بقلم : خالد فهد حيدر
تشرين .. أكبر من حرب و أكثر من معركة كانت حرب حزيران 1967 أمرا مؤلما جدا لا للسوريين بل و للعرب و لحركة التحرر في العالم فالكيان الصهيوني اجتاح قطاع غزة و أكمل وصولا الى كامل سيناء و شمالا تابع سيره حتى اجتاح القنيطرة و أجهز على الضفة شرقا ليحقق بذلك نصرا كانت تأثيراته أوسع و أكبر بكثير من المساحة التي احتلها و غصبها جيش العدوان الصهيوني لقد اهتزت ثقة العربي عموما بنفسه و بات مسكونا بالعجز و عم اليأس الوطن العربي بأسره و على الصعيد الفلسطيني الذي كان قد بدأ عمله المسلح المنظم قبل سنوات دخل في مرحلة اهتزاز و انعدام الثقة بالقدرة على التحرير بعد لحظات اعتقد الفلسطيني و معه العرب عموما إن تحرير القدس على مرمى حجر و من هذه الأجواء يبرز دور الرئيس الخالد حافظ الأسد الذي آلمه ما حدث و بحكم موقعه آنذاك كقائد عسكري استطاع أن يخلق القدرة على التفكير من جديد بالقيام بشيء يمكّن العرب من إحياء فكرة القدرة على المواجهة و التحرير و عليه بدأ العمل بكل ثقة و بعقل أجاد بصناعة الفكرة و تنفيذها و ظل يعمل بجد و مثابرة و استطاع أولا خلق الظروف المناسبة في سورية لتحقيق ذلك فكانت الحركة التصحيحية في 16 تشرين 1970 و أن يصدر بيان ( القطرية المؤقتة ) الذي يمكن تصنيفه من أرقى ما عرفته النظم السياسية قي العالم الثالث حينها و الذي تتضمن بالدرجة الأولى ( العمل على تحرير الأراضي المغتصبة ) و انتقلت سورية و خاصة جيشها الباسل الى مرحلة جديدة استعدادا و تدريبا و استقداما للسلاح المتطور و تقدما على مستوى العلاقة مع مصر و التنسيق معها و تذليل كل العقبات من أجل خوض حرب / معركة تحرر الانسان والأرض و كان ذلك في السادس من تشرين 1973 حيث كانت ملحمة الانتصار على الخوف اولا و الاستعداد للمواجهة و التحرير و بدأت معركة النصر الأكيد و لكن المفاجأة بعد أيام من بدء الحرب و استغاثات ( الكيان الصهيوني و من خلفه ) بوقف القتال على الجبهة المصرية ليتبين ما كان السادات قد فكر و خطط له ( حرب تحريك ) و لكن القائد الخالد حافظ الأسد أيضا أفصح عن فكره و خططه بأن لا توقف للحرب و كان ذلك حيث لم تقنعه جميع المحاولات و الاغراءات و ليشعل الجبهة الشمالية من جديد و لتكون حرب استنزاف أبرزت سورية شعبا و جيشا وقائدا فاستحقوا احترام العالم بأسره و الأبرز و الأهم تمثل بأن بالانجاز الكبير الذي تتأسس عليه كل الانتصارات التي تلت الحرب و لتجعل من تشرين أكثر من حرب و أكبر من معركة فمنذ ذلك الوقت باتت فكرة أننا قادرون على اعلان الحرب و تحقيق الانتصارات و لكن يجب أن نذكر ايضا بأن الصهاينة وشركائهم في الغرب و عملائهم لطالما اشتغلوا على تقويض هذا الانتصار و ما يحدث الآن في سورية و ما حدث في المنطقة قبلا و عبر العقودالماضية يصب في ذات الخانة و ذلك بهدف العودة الى الخامس من حزيران 1967 لكنني يقينا أجزم بأن الجيش الذي حرر القنيطرة يوما ما زال يملك تلك العقيدة و تلك بالثقة بالنصر تحية الى تشرين و أبطال تشرين و الى روح القائد الخالد حافظ الأسد قائد و صانع أمجاد تشرين و الى الرئيس البطل بشار الأسد الذي يقاتل بتلك الروحية التي صنعت تشرين من أجل مجد الوطن و عزته
التاريخ - 2014-10-05 10:12 PM المشاهدات 1474
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا