شبكة سورية الحدث


مسؤوليتنا معاً على الطريق

بضعة أيام تفصلنا عن استحقاق وطني في غاية الأهمية, يعرف السوريون أنهم في حالة من التجدد الدائم والحراك الذي يسبق كل الحراك الحكومي حقيقة,ولا نبالغ إذا ما قلنا أن الوعي المجتمعي الذي ظهر في هذه الحرب الضروس علينا, قد تفوّق على وعي كنا نتوقعه من الكثير من الجهات الإدارية والتنفيذية, وعي نلمسه أينما توجهنا وكيفما كانت المحطات التي يمكن للمرء أن يشير إليها.‏نعرف مثلاً أن التقصير موجود في أداء معظم من يستهلكون ساعات طويلة وهم ينظرون ويعرضون بطولاتهم الوهمية, هذا يتحدث لك عن الحرب وويلاتها, وما تركته على المقدرات الوطنية, وذاك من برجه العاجي أن كل شيء تحت الضبط, ويسانده آخر بالقول: إن ارتفاع سعر الصرف وهمي, والأمر سيعود إلى طبيعته, يضخ بالمزيد من الدولارات في السوق لتأخذها شركات الصرافة وتبدأ رحلة الارتفاع من جديد, فلا كيلو البطاطا الذي ارتفع من 175 إلى 220 ليرة سورية, بسعر وهمي, ولا السكر المخزّن وقد حلّق, ولا ارتفاع أسعار الكعك وبعض توابعه ولا ندري لماذا ارتفع, واقع مُر وصعب يعيه المواطن, ويعي أن تبريرات الحكومة والجهات المعنية ليست مقنعة أبداً, وهي كل مرة تخالف المنطق والواقع, ومع ذلك يأمل أن القادم أفضل وأجمل بفعل أن السوريين يبذلون الدم من أجل وطنهم, وأن التضحيات الكبرى تحتاج إلى حراك حقيقي., في مجلس الشعب القادم الذي يتنافس الكثيرون في الوصول إلى مقاعده, ونعرف أن البعض الذي استيقظ مؤخراً في هذا المجلس كان يمارس نوعاً من الدعاية الانتخابية, صحيح أن بعضهم أمضى أربع سنوات لم نسمع له صوتاً, وفجأة الآن في إعادة ترشيحه يقدم شعارات برّاقة ليست إلا بريقاً خلّبياً, فلو كان ينوي الفعل والعمل لإنجاز ذلك تحت قبة البرلمان, وعلى هذا يؤسس السوريون لوعي انتخابي مختلف كل الاختلاف عما كان, وأمامنا مرحلة إعادة البناء وترسيخ الانتصار وتجذيره فعلاً واقعاً ونبض حياة, نعرف أننا أمام خيارات كثيرة، ولن نكون إلا في صف الوطن ومن يبني ويرفع البنيان, أمام مجلس الشعب القادم مهمات جليلة لا يمكن أن تُنجز بمثل بعض من كانوا في المجلس السابق, وعلى أرض الواقع نحتاج إلى رقابة فاعلة تبتعد عن الكلام وتقترب من الفعل والواقع..‏ليس مهماً أن يطل الحاكم ويعلن أن السعر وهمي, ولا أن يقول الوزير الفلاني أننا نعمل ليلاً نهاراً, لا يهمنا ذلك ولا يقنعنا إلا ما يتحقق على أرض الواقع من ضبط حقيقي للأسعار وإنجازات نلمسها في حياتنا, فهل من المعقول مثلاً : أنه كلما ارتفع سعر الدولار ترتفع الأسعار حتى البقدونس, وما هو مكدّس ومخزّن في المستودعات, لنفترض أن سعر الصرف ارتفع أمس بزيادة خمسين ليرة, فهل استورد التاجر خلال ساعات من أوروبا أو غيرها بالدولار الذي ارتفع أم أن ما في مخازنه موجود ومستورد من شهور, فلماذا تسمح الجهات المعنية برفع الأسعار فوراً, وقد اعتدنا أن ما يرتفع لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه، فلو عاد الصرف إلى الخمسين ليرة سيقول التاجر ويسانده المسؤول : لقد اشترينا بالسعر المرتفع, وقس على ذلك, واقع قاس ومرٌّ يعرفه السوريون, ويعرفون أن البعض لا يغادر كرسيه ليطلع على نبض الشارع والحياة, وهم صابرون من أجل الوطن ومستقبله.. يحلمون بما هو قادم.. أمامهم استحقاق دستوري فعلي وفرصة للاختيار الذي يجب أن يكون واعياً, فاختيارنا اليوم هو مسؤوليتنا غداً, والصوت الذي نمنحه بغير مكانه أو لغير مستحقيه, هو وبال ومساهمة منا في زيادة واقع لا نريده , الاختيار الواعي مسؤوليتنا جميعاً, فلنكن معاً الصوت الذي يساند بندقية الحق ورجال الجيش العربي السوري.. وهذه مسؤوليتنا.‏ديب علي حسن
التاريخ - 2016-04-09 9:07 PM المشاهدات 615

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا