ما هذا يا وزارة التربية السورية؟"... عنوان يحمل في طياته الكثير من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابة، استوقفنا خلال جولتنا الصباحية على أهم العناوين للصحف والمواقع الإلكترونية، هذا التساؤل جاء في تقرير على موقع لمركز "فيريل" للدراسات في برلين منتقداً بعض الكتب التي يتم تدريسها في المدارس بسورية التي تحمل بين صفحاتها العديد من الأخطاء,،عن قصد أو ربما غير قصد.وقد جاء في التقرير: "وجدنا أخطاء“مقصودة، نلفتُ فقط الانتباه لأمر بسيط، كمثال على عشرات الأخطاء، يبدأ في الصف الرابع الابتدائي /الأساسي/، بدرس عن "الفتح".."فتح العثمانيون القسطنطينية".. فتح العثمانيون بلاد البلقان، ورحّب بهم الأوروبيون!.. "صحيح وصادق هذا الكلام، والدليل شلالات الدماء وأكوام الرؤوس في اليونان وبلغاريا وصربيا ومقدونيا والجبل الأسود…"ويتابع المركز في تقريره "احتلال القسطنطينية وارتكاب المجازر فيها، وحرق كنائسها، واغتصاب نسائها من قبل أجداد الخليفة العثماني أردوغان، هو "فتح" والعثمانيون المجرمون "خلفاء فاتحون !" .ويضيف التقرير "كيف نلومُ جيلاً يعشق أن يكون عبداً ذليلاً للعثمانيين، وتحديدا لـ"لص حلب"، بعد خمس سنوات مما فعلهُ ذلك اللص من سرقة لمعامل حلب، وقتل للسوريين بكافة أديانهم، ودعم لقاطعي الرؤوس وآكلي الأكباد، بعد أن لفظه العالم واحتقرهُ، وبعد أن قال العالم كله عن أردوغان ديكتاتورا.. تسمي المناهج التربوية الحديثة احتلال القسطنطينية من قبل العثمانيين "فتحا مبيناً". وفي ختام التقرير، عبر كاتبه عن قناعته ان وزارة التربية سترصد مبلغا من المال لتعمل على تغيير مناهجها هذه، متابعاً "لا يا سادة، هذا ليس خطأ، هو أمر متعمّد، لكن شئتم أم أبيتم يا وزارة التربية، هو "غزو واحتلال القسطنطينية" والعثمانيون قتلة متخلفون شاربو دماء" . لم يقتصر النقد على "مركز فيريل" بل تعداه إلى دراسة لمدرس اللغة العربية في مديرية تربية دمشق الاستاذ نبيل أحمد صافية، الذي بدأ دراسته بالحديث عن المؤامرة على سورية التي تعرضت ولا تزال تتعرض لعدد كبير من المؤامرات المتتالية، التي لم تقتصر على حملات عسكرية أو إعلامية أو غيرها بل تخطى الأمر إلى عمق التربية .. إلى وزارة التربية. تغيير المناهج بحسب دراسة صافية كان جزءاً من تلك المؤامرة الخفية التي وجدت ضالتها لتعبّر عن تطلّعات الغرب والدّول الاستعماريّة في تغيير وعي أبناء سورية والجيل النّاشئ الجديد لخلق مفاهيم تربويّة لم يكن الشّارع السّوريّ ليألفها، الكاتب لم يكتفي بالنقد بل أورد عدة أمثلة لدعم دراسته بالأدلة التي وردت في عدد من الكتب منها التاريخ المعاصر والأدب العربي. ويضيف في دراسته أنّ النّصوص المدرجة في كتب اللغة العربيّة وخصوصاً في الصّفّ الثّالث الثّانويّ العام بفرعيه العلميّ والأدبيّ ما هي إلاَّ مثال تطبيقيّ عمليّ لتلك الآراء التي تدعو في غالبها إلى الثّورة والإشارات إلى بعض الحياة السّلبيّة لإسقاطها على الواقع السّوريّ الذي يعيش حالات مماثلة لما ورد من نصوص تنطبق عليها الحالة السّوريّة وما يعانيه أبناء سوريّة من واقع اجتماعيّ مرّ يماثل ما أشير إليه في النّصوص التي تمّ اختيارها ودراستها في منهاج الصّفّ الثّالث الثّانويّ لخلق جيل ناشئ يثير في نفسه أو وعيه العمل الثّوريّ والمواجهة. أما فيما يخص الشواهد التي أوردها من كتاب التاريخ المعاصر للصّفّ الثّالث الثّانويّ الأدبيّ التي جاءت بمجملها تصف ما حدث في المنطقة العربية على أنه احتجاجات شعبية تطالب بالإصلاح، يقول صافية أن كل ذلك وقعت نتيجة تآمر القوى الاستعماريّة ومخطّطات الولايات المتّحدة الأمريكيّة والكيان الصّهيونيّ تحت مسمّيات عديدة مختلفة على المنطقة العربيّة ، وقد أشارت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس غير مرّة إلى ما أطلقت عليه : " الرّبيع العربيّ أو الفوضى الخلاّقة أو الشّرق الأوسط الجديد " . نحن هنا لسنا بصدد توجيه الاتهام للقيمين على المناهج الدراسية وتطويرها في وزارة التربية، ولكن أردنا أن نسلط الضوء على بعض المفاصل في المناهج ربما كانت غافلة عن القيمين علّهم يلتفتون إليها ويولونها الاهتمام والعمل الجاد لتصحيحها.مواقع
التاريخ - 2016-07-31 10:32 AM المشاهدات 2632
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا