شبكة سورية الحدث


يريدون إخضاعنا...

يريدون إخضاعنا... بقلم: د. بسام أبو عبد الله لم يتأخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إثر مغادرته قمة العشرين دون توقيع بيانها الختامي في الرد على الولايات المتحدة بالقول أمام منظمات شعبية روسية: «إن الأميركيين لا يريدون إذلالنا... بل يريدون إخضاعنا، وحل مشاكلهم على حسابنا». ليضيف قائلاً: «لم يتمكن أحدٌ في التاريخ من تحقيق هذا مع روسيا، ولا أحد سيمكنه عمل ذلك على الإطلاق».. لقد وصف الرئيس بوتين الحال فيما يتعلق بأهداف أميركا، وحلفائها الغربيين تجاه روسيا، وهي الدولة العظمى، فماذا يمكن أن نتحدث نحن في سورية تجاه أهداف نفس المعسكر نحو بلدنا، وشعبنا، وحضارتنا!! لم يعد بإمكان القاصي والداني إنكار أن ما يجري ضد سورية- وشعبها هو حرب إرهابية عالمية قادتها منظومة إجرامية دولية تضم دولاً، ومؤسسات، وأفراداً ينتمون إلى أكثر من (80) جنسية في العالم في ظاهرة لم تعهدها الشعوب والأمم، والحضارات سابقاً، إذ قامت هذه المنظومة الإجرامية بإرسال عشرات الآلاف من المعتوهين، والقتلة، والمجرمين، إلى سورية تحت شعار (الجهاد) من أجل ممارسة فنون التعذيب، والتدمير، والتفجير، وأكل الأكباد، والسبي، وتجارة الأعضاء، والاغتصاب، وتدمير البنى التحتية، وسرقة الثروات الوطنية، ونهب الآثار والتراث الحضاري لسورية. وقد شارك هؤلاء القتلة والمجرمون، شركاء لهم في سورية يحملون نفس الصفات الإجرامية، فمارسوا تحت عنوان (ثورة مزعومة) كل موبقات الأرض من النهب إلى السلب، فالاغتصاب، وصولاً إلى التآمر مع أعداء سورية –واعتبار ذلك مشروعاً، والخيانة حلالاً، حتى لو وصل الأمر إلى زيارة تل أبيب، ومن ثم الحج إلى بيت الله الحرام، ففي زمن (الثورات) التي يقودها آل سعود- وغلمان الخليج كل شيء مباح حتى الصلب، والنحر، وتعليق البشر على أعواد المشانق في وضح النهار- وفقاً لعقيدة داعش، وآل سعود... ساذج من يناقش الحرب على سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات ونيف من باب الجدل الفارغ حول الإصلاح السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي وتافه من لا يزال يعتقد أن قلق أردوغان، وداود أوغلو ناجم من خوفه على السوريين، ومستقبلهم وحرصه على معايير الديمقراطية، والحريات، وواهم من لديه شك في أن ما نُفذ ضد سورية وشعبها طوال هذه المدة سببه تصلب الدولة السورية وعدم مرونتها في السعي لما يسمونه (حلاً سياسياً)، على حين أن المطلوب في النهاية (حل عسكري) مع منظومة الإجرام الدولية هذه... والتي أصبح صانعوها أكثر اقتناعاً أنه لا حل معها إلا القوة، والقوة فقط، وأن الصراع القائم ليس بين ديكتاتورية، وشعب طامح للحرية، وإنما بين الوحشية، والحضارة الإنسانية (حسب توصيف جون كيري- وزير خارجية أميركا) الذي ادعى هو، ورئيسه أوباما عكس ذلك تماماً لسنوات مضت. وإذا كان الجدل حول هذه المسائل يبدو بدهياً بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على هذه الحرب الإجرامية، فإن قائد داعش في المنطقة رجب طيب أردوغان، ونائبه في التنظيم أحمد داود أوغلو ما يزالان يعيشان أوهاماً- وأحلاماً بتغير موازين القوى لمصلحة منظومة الإجرام الدولية التي ساهما في تأسيسها، وتنظيمها، ودعمها، واحتضانها، حتى إنهما ما يزالان يكرران تصريحات- وخزعبلات تدل على الانفصال عن الواقع، والعيش في قوقعة «العثمانية الجديدة» التي أسقطتها سورية بصمودها الأسطوري، وتدحرجت في العالم العربي لتبقى ذكرى من الماضي الأسود- كما هو حال العثمانية القديمة. - إن مراجعة سريعة لدور سورية في المنطقة، ومواقفها القومية والوطنية، وشبكة تحالفاتها، ودعمها المعلن للمقاومة، وحركاتها في العالم العربي، وتبنيها لسياسة خارجية مستقلة تقوم على قرار وطني نابع من إرادة شعبها المقاوم، تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الهدف الحقيقي لاستهداف سورية بهذه الطريقة الإجرامية هو إخضاعها ومحاولة إذلال شعبها عبر الإجرام، والإرهاب، والحصار، والتجويع وهي أدوات أسقطها الجيش والشعب والقيادة. - كلام الرئيس بوتين حول محاولات إذلال، وإخضاع روسيا، وعدم تمكن أحد على الإطلاق من فعل ذلك، يؤشر إلى أن الهدف الأساسي لمنظومة الهيمنة والإجرام الدولية إخضاع وإذلال كل الشعوب، والدول التي تجمعها قواسم مشتركة في المبادئ، والأهداف، والجذور الحضارية والتطلعات لعالم أكثر عدالة، وتوازناً، ورفضاً لأساليب الهيمنة والإخضاع، والإذلال. - شعب سورية، وجيشها، وقائدها دفع ثمناً غالياً، وكبيراً من دماء شهدائه، وآلام جرحاه، ودموع أبنائه، وصبره، وإيمانه وتمسكه بكرامته، فكانت رسالته واضحة لكل العالم: «لن نخضع، ولن نُذل.. وببساطة سوف ننتصر...»
التاريخ - 2014-11-20 2:12 AM المشاهدات 773

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا