شبكة سورية الحدث


لعبة أوباما والإرهاب.. وجهان لمشروع واحد..!؟

بقلم : عبد السلام حجاب كان محقاً وواضحاً، حين قال ناظر الخارجية الروسية الوزير لافروف: «إن زملاءنا الأمريكيين لديهم عادة التحدث بالنيابة عن الجميع، واستخلاص استنتاجات لا يشاطرهم فيها الكثيرون». لقد ألقى الرئيس الأمريكي أوباما باللوم على استخبارات بلاده، محملاً في الوقت ذاته مسؤولية سوء التقدير لإدارته السياسية والعسكرية، نظراً للإخفاق، حسب رأيه، بالتنبؤ بمخاطر توسع تنظيم «داعش» الإرهابي... وكأنه لم يعلن عن استراتيجية، ملغومة، مدعياً أنها للحرب على «داعش» الإرهابي، واستدعى لذلك قسراً، بصورة علنية أو لوظيفة لاحقة دولاً غربية وحكومات ممالك ومشيخات عربية، وجماعات إرهابية على اختلاف تسمياتها، ناهيك عن الكيان الإسرائيلي الذي يمثل قطب الرحى في استراتيجيته الخبيثة، وهوما بات يعرف «تحالف أوباما الدولي» مع استعصاء شكلاني، ناور بشأنه العثماني أردوغان، مقابل نزوله عن الشجرة التي صعد إليها، ويتعلق بالهلع الذي أحاق به وبحكومة حزبه بسبب الغضب الشعبي المتصاعد الرافض لسياساته الداعمة للإرهاب. كما يتعلق بتسلسل الأولويات فيما بين إستراتيجية أوباما وبين ما يريده العثماني أردوغان في سورية على ظهر الإرهاب، وهو ما جرى التوافق بشأنه فأعلن أردوغان انخراطه بالحلف!؟ ما يجعل المراقب السياسي أمام تساؤل مفاده: إذا كان العمى السياسي يؤدي إلى ارتكاب أخطاء وحماقات، كما يوقع بسوء التقدير، فهل هو العمى السياسي ذاته الذي يدفع لتشكيل تحالف عنوانه محاربة تنظيم داعش الإرهابي، في حين أن الوقائع تشي بأهداف خبيثة مضمرة وسيلتها إرهاب معد ومجهز، والبعض الآخر يجري إعداده بعد عملية توزيع الأدوار لتنفيذ مخطط مرسوم يستهدف سورية باعتبارها الحلقة المركزية في محور المقاومة والتصدي لمواجهة استكمال باقي الخطوات التنفيذية لما يسمى «مشروع الشرق الأوسط الجديد»!؟ وفي ضوء تصاعد مثل هذا الهيجان التآمري وألا يصبح من الضرورة التي تقتضيها المسؤولية الأخلاقية أن نسأل: هل هو الكذب أو النفاق أو السقوط في مستنقع الخداع الذي تفرضه ازدواجية المعايير عندما يتحدث أوباما وإدارته عن حقوق الإنسان والديمقراطية في وقت زحف فيه ملايين السوريين في داخل البلاد وخارجها، ليضعوا أصواتهم في الصندوق الانتخابي إلى جانب الرئيس بشار الأسد. إنها من دون شك شيزوفرينيا سياسية أصابت الرئيس أوباما بسبب الصمود السوري الذي أدى إلى تراكم الفشل، ما جعل الرئيس أوباما منفصلاً عن الواقع بشكل أكثر وضوحاً، باعتبار أن الأهم خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني، وربما لن يكون مكترثاً لو أن التاريخ سيشهد ذات يوم «على أن الذي أرسل الإنسان إلى الفضاء، إنما رأسه غارق في الوحل الأخلاقي»..!؟ لعله، بات منطقياً، تجاه المشهد السياسي الذي تخلط فيه أمريكا الأوراق، فأصبح العالم والمنطقة وخصوصاً في سورية وعلى حدودها الجغرافية، يراقب بتوجس وقلق، ما يجعل الاستنتاج، واقعياً، لجملة من الحقائق، ومنها. 1- تجاهل مقصود ومبرمج لقراري مجلس الأمن الدولي 2170 و2178 المتعلقين بمحاربة تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية الأخرى ومتدرجات هذين القرارين الملزمين...!؟ وبالتالي العمل مع الإرهابيين بتنوع أجنداتهم والدول الداعمة لهم، مع اختفاء مقصود وراء الزمن..!؟ 2- انتقال السياسة الأوبامية من أسلوب القيادة من الخلف إلى أسلوب الانخراط المباشر الذي يقود أطراف حلفه والأدوات الإرهابية، بغية ضبط حركة الجماعات الإرهابية تحسباً لخروج أحد منها عن السياق المحدد وهو ما أشار إليه الوزير كيري حين تحدث عن ضبط حركة الجميع ضمن إستراتيجية أوباما عبر عملية توزيع للأدوار كما قال!؟ 3- التزاوج الصريح مع الإرهاب والنوم معه في غرفة واحدة على قاعدة المصالح والأهداف التاكتيكية على الأقل، فلم تعد ازدواجية المعايير وسيلة ناجعة بعد إعلانه عن تبني إرهاب معتدل والدفع باتجاه إعداد وتسليح الإرهابيين سواء في السعودية التي فتحت خزائن المال وشرعت أراضيها كمعسكرات لتدريبهم وتسليحهم. أو سواء ما أعده العثماني أردوغان على الأراضي التركية!؟ وذلك بتجاهل للموقف الروسي الذي أعلنه لافروف حيث أكد (أن أي إجراءات أو خطوات يتم اتخاذها من أجل مكافحة ما يسمى «تنظيم داعش» الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، يجب أن يستند إلى القانون الدولي، وأن يتم بموافقة سلطات الدول التي تعاني من الخطر الإرهابي). 4- لابد من التذكير في هذا السياق بتصريحات كانت أدلت بها المندوبة الأمريكية السابقة في مجلس الأمن سوزان رايس على خلفية الفيتو المزدوج الروسي الصيني الثاني حين أعلنت أن بلادها قد تلجأ إلى العمل من خارج مجلس الأمن، ومن يراقب السياسة الأمريكية الحالية يتأكد له بوضوح أن أوباما يسعى في هذا الاتجاه، ولن يضيره أن يكون مع الإرهاب وجهان لمشروع واحد!؟ أو لم تكن رايس يومئذ ولا تزال في إدارة أوباما...!؟ وبوضوح، فإن أوباما لم يكن يوماً صادقاً والخلافات المتصاعدة قبيل الانتخابات المقبلة ليست بشأن الأهداف الإمبراطورية بل حول التاكتيكات المستخدمة. وإن الغرب الاستعماري منساق وبحماسة متفاوتة بحكم مصالحه الأنانية وإن ملوك وأمراء الممالك والمشيخات خاضعون لأحلام سوداء صنعها الخوف والحقد وتصفية الحسابات والاستسلام للحماية والوصاية الأمريكية، متناسين أن ذلك قد يصبح مجرد أوهام مريضة لحظة يتسع الخرق على الخارق وحينئذ فالخسارة من نصيبهم وحدهم!؟ ما من شك بأن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد إنما تبني رؤيتها السياسية وتقييمها لما يجري من إرهاب منظم تقوده دول وأطراف وتحالفات يديرها الرئيس الأمريكي أوباما، إنما تستند إلى فهم دقيق ومتوازن للواقع ومتغيراته، مدعم بقدرات ذاتية وطنية وحلف صامد متماسك عبرت عنه روسيا بكل وضوح، كما أعلنت عنه إيران بقوة وثبات سواء على الصعيد السياسي أم العملياتي بما يجعل خطط وبرامج تحالف أوباما على مفترق طرق حاسم، والاتجاه الأسلم هو إعادة النظر والحسابات باعتبار أن ارتكاب أي حماقة لن تكون خياراً صائباً إن لم تكن خياراً من دماء ولن تمنعه الجغرافيا، وبديهي أنه لولا الحق وبيانه لانتشى الظالم بطغيانه وهو ما يؤكده السوريون بصمودهم وتضحيات جيشهم الباسل.
التاريخ - 2014-10-13 6:41 AM المشاهدات 1461

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا