يستوطن الدولار أحاديث أهله وعقولهم فيرفع الشرق عقيرته: اللهم الذل والموت والدولار...!يتجول المستوطنون في باحات الأقصى، فيمتعض الشرق ويسأل الإله الذل للمعتدين.ويناقش الشرقي مع "اللاشرقيين" موضوع "الاستيطان" فيفترض وكأنه من البديهي والمتفق عليه أن هذا المصطلح يعني لكل الناس أمراً "مشيناً" ولا يحتاج لجهد كي ينبري السامعون أنى كانت مشاربهم لممارسة طقوس "التنديد" التي أدمنها هذا الشرق، واعتبر أن عبارات من قبيل الله يذله، الله يفرج... وكل "اللهمات" كافية للحصول على صكوك الغقران لدى الآلهة المختصة بتقبل الدعوات المرفوعة للأعلى والمشفوعة بالنوايا...وفق أصول رفع الكتب بالشرق وفق التسلسل..!لنتذكر أن الاستيطان أسلوب حياة مارسته القوى الغازية لقرون طويلة خلت لتقرن قوتها الاقتصادية والعسكرية بأحقيتها في التواجد البشري لبني جلدتها في الحصول على الأراضي. ومنها كانت ممارسات "الغربتلية" الذين يحلو لهم أن يسموا أنفسهم تارة غزاة أو فاتحين أو مبشرين أو بكل بساطة مستوطنين منذ القدم مروراً بعصور الانحطاط ووصولاً إلى العصور الأحط.كان الاستيطان سابقاً بلونين: منها باللون الأسود لتوطين العبيد المنتزعين عنوة من أرضهم. ومنها باللون الأبيض لتوطين البيض الراغبين في المزيد من القصور والفجور، بجهود النوع الأول من المستوطنين. وبلغت التناقضات ذروتها في بعض المراحل عندما وصل عدد البيض المستوطنين في هاييتي 30 ألفاً تقريباً مقابل 500 ألف عبداً قبل ثلاثة قرون في جزيرة كانت تؤمن لأوروبا ما يقارب نصف احتياجاتها الاستهلاكية من السكر والقهوة. وهكذا كان الاستيطان سبيل التوسع الذي بنيت عليه حضارة الغرب لقرون طويلة خلت إلى أن جاءهم الوحي ذات يوم وادعوا بأن الاستعباد أمر غير جيد فكانت محاولات (اللويسات: جميع لويس) استصدار قوانين رحيمة لصالح العبيد. ومحاولات الولايات المتحدة التي ادعت أنها ضد الاستعباد. فكان الحل برأي الأمريكيين بأن أفضل الحلول للعبيد الأفروأمريكيين هو بترحيلهم إلى ليبيريا التي جرى احتلالها من قبل الولايات المتحدة خصيصاً لغرض ترحيل العبيد إليها بإشراف شركة الاستيطان الأمريكية التي أنشأها مجموعة من البيض لهذا الغرض في 1816.ويثبت لمن يقرأ التاريخ أن النوايا الطيبة والدعوات لا تنفع مع من يرى في حقوق الإنسان حقوقاً لشعبه وحقاً على باقي الشعوب. والمنتصر دوماً هو من يعمل مع الجماعة بوضوح بالرؤية ومواظبة. وخير مثال هو أن الولايات عندا احتلت هاييتي ووضعت البنى "الشعبوية" اللازمة لتمرير القوانين المناسبة لها. حاولت تمرير قانون يسمح بتمليك الأجانب ولكن البرلمانيين حينها صدقوا اللعبة ورفضوا. فأقيلوا وطرح الموضوع على الاستفتاء وتم تمرير المطلوب بمشاركة أقل من 5% من الناخبين فقط. وكانت حجة الأمريكان أن 95% من الشعب الهاييتي أمي وجاهل ولا يعرف ما يصوت عليه. واعتبر الاستفتاء مستوفيا الشروط المقبولة أمريكياً..!في هذا الجليد العربي غير المسبوق، تظهر بعض مظاهر العز والكرامة والوقار برفع سكين أو أكثر في وجه صهيوني معتد، ولكن كما يبدو في ظل مؤسسات متخصصة بقلب الحقائق وتزويرها، ومؤسسات تهلل فقط لشجاعة أطفال رفضوا خنوع الاهل، سيبقى الصراع أليماً بين الدفاع بالنوايا و"اللهمات" ويخشى أن يكون تمهيداً لما حدث في قضايا استيطان قديمة لم يعد يذكرها من انصهروا فيها أو صاهروها أو......للحديث بقيةسورية الحدث - د. دريد درغام
التاريخ - 2016-04-24 10:58 PM المشاهدات 859
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا