شبكة سورية الحدث


التقشف أحد طرق الخروج من الكساد لكن نتائجه ليست "شعبوية"

الصين: حرب "الأفيون" المضادة.... الحلقة 6 بقلم الدكتور ..دريد درغام التقشف أحد طرق الخروج من الكساد لكن نتائجه ليست "شعبوية". قدم التيسير الكمي حلاً لإبعاد آلام التقشف المطلوب من الولايات المتحدة للخروج من مأزق إفلاسات موجعة. مقارنة بنموذج LTCM الذي شرحناه سابقاً نجد أن فرقه عن التيسير بنقص السيولة دولياص مما جعل التيسير الكمي نعمةً لأمريكا عموماً حيث تم تسديد التكاليف على حساب قيمة مدخرات البشر والمؤسسات والحكومات ممن لم يجدوا أفضل من مصارف أمريكا وسنداتها لتوظيف مدخراتهم! بالنتيجة تمحورت التطورات الأخيرة حول منطلقات عدة من أهمها: • رغم سياسة تخفيض الفائدة إلى الصفر تقريبا جرى تكافل اجتماعي "قسري" غير مسبوق من قبل الفئات المتوسطة والفقيرة داخل وخارج أمريكا لإنقاذها. • رغم استخدام العرب للنفط سلاحاً بالسبعينيات حصد الغرب النتيجة النهائية. من جديد يستخدم النفط سلاحاً للتحكم في مقدرات روسيا وفريقها "المشاكس" (إيران، فنزويلا..). ونتيجة زيادة الإنتاج النفطي مع تخفيض أسعاره ستحقق مآرب اقتصادية للغرب ومكاسب جيوسياسية أيضاً (تعتقد دول النفط انها شريكة بها). • رغم إنشاء الاتحاد الأوروبي بنسخه المختلفة، لم تنجح اوروبا بصقل كيان سياسي موحد وبقيت الهوية الجامعة في فضاء اقتصادي تعصف به أزمات حاده (صعود تيارات اليمين ذو النزعة الانفصالية). • مشكلة العالم الحالي كما قال كيسنجر في صراع الدول القومية المتشبثة بحدودها (على الأقل) وأنصار العولمة الاقتصادية الرافضين للحدود المعيقة لما يعتبرونه مناسباً "لهم" حيث يستمر الغرب بسياساته الحمائية ويستهجنها في العالم النامي! • يتزايد إنتاج الصين من الذهب ويفيض عن مستوى الاستهلاك (والفائض ملحوظ أيضا بالميزان التجاري). يقود ذلك إلى جملة تساؤلات: o بغياب مرجعية استقرار العملات العالمية (ين ويورو ودولار وجنيه) وتفاقم تواتر وحجم الأزمات، لا بد من حلول دولية جذرية لتوظيف مستقر للفوائض ومنع طغيان الاستثمار المالي على الحقيقي. o تعاظم إنتاج الذهب والاحتياطات ييزيد من بطاقات الصين الرابحة بانتظار اللحظة المناسبة للمراهنة على طاولة "الكبار". o في الوقت ذاته كلما ترافق الإنتاج المتزايد مع قدرة شرائية دولية أقل ستتناقص أسعار الذهب مما يستدعي البحث عن معايير أكثر استقراراً. o ما زال عدد براءات الاختراع الصينية منخفضاً ومستوياتها التقنية ضحلة مقارنة بباقي الدول (باعتراف الرئيس الصيني). في عام 2013 سجل الصينيون حوالي 6700 ابتكاراً (12 ألف لتايوان و54 ألف لليابان و3 أضعاف للولايات التي حققت نصف ابتكارات العالم المسجلة تقريباً). o إن كان اعتماد الغرب على الأفيون في استرجاع المعادن الثمينة من الصين شرارة الغزو الذي مهد لاحقاً لاتفاقية تأجير هونغ كونغ بمساحاتها الموسعة، فإن الصين تكوم الأرصدة والذهب عبر تنافسية منتجاتها وتقوية نقص الابتكارات بشرائها إضافة إلى الغزو الاقتصادي الملحوظ عبر الاستحواذ والإغراق بما يشبه حرب "أفيون مضادة" على الطريقة الصينية. وإن كانت الولايات المتحدة قادرة على الانغلاق بسهولة نسبية فإن الوضع شديد الصعوبة على كل من أوروبا (إن لم ترفع عتبة التقشف من جهة وتقلد الاقتصاد الاسكندينافي في العدالة الاجتماعية من جهة أخرى) والعالم النامي (إن استمر إصراره على تمجيد السلف على حساب الخلف واعتبار أي فعل ماض أفضل من المضارع)
التاريخ - 2014-11-16 2:01 AM المشاهدات 1111

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا