شبكة سورية الحدث


أزمات ترهق المواطن

يعاني المواطن السوري هذه الأيام - حتى في المناطق الأكثر أمناً وهدوءاً – من أزمات عديدة لم يسبق أن عاشها طيلة مدة الأزمة رغم الظروف الأمنية والعسكرية الأقسى التي مرّ بها الوطن  بسبب الإرهاب وداعميه.هذا المواطن يتساءل عن السر الكامن وراء تلك الأزمات في الوقت الذي يحقق فيه جيشه الوطني الانتصار تلو الانتصار على الإرهاب, وفي الوقت الذي يسمع فيه الوعود الحكومية بمعالجة الأسباب التي أدّت لحصولها دون تأخير!‏وإذا أردنا أن نذكر بعضاً من تلك الأزمات نبدأ من أزمة الكهرباء المتمثلة بزيادة ساعات التقنين في الليل والنهار بشكل كبير جداً ما انعكس سلباً على حياة المواطن  ومياه شربه وعمله وممتلكاته ودراسة أبنائه..مروراً بأزمة المحروقات وفي مقدمتها هذه الأيام أزمة مادة البنزين المتمثلة بطوابير السيارات المنتظرة لساعة أو ساعتين أو أكثر على محطات الوقود مع ما يرافق ذلك من فوضى وخلافات وشتائم وتأخير واحتكار والبيع بأسعار زائدة للبعض ..وليس انتهاء بأزمة فوضى الأسواق وارتفاع الأسعار المتتالي وغياب الرقابة وزيادة سعر صرف الدولار بشكل يومي ما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر في مجتمعنا وتلاشي الطبقة الوسطى شيئاً فشيئاً وتجميع الثروة بأيدي قلة قليلة من تجار الأزمة ..!‏إنّ هذا الواقع بنظرنا ونظر المواطنين بشكل عام يعود بالأساس للحرب العدوانية على بلدنا  لكن ثمة أسباباً أخرى أيضاً منها ضعف أداء الإدارة الاقتصادية والخدمية, وضعف التعاون والتنسيق بين الوزارات والجهات ذات العلاقة, والروتين القاتل الذي يحكم آليات العمل والمتابعة والمراقبة في الأداء الحكومي, والتقصير في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي مع روسيا وبعض الدول الحليفة بما يرتقي للتعاون السياسي إضافة للتأخير غير المبرر في التوجّه شرقاً ..الخ.‏وهنا نقول متسائلين:بعد خمس سنوات من التعامل مع آثار الحرب ومفاعيل الحصار الاقتصادي علينا ألا يفترض أن نكون وصلنا لمرحلة نمتلك فيها الخبرة والقدرة على برمجة وصول ناقلات النفط والفيول إلى ميناء بانياس وبالتالي عدم الوقوع في مطب نقص الفيول والمحروقات وحصول الأزمات المتعلقة بها؟.. ثمّ لماذا لا نكون أكثر وضوحاً وشفافية مع مواطنينا عند حصول أزمة في هذا القطاع أو ذاك ونتحدث لهم كحكومة عن الأسباب والإجراءات المتخذة بدل أن نتركهم للقيل والقال والتكهنات والاتهامات؟‏على أي حال نأمل أن تشهد الأيام القليلة القادمة معالجة إسعافية جيدة للأزمات القائمة.. وأن تشهد الأسابيع والشهور القادمة معالجة جذرية تمنع ظهورها مجدداً قدر الإمكان.‏الحدث - الثورة 
التاريخ - 2016-04-22 8:37 PM المشاهدات 543

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا