شبكة سورية الحدث


سورية وطن الجميع فتعالوا نحميها معاً بقلم د فؤاد شربجي

هذه سورية, وطن الجميع, فتعالوا معاً نحميها هذه كانت خلاصة حديث وزير الخارجية الأستاذ وليد المعلم في مؤتمره الصحفي الذي استبق سفر الوفد السوري إلى جنيف, لإجراء مباحثات مع وفود المعارضة لاستكمال الانتهاء من الاحتراب, واستعادة العافية لطبيعة سورية وشعبها في جميع النواحي فما الفلسفة التي نظمت حديث الوزير المعلم؟ وما أسس المواقف التي أطلقها وأكدها باسم الدولة؟؟ هذه المحاولة للإضاءة على روحية وجوهر حديث المعلم باسم الدولة- منطلق جميع المواقف من عمل متفائل, والتفاؤل هنا مرده الإيمان بقوة الشعب وصلابة صموده المتجلي في قوة وصمود وثبات الجيش العربي السوري, هذه القوة التي جعلت سورية تصمد في وجه المؤامرة والإرهاب أكثر من خمس سنوات, وهذه القوة مع الحلفاء هي ما حقق الانتصارات وجعل ميزان الميدان لمصلحة الشعب والدولة. التفاؤل المنبعث من الإيمان بقوة الشعب والجيش أساس الأسس.- إن أي تحرك سواء كان سياسياً أو عسكرياً, يجب أن يكون منطلقه سيادة واستقلال سورية أرضاً وشعباً, وحفظ سلامتها الإقليمية وكفالة استمرارية مؤسساتها, السيادة فطرة وطبيعة وغريزة لدى السوريين, وليست موقفاً سياسياً فقط.- الدولة السورية ترى وتؤمن أن الحل في سورية له مسار عسكري وله أيضاً مسار سياسي, في المسار السياسي تذهب الدولة إلى أي مبادرة أو فعالية, وطنية, أو إقليمية أو دولية, تسعى للحل حرصاً على مصلحة الشعب العربي السوري وحقن دمائه ووقف النزف والدمار, مصلحة الشعب بوصلة ودليل عمل وطريق الفعل.- مع القوة والدقة في المسار العسكري للدولة, هناك القوة والدقة في المسار السياسي لذلك كان واضحاً كم تمتلك سورية ناصية الفعل السياسي, حيث إن الأمم المتحدة وديمستورا مجرد (ميسر) للمباحثات ولا يحق له أن يفرض أي شيء غير منصوص عنه في القرار 2254, وضمن القوة والدقة السياسية يؤكد المعلم أن (الانتقال) لا يتصل بمقام الرئاسة إنما يتناول الانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة تشارك فيها المعارضة كما أنه انتقال من الدستور الحالي إلى دستور يُتفق عليه ويقره الشعب, أما الرئاسة فهي حق حصري للشعب, لا يحق للوفد الرسمي المفاوض ولا للمعارضة ولا لديمستورا الاقتراب منه, وتحرك سورية في ساحة (الانتقال) تحرك حي وخاصة أنها تمارسه نوعاً من (التجدد) الذي ينطلق من طبيعة السوريين ويسعى للوصول إلى «سورية المتجددة» الأرقى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. و حضارياً.- بسبب حرص الدولة على مصلحة الشعب وسعيها لوقف النزيف, قبلت (وقف الأعمال القتالية) رغم أن الجيش كان يحقق انتصارات متلاحقة – والكل يعرف أنه منذ سنوات والدولة تعتمد مبدأ (المصالحات الوطنية). وبالتنسيق مع الدولة السورية يقوم الحلفاء ومنهم الحلفاء الروس في مركز حميميم بالمساعدة على تحقيق مصالحات مع بعض من حمل السلاح وإن التحالف الروسي- السوري يفيد حتى في المصالحات ولكن تحت مظلة السيادة السورية وبالتنسيق مع الدولة.الانتخابات التشريعية الجارية هي أيضاً جزء من السيادة السورية وجزء من حيوية المجتمع السوري وتقع ضمن (استمرارية عمل المؤسسات) التي هي حق حياة للسوريين والتي كفلتها جميع القراراتالدولية وأم المؤسسات مؤسسة الدستور والدولة تكفل استمراريتها وتفعيلها وتنظم الانتخابات التشريعية وفق ما جاء في الدستور.إن من الأمور المهمة واللافتة التي أوضح المعلم الموقف تجاهها وما يروج حول فكرة الفيدرالية وإقامة أقاليم في أنحاء سورية ضمن ما سموه فيدرالية, ورد المعلم كان واضحاً أن الشعب العربي السوري لا يقبل أي شكل من أشكال التقسيم والرئيس الأسد يقول دائماً سنحرر كل شبر من الأرض السورية ويؤكد السيد الرئيس أن كل ذرة تراب من سورية هي كل سورية. هنا يؤكد الموقف السوري نرفض الحديث عن الفيدرالية (مجرد الحديث) في هذه النقطة عاد الوزير المعلم إلى شغفه كمؤرخ ومهتم بالتاريخ (هل ننسى كتابيه عن تاريخ سورية؟!!) ليذكر أن  الشعب السوري، ثار ضد فرنسا لمجرد أن طرحت تقسيم سورية إلى أقاليم وكلنا يذكر أن قادة الثورة السورية ضد فرنسا من إبراهيم هنانو إلى صالح العلي إلى السلطان باشا الأطرش إلى حسن الخراط إلى... إلى...إلى ...إلخ توحدوا جميعاً ضد التقسيم وأجبروا فرنسا على التراجع عن التقسيم وأكرهوها على إلغائه.إن الوزير المعلم في جميع جوانب الموقف الذي أعلنه باسم الدولة السورية انطلق من كرامة وسيادة سورية ومن السعي لتحقيق مصلحة الشعب بهدف استعادة سورية الحياة المبدعة، والدور الحضاري والفعل الإقليمي والدولي, لذلك فإن الدولة السورية تفهم أن جوهر المسار السياسي هو جمع القوى السورية ضد الإرهاب، ومن أجل الانتقال للأرقى والأكثر عدالة ومساواة ومشاركة. إن الدولة السورية تفهم وتمارس المسار السياسي على أنه حماية لسورية وشعبها ومستقبلها تأسيساً لبنائها واستعادة عمرانها لذلك كله يحق للمعلم ولنا أن نقول إننا بدأنا نخطو في طريق نهاية الأزمة – وفعلاً – إن سورية وطن الجميع فتعالوا نحميها ونبنيها معاً.
التاريخ - 2016-03-16 4:54 PM المشاهدات 728

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا