشلت هذا المشروع وانقذت الإسلام والعروبة والأمة من خطر حقيقي فحاربته وحيدةً في بداية الأمر حين وقف العالم أجمع ضدها إلا ان الأصدقاء والحلفاء الذين قاوموا هذا المشروع الإنهدامي بقوة ..
فكان دخول المقاومة على الأرض مع الجيش العربي السوري وتحقيق الانتصارات العريضة في العديد من الجبهات حينئذ وأيضا ً التحالف الإيراني مع القيادة السورية ليأتي التحالف الروسي و بشكل مباشر وذلك عبر سلاح الجو حيث حققت روسيا بالتعاون مع النسر السوري أهداف محققة ودمرت من خلالها خطوط العدو الامامية والخلفية بالتزامن مع تضحيات كبيرة للجيش العربي السوري الذي أعلن العمليات العسكرية البرية على كامل الجغرافية السورية وحقق العديد من الانتصارات وتطهير المناطق .
هذه المعطيات الجديدة وتغير محور الاشتباك والحسم العسكري اللامحدود للسوريين لم يعجب الأمريكيين وحلفائهم وأذيلهم فقد كانت خسارتهم السياسية في مؤتمر فيينا وتغير موقف معظم دول العالم من موضوع السيادة السورية ومكافحة الإرهاب , فخروج قطر من لعبة الأمم و ترهل الدور السعودي المفضوح أمام العالم من تآمر وتمويل ودعم ,
ولم يبقى بالميدان سوى المعتوه التركي _لص حلب_ أردوغان الذي أراد أن يرد دين فوزه بالانتخابات الأخيرة لأسياده مكافئتا ً لدوره المشبوه في سورية وحماقته منقطعة النظير حين ارتكب خطأ فادحا ًوغير محسوب النتائج عندما أقدم على إسقاط الطائرة الروسية والتي كانت بالأساس ضمن الأراضي السورية
وإذا أردنا دراسة الأهداف والنقاط الهامة والأسباب التي دفعته لهذه الحماقة نجد أن هنالك هدفين الأول داخلي بحيث يستفيد منه داخل تركيا :
الأول : تصحيح الصورة لحكومة العدالة والتنمية بعد فوزها بالإنتخابات وحشد أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة لهم بحجة أنهم يحمون السيادة والأجواء التركية .
الثاني : تجهيز الرأي العام التركي من أي انفجار امني قد يحصل في تركيا بعد هجرة عكسية محتملة من الإرهابيين بعد تورطها بالدعم والنقل والتسليح فحكومة العدالة والتنمية بحاجة للالتفاف حولها في حال انقلب السحر على الساحر .
الهدف الثاني : خارجيا ً ويكون من خلال النقاط التالية :
الأول : تنفيد الأوامر الأمريكية التي هدفها الحفاظ على منسوب الحرب البادرة من جهة مع روسيا بالحرب مع تركيا العضو في الحلف الأطلسي بحرب قد تحصل يستنزف من خلالها قوة الروس وقدرة الدول الأوربية بعد الصحوة الأخيرة في مكافحة الإرهاب .
الثاني : حرف التوجه الدولي من حرب على الإرهاب الى حرب بين الروس والاوربيين يكون الإرهاب فيها منتصرا ًلأنه سوف يضرب الطرفين يكمل المخطط المرسوم له .
الثالث : إعاقة أي حل سياسي قريب في سورية بعد تراكم جليد دولي بسبب توتر العلاقات بين الأطلسي وروسيا مما يعيق أي اجتماع دولي او تكتل يخرج بحل سياسي بالمنطقة .
الرابع : الانتقام من الاتراك الذين يسرقون النفط السوري بعد تدمير رتلهم بالكامل هذه من أهم الأهداف .
الخامس : حرف بوصلة الرأي العام وإشغاله في قضية جديدة يتناسى فيها العالم قضية الشعب الفلسطيني وانتفاضته والأزمة السورية وتداعياتها لإطالة مسلسل الإرهاب في المنطقة .
السادس : محاولة تخفيف نجاح الانتصارات التي حققها التحالف الروسي السوري على الأرض وخطف الإنجازات منه واشغال أطراف التحالف بمشكلات مع تركيا الحلقة الأضعف بالحرب .
السابع : الضغط على بوتين شعبيا ً في حال سقوط ضحايا من الجنود الروس من أجل الانكفاء عن الدعم اللامحدود للشعب السوري والتفكير جيدا ً قبل أي خطوة يقوم بها .
كل هذه النقاط كانت وراء هذا الهدف الحقيقي وراء اسقاط الطائرة الروسية هو أمريكي وبحت عبر سياسة خلط الأوراق لكي تعيد الحسابات من جديد وتغيير قواعد الاشتباك بعد هزيمتها الحقيقية بالمنطقة .
فالروس انتصروا في عدة مناسبات سياسيا ً وعسكريا ً في المحافل الدولية وعلى الأرض على عكس الساسة الأمريكيين الذين يصرحون ولا ينفذون أو كما وصفهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي قائلا ً ( السياسيون الأميركيون يستقبلون الإنسان بابتسامات عريضة ويطعنونه من الظهر بالوقت نفسه ) .. كلمات تختصر الدور المشبوه الأميركي بالمنطقة تريد من خلاله استعادة زمام سياسة القطب الواحد وذلك عبر ادواته في السعوتركية لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن والحق سوف ينتصر دائما ً مهما كلف الثمن .
التاريخ - 2015-11-25 10:29 PM المشاهدات 698
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا