شبكة سورية الحدث


كسب حكاية تاريخ ومجازر تحمل رائحة الدم التركي

كسب حكاية تاريخ ومجازر تحمل رائحة الدم التركي ....بقلم حسين مرتضى ما إن يسمع أي سوري باسم بلدة “كَسَب”، حتى يستذكر جمال الطبيعة فيها، وهوائها العليل، إلا أن ذلك لم يدم، ففي الايام الماضية، استحوذ اسم “كَسَب” على اهتمام وسائل الاعلام بعد ان تسللت المجموعات المسلحة اليها في محاولة لارتكاب مجزرة جديدة في تلك البلدة الحدودية الواقعة شمال غرب سوريا على سفوح جبل الأقرع والتي يقطنها الأرمن حيث انها بلدة أرمنية تاريخياً. هذه البلدة يعود اسمها إلى الكلمة اللاتينية Casa Bella وتعني البلدة الجميلة، ويسكنها 3.500 نسمة، وتبعد 65 كم عن اللاذقية و3 كم عن الحدود التركية، تلك البلدة تختزن في ذاكرتها بالاضافة الى الطبيعة الجغرافية الجميلة، ايضاً مآسي متعلقة بالارمن، ففي سنة 1909 قام الأتراك بغزو البلدة من الحدود الشرقيةوارتكبت مجزرة بحقهم في عام 1915، وعاودت القوات التركية اجتياحها عام 1938 وضمها الى تركيا. وأُعيدت أجزاء كبيرة من “كَسَب” الى سوريا بعد ان تمّ سلخها عنها بفضل موقف اساقفتها وغالبية سكانها الارمن في حين بقي قسم آخر من اراضيها تحت السيطرة التركية. في هذه الاثناء، لجأ ما تبقى من الأرمن في تركيا الى سوية بعد ان قرروا الهرب بحثا عن مكان آمن، حيث استقر غالبيتهم في حلب و”كَسَب” على الساحل السوري والباقي في الجزيرة شمال سورية ودمشق. ووفق الاحصاءات الاولية، فان عدد المواطنين الارمن في سورية يتجاوز 100 ألف مواطن، لكن جميعهم يحملون الجنسية السورية ويتمتعون بكافة حقوقهم، بالاضافة الى انهم مكون اساسي من النسيج الاجتماعي والثقافي السوري. مع بداية الحرب على سورية بدأت المجموعات المسلحة استهداف الارمن في حلب، وبشكل فردي، وقاموا بحرق عدة كنائس من اهمها كنيسة سانت كيفورك في مطلع العام 2013، ولم يقتصر هذا الاعتداء على حلب، بل امتد لعدة مناطق في دير الزور والرقة، إلى ان دخلت مجموعات النصرة الى ريف اللاذقية الشمالي، والذي ترافق مع تفجيرين وقعا في حي الارمن في حمص، ما جعل ذاكرة الارمن تعاود الانتعاش وتستحضر مآسي التهجير والمجازر في عام 1915 وما بعدها وبالطبع كل ذلك بغطاء تركي. كسب حكاية تاريخ ومجازر تحمل رائحة الدم التركي إن هجوم المجموعات المسلحة على “كَسَب”، خلف مآساة انسانية تسببت بخطف اكثر من 60 مدنياً ومقتل اكثر من 80 اخرين، بينما هجر اكثر من 700 عائلة، من بلدات السمرا والنبعين وعين المر وعين الدلبة والشجرة واسكوران وهذه البلدات ذات الاغلبية الارمنية، حيث تمت استضافتهم في مبنى الكيدون في اللاذقية. يشار إلى أن الامر لم يتوقف عند “كَسَب”، بل شهدت بلدة مركدة ذات الأغلبية الأرمنية والواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب الحسكة، مجزرة اخرى وهجوما اخر، من قبل المجموعات المسلحة التابعة لداعش والنصرة، كون البلدة يوجد فيها ضريح رمزي في أحد المواقع التي شهدت عملية تصفية للأرمن من قبل العسكر التركي. على أن الهدف الحقيقي من دخول تلك المجموعات المسلحة لبلدة “كَسَب” وما حولها، هو ارتكاب مجزرة جديدة، فالمراقب للعمليات العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي يعرف تماماً أن المجموعات المسلحة ليست بحاجة لمعبر حدودي مع تركيا، فالجيش التركي الذي سهل دخولهم الى “كَسَب” والقرى ذات الاغلبية الارمنية في محيطها، يفتح لهم كل الطرق على الحدود، وهذا الدخول لتلك القرى لم يكن ليحصل لولا التدخل المباشر للجيش التركي بعمليات الاسناد الناري والتدخل العسكري المباشر، وتعاون واضح للمخابرات والجيش التركي، مع المجموعات المسلحة، كون المسلحين نفذوا مجازر بشعة سابقا في نفس المحيط الجغراقي وبتحريض تركي. ولا يمكن التغاضي عن التناغم السعودي ـ التركي على تغيير الخارطة الديمغرافية، خدمة للمشروع الامريكي في المنطقة، وان تلك المجموعات تقوم بتنفيذ تلك المجازر بتغطية سياسية وعسكرية تركيةـ سعودية ـ قطرية ـ امريكية، يراد بها اعادة انتشار جغرافيا وتفريغ المنطقة من عدة قوميات تشكل النسيج الوطني السوري. الحدث - العهد
التاريخ - 2014-04-02 4:35 AM المشاهدات 1803

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا