شبكة سورية الحدث


الأرض: كرة للحياة لا للرفس...!

  د. دريد درغام  فرح البعض قبل سنوات عندما أفلست بعض مصارف الولايات المتحدة متناسياً أنها تتميز بطبيعتها سنوياً بإفلاسات واندماجات وغيرها. ويبيح ذاك البلد جميع الشرور لخدمة مصالحه وعند تضاربها مع مصالح الغير فالأمريكي دون غيره ينفرد بحقه بالتمتع بحقوق الإنسان. استطاع ذاك البلد عبر تاريخه تحقيق نقلات حضارية غير مسبوقة وسلاماً اجتماعياً يستحق الدراسة بعمق أكبر. حالياً يفرح البعض للعجوزات المالية التي تمر بها دول الخليج العربي متناسياً أن التاريخ والجغرافيا يعلمانا أن الجوار مهما كان شروره فلا بد من طريقة مناسبة للتواصل معه. وتعلمنا تجارب الاقتصاد العالمي أنه أمام الخيارات المتاحة لسنوات طويلة قادمة فإن عجوزات الخليج الحالية لا شيء ولو تضاعفت أكثر. ولكن تبقى بعض التساؤلات مشروعة ومنها:لماذا اختارت السعودية بيع 5% من شركتها النفطية العملاقة بدلاً من الاقتراض المحلي أو الخارجي خاصة وأن معدلات الفائدة المنخفضة الحالية مناسبة؟أيعقل أنها لم تجد مقرضين؟ ساذج من يشك في ذلك.هل فعلا السبب هو إدخال نمط جديد من الإدارة عبر ملكية 5% من هذه الشركة، كما يدعي البعض؟ اكثر سذاجة من يصدق هذه الحجة.ألا يوجد لديها وسائل تمويل أخرى؟ بالتأكيد ويمكن لأي مبتدئ في عالم الاقتصاد أن يعددها.لماذا تصر دول الخليج "كاملا" على المزيد من الإنفاق الامني والعسكري والسياسي مع تجاهل كامل لمخاطر الانفلاش الاقتصادي؟ الإجابات كثيرة وبعضها متناقض ولكن المؤكد هو ان دوامة انخفاض أسعار النفط الحالية ستستمر مع الرغبات المتزايدة بالانتاج. ومن البعيد يصفق "الغرب" و"الشرق" لدعم غير مسبوق لتكاليفهم بما يتجاوز كل توقعاتهم. سيكون التصفيق أكبر بكثير عندما تستنزف الأرصدة ويحين موعد الورشات المنشودة ورفع فواتير الديون المنتظرة. في النهاية سيعرف الثمن الحقيقي الذي تسببت به خيارات كل دولة لشعوبها سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي.وللحديث بقية..
التاريخ - 2016-01-27 12:42 AM المشاهدات 629

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا