شبكة سورية الحدث


أعراس اللاذقية أيا ليت الزمان يعود يوماً

سيطرت بعض العادات والتقاليد على الأعراس في الساحل السوري قديماً ومازال بعضها صامداً حتى يومنا رغم دخول الفرق الموسيقية ومطربي الصخب الآلاتي وصالات الأفراح التي أثرت بشكل أو بآخر على هذه العادات والتقاليد التي كانت تعطي للعرس أو لحفل الزفاف نوعاً من الفرح العفوي في بعضها أما البعض الآخر فقد كان يمثل نوعاً من الكابوس الجميل للعريس وأهله ومحبيه ...الرجمة أتاوة جميلة:الرجمة عادة قديمة زالت مع الأيام وهي عبارة عن مبلغ يكون بمثابة أتاوة محببة يدفعها أهل العريس لأهل العروس ويتم هذا الأمر بطريقة مثيرة حيث كان أهل العروس يكمنون لأهل العريس وهم قادمون ليأخذوا العروس لعريسها ويتم إنتقاء المكان بدقة بحيث لا يستطيع أهل العريس فعل أي شيء أو الدفاع عن أنفسهم عندما يقوم أهل العروس أو شباب قريتها برجم أهل العريس بالحجارة والحصى حتى يستسلموا ويرفعوا الراية البيضاء ويقومون بعد ذلك بدفع المال الذي يتم الإتفاق عليه ويمكن أن يحل الأمر بطريقة أخرى إذا قبل أهل العروس تحدي أهل العريس بأن يقوم شابان من الطرفين بالمصارعة فإذا فاز من هو من طرف العريس فإن الإتاوة تلغى ويعفون منها ويرتاحون من الرجمة وإذا حدث العكس فالإتاوة مفروضة وعليهم دفعها وإلا ....؟؟؟الدعوة لحضور العرس محببة وطريفة:أما طريقة الدعوة لحضور العرس فهي لا تخلو بدورها من الطرافة والإثارة إذ يتم ذلك عبر قارع الطبل الذي يطوف في القرية ويقف عند باب كل بيت يقرع بطبله وهذا يعني أن صاحب البيت مدعو لحضور العرس وقد يتم الأمر بطريقة أخرى كأن يذهب العريس أو العروس أو من ينوب عنهما بزيارة أهل القرية وهم يحملون المناشف أو قطع من القماش ومن يقدمون له منشفة أو قطعة قماش فهذا يعني أن واجب الحضور وتقديم النقوط بات أمراً مفروضاً عليه ولا مفر منهمهر العروس والنقوط والطعام .....آه على أيام زمانكان مهر العروس قديماً عبارة عن مبلغ من المال يصل أحياناً إلى المائة ليرة ومن كان ميسوراً فإنه يدفع أكثر من هذا كما كان يتم تقديم مبلغ من المال من قبل والد العريس لوالدة العروس ويسمى هذا المبلغ رضوة أي إرضاءاً لهاأما النقوط فكان يتم في منتصف العرس أو قبل انتهاءه بقليل إذ توضع طاولة في المرسح كما كان يسمى سابقاً ويجلس حولها ممثلين عن أهل العريس وأهل العروس يقومان بقبض النقوط من المعازيم الذي يدفعون حسب طاقتهم وقد يكون ذلك مالاً أو مصاغاً ذهبياً وبعد نهاية النقوط يتم عد المال والمصاغ وتسليمه للعروس لأن هذا من حقها وهي حرة التصرف به لاحقاً وإذا شاءت لاحقاً أن تعطيه لزوجها فلاشيء يمنعها وإن لم تفعل فهذا حقها وقد تخبئه للإستفادة منه في أيامها السوداء أو إذا عزمت على شراء أي شيء.وبالنسبة للطعام فإنه يختلف حسب عدد أيام العرس التي كانت تصل أحياناً إلى سبعة أيام وهنا يقوم أهل القرية بتوزيع عدد الأيام على بعضهم بحيث تطبخ كل مجموعة في يوم ويتنوع الطعام مابين الرز والفاصولياء أو البرغل واللحم مع اليخن أو المحاشي وغير ذلك أما التحلية فتكون غالباً الرز بحليب أو النمورة أما إذا كانت مدة العرس يوم واحد فيجتمع أهل القرية مع بعضهم ويذبحون الذبائح ثم يقومون بطبخها وتقديمها للضيوفاللاذقية - محسن عمران 
التاريخ - 2016-03-20 9:25 AM المشاهدات 2657

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا