محمد الحلبي – رولا نويساتي شهدت أسواق دمشق أسبوع العيد حراكاً جيداً على غير السنوات الماضية، وتحديداً منذ أن اندلعت الأزمة عام 2011، وربما كان للانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري، وتنقل السيد الرئيس بشار الأسد في القرى وأرياف محافظة حماه وعيادته للكثير من المنازل وخاصة منازل الشهداء والجرحى صبيحة أول أيام العيد صدىً طيباً بين المواطنين، وبشارة سارة لهم في هذا العيد أن بوادر الفرج ونهاية الأزمة قد لاحت في الأفق، فامتلأت المطاعم والمقاهي وساحات العيد بصخب الناس والأطفال، وعادت الحياة إلى الكثير من المنتزهات والمطاعم بقوة وبشهادة أصحابها.. شبكة سورية الحدث الإخبارية كان لها وقفة في العيد مع الناس.. فكان لنا التحقيق التالي:من قلب العيدخصَّصت محافظة دمشق بعض الساحات العامة لتنصب فيها ألعاب العيد من أراجيح وغيرها ومنعتها في ساحاتٍ أخرى، لكن هذا الإجراء لم يمنع الأهالي من اصطحاب أبناءهم إلى أماكن الألعاب تلك كل حسب استطاعته، فمن وجد نفسه في بحبوحة كانت وجهته صوب المولات والسنترات، ومن وجد تلك الأماكن تفوق ميزانيته اتجه نحو الساحات العامة التي خصصتها محافظة دمشق لهذه الغاية كما أسلفنا..وقد بدأنا جولتنا من إحدى ساحات العيد العامة وتحديداً من ساحة الأشمر في حي الزاهرة القديمة، حيث كانت أقدام الأطفال تتراكض هنا وهناك..السيد (أبو طلال) الذي كان يصطحب أولاده تحدث عن أجواء العيد في هذا العام فقال: لهذا العيد نكهة خاصة غابت عنا منذ عدة سنوات، فعاد الأمان إلى قلوبنا نوعاً ما وارتسمت الضحكات على وجوه أطفالنا من جديد، لكن يبقى هناك غصة في الصدور على أرواحٍ غادرتنا كي نعيش نحن هذه اللحظة..فيما قالت السيدة (آلاء) أن هذا العيد أعاد إلى ذاكرتنا عيد أيام زمان حيث الزيارات العائلية والرحلات السياحية إلى الساحل السوري أو إلى لبنان في عطلة العيد.. وأضافت السيدة (آلاء) أن أسعار الألعاب والمطاعم والمقاهي مرتفعة نوعاً ما عما كانت عليه قبل العيد، لكنها تبقى في الحدود المعقولة ضمن الأحياء الشعبية..انتقلنا إلى مكان آخر وتحديداً الشام سنتر.. في العموم ألوان البهجة لا تختلف كثيراً عن ساحات العيد سابقة الذكر، لكن أسعار الألعاب هنا تفوق سابقتها بكثير، إذ لا يوجد رقابة مفروضة على الأسعار ويُترك تقدير أجرة اللعبة إلى المستثمر، حيث تتراوح أسعار الألعاب من 400 ليرة سورية إلى 1200 ليرة سورية للعبة الواحدة، ومع هذا تجد الأقدام تتزاحم في تلك المولات هرباً من واقع فرض نفسه لسنوات..أنا موظف.. ومع هذا قررت اصطحاب أبنائي إلى هذا المول مهما كلفني الثمن.. بهذه الكلمات بادرنا السيد (أبو رامي) الحديث قبل أن يضيف: ضحكة أبنائي بعد أن فقدنا شقيقهم الأكبر شهيداً منذ سنوات لا تقدر بثمن، وقدومنا اليوم إلى هذا المول بمثابة مكافأة لهم على اجتهادهم في مدارسهم ونجاحهم إلى الصفوف الأعلى بدرجاتٍ جيدة..ماذا عن المطاعم والمقاهي؟..أما على صعيد المقاهي والمطاعم فهي لا تختلف عن سابقاتها.. طاولات مليئة بالزبائن وأنواع الأطعمة تفترش الطاولات، والأراكيل تملأ المكان بروائح المعسل المختلفة.. إنها طقوس العيد التي ربما نحن بحاجة إليها كي ننسى المآسي التي ألمت بنا سبع سنوات..يقول (أبو رائد) رب أسرة التقينا به في أحد المطاعم.. كل شيء متوفر والناس ملَّت وسئمت من الأحزان، لهذا تجد المطاعم والمنتزهات قد امتلأت عن بكرة أبيها، لكن هناك همسة عتب على مديرية حماية المستهلك التي سجلت غيابها أيام العيد وتقاعست عن مراقبة الأسعار، فهل يعقل أن كيلو لحم الكباب بـ12500 ليرة سورية وكيلو الشيش بـ7000 ليرة سورية، وقس باقي السلع على ذلك..السيد (أبو جواد) صاحب أحد المطاعم قال: حقيقةً غابت عنا أجواء هذا العيد الذي نعيشه اليوم منذ سنوات، حيث يشهد هذا العيد حركةً غير مسبوقة، وازدحام كبير على المطاعم والمقاهي، وأنا أُقر بارتفاع أسعار بعض الأصناف بسبب ارتفاع أسعارها من مصدرها وزيادة الطلب عليها في هذه الايام كاللحوم الحمراء والبيضاء على حدٍ سواء، ناهيك عن ارتفاع أجور اليد العاملة في أيام العيد، حيث يتقاضى العامل ضعف أجرته المعتادة التي يتقاضاها في الأيام العادية كونه يُعتبر عملاً إضافياً..هذا ويذكر أن السيد وزير السياحة المهندس بشر اليازجي قد قام في العيد بجولة على المناطق السياحية والمطاعم والمقاهي وتحديداً في منطقة بلودان، واطلع على واقع العمل فيها، واستمع إلى آراء الناس عن عودة هذه المنطقة السياحية إلى العمل من جديد، وقد أعرب الوزير اليازجي عن سعادته بعودة الألق السياحي لمدينة بلودان وكثافة الزوار فيها، الأمر الذي يشجع على إقلاع المشاريع الاستثمارية، لافتاً إلى ازدياد عدد المنشآت السياحية التي عادت للخدمة بعد تأهيلها وتذليل الصعوبات التي تعترض سير عملها بهدف إنعاش القطاع السياحي ضمن الإمكانيات المتاحة، ودعا اليازجي إلى الإسراع بعملية ترميم المنشآت المتضررة المتبقية وإجراء عمليات الصيانة لساحة بلودان موضحاً أن الكثير من المصايف والمواقع السياحية عادت خلال الآونة الأخيرة إلى العمل “بقوة” ما يشجع المغتربين والمستثمرين والسياحة الداخلية.عودة عبق الياسمينضحكات الأطفال في العيد لا تُقدَّر بثمن، ولا يخفَ عن أحد التضحيات الجسام التي بُذلت حتى عادت تلك الضحكة إلى الوجوه كما عهدناها في الزمن الغابر، فتحيَّة إلى الأرواح الطاهرة والدماء الزكية التي دفعت الثمن غالياً لإعادة تلك الضحكات إلى الوجوه، وتحية إلى الخنساوات اللواتي ولدن تلك الأرواح وزرعن فيها حب التضحية والوفاء، والشفاء العاجل لجرحى هذا الوطن، وتحية إكبار وإجلال لسيد الوطن الدكتور بشار الأسد.. وكل عام وأنتم والوطن بخير ...
التاريخ - 2017-07-03 12:53 PM المشاهدات 3497
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا