خاص حوار محمد الحلبي – رولا نويساتي تضرر قطاع التعليم كغيره من القطاعات والمؤسسات الحكومية، ولعله كان الهدف الأول الذي ركزت عليه العصابات الإرهابية لما له من دورٍ هامٍ وحيوي في بث الوعي وفضح المخططات الإرهابية التي تُحاك للبلاد، وبعد سبعٍ عجاف لا بد لنا من الوقوف على واقع هذه المؤسسات التربوية والتعليمة، وتسليط الضوء على الخطط الحالية والمستقبلية لترميم وإعادة إحياء ما دمرته آلة الحرب على مدار السنوات الماضية، ولهذا التقينا مع السيد محمد خير شمس الدين عضو المكتب التنفيذي لقطاع التربية في محافظة ريف دمشق، وكان لنا الحوار التالي الذي بدأه بالترحم على أرواح شهداء الوطن وشهداء قطاع التعليم الذي قدم 75 عاملاً ومدرساً، و328 طالباً في قطاع تربية ريف دمشق طيبوا أرض الوطن بدمائهم الطاهرة..السؤال الأول : حبذا لو تحدثنا عن آلية عمل ومهام المكتب التنفيذي لقطاع التربية؟حسب قانون الإدارة المحلية يتم انتخاب المكاتب التنفيذية ومنها المكتب التنفيذي لقطاع التربية، وعضو المكتب التنفيذي لهذا القطاع يقوم بالإشراف على عمل مديرية التربية في المحافظة، ومتابعة كافة الأمور المتعلقة بها، ويقوم باتخاذ القرارات حول الأعمال التي تقوم بها التربية ولا سيما في مجال بناء المدارس وإعادة تأهيلها، وهناك حقيقةً خطط مدرسية توضع سنوياً لبناء وتأهيل وصيانة المدارس وخاصةً تلك التي كانت تقع في المناطق التي خضعت لسيطرة العصابات الإرهابية والتي تم تحريرها بأيدي رجال الجيش العربي السوري إيذاناً لعودة الروح إليها، وهذه الاجتماعات التي تتم بغية تنفيذ ما ذكرناه آنفاً يترأسها عضو المكتب التنفيذي إلى جانب مندوبين من قطاع التربية، وكل إضبارة مشروع لا بد لها من الحصول على تأشيرة المكتب التنفيذي حتى تصبح نافذة..السؤال الثاني : ماذا قدمت التربية لطلاب المناطق الساخنة خلال الأعوام الدراسية الماضية؟لقد استطعنا خلال السنوات الماضية أن نشرف على تعليم أبنائنا ضمن تلك المناطق، وعملنا على إخراج طلابنا منها، وأقصد هنا طلاب الشهادتين.. شهادة التعليم الأساسي وشهادة الثانوية بكافة فروعها من أجل تقديم امتحاناتهم ضمن المدارس في المناطق الآمنة، وقد تم إحاطتهم بكل رعاية وعناية وتأمين المناخ المناسب لراحتهم وكل ذلك على نفقة محافظة ريف دمشق، وقد قدمت سلة غذائية لكل طالب قبل إعادته إلى مدينته..السؤال الثالث : كيف تمَّ التواصل مع مدرسي وطلاب المناطق الساخنة؟لقد تم ذلك عن طريق منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، حيث قمنا بإرسال الكتب والحقائب المدرسية وبذل جهود مضاعفة لبقاء الحياة ضمن تلك المدارس، مع الحفاظ على الكادر التدريسي فيها الذي يتبع لوزارة التربية السورية.. ويحضرني القول هنا أن رواتب المدرسين في تلك المناطق لم تنقطع، ونحن مسرورين بعودتهم لحضن الوطن، وأقصد هنا المناطق المحررة التي أعيد لها الأمان بسواعد أبطالنا..السؤال الرابع : أثير جدل كبير هذا العام حول المناهج الدراسية في ظاهرة لم يسبق لها مثيل.. ما هي رؤيتكم حول هذه المناهج؟ هذه المناهج تتبع لخطط وزارة التربية وأعتقد لو أن الأمور بقيت على حالها (أي على المناهج القديمة) لكان ذلك أفضل لنا في الوقت الحالي، فتطوير المناهج جاء لمعاصرة الوقت الذي نعيشه، وبما يتناسب مع الوقت الحالي.. نعم ربما كان هناك هفوات لكن أعتقد أنه سيتم تلافيها في الأعوام المقبلة، وبطبيعة الحال لا يوجد هناك كتاب يخلو من أخطاء في طبعاته الأولى مهما كان نهجه، ويتم تلافي وتصويب الأخطاء في الطبعات اللاحقة..السؤال الخامس : حبذا لو تحدثنا عن عمل المكتب التنفيذي حيال المدارس الخاصة، وأين أنتم من الرسوم الخيالية التي يتقاضاها أصحاب تلك المدارس؟بدايةً يحق لأي إنسان يحمل شهادة جامعية حسب المرسوم 55/ لعام 2004 أن يحصل على ترخيص مؤسسة تعليمية في حال استكماله للإجراءات المطلوبة، وهذا الموضوع يتم الإشراف عليه من قبل التربية والمحافظة على حدٍ سواء، بالإضافة إلى مصادقة المكتب التنفيذي عليه، وبعدها يتم افتتاح المؤسسة التعليمية.. أما بالنسبة للرسوم المستوفاة مقابل تسجيل الطلاب فهي تخضع لإشراف وزارة التربية، حيث تتم مراقبة الرسوم والأقساط من قبلها، وهناك صندوق شكاوي في الوزارة باستطاعة أي مواطن تقديم أي شكوى في حال شعر أن هناك تجاوزات ارتكبت بحقه..السؤال السادس : عمل التربية كمؤسسة تعليمية في الأزمة يختلف عن عملها فيما بعدها.. ما هي خطة عملكم للسنوات الأولى بعد الأزمة؟نحن حالياً على أبواب مرحلة إعادة الإعمار في بلدنا، وقطاع التربية والتعليم هو أحد أهم القطاعات الحيوية التي يجب رفع سويتها والاهتمام بها، وحقيقةً هناك اهتمام كبير وواسع من قِبل القيادات العليا في البلاد لهذا القطاع لأنه يلعب دوراً هاماً في بناء جيل قادر وواعي لقضاياه، ونحن بدأنا فعلاً بإعادة بناء وترميم وتأهيل العديد من المدارس، وقطاع التربية في محافظة دمشق ينضوي تحت لوائه 1358 مدرسة بقي منها 519 مدرسة غير متضررة، و398 مدرسة متضررة جزئياً وهي مستمرة في العمل ويتم إعادة تأهيلها لتعود كما كانت عليه، فيكون لدينا 917 مدرسة مستثمرة، أما المدارس التي تضررت كلياً فبلغ عددها 93 مدرسة يُضاف إليها 324 مدرسة في المناطق التي يصعب الوصول إليها و14 مدرسة تم إعدادها كدور إيواء للعائلات المهجرة، وبالمجمل يكون لدينا 441 مدرسة متضررة.. والحديث دائماً عن مدارس محافظة ريف دمشق..كلمة أخيرةشكراً لكما وشكراً لشبكة سورية الحدث على هذا اللقاء، وأتمنى لكم التوفيق..
التاريخ - 2017-10-14 10:15 AM المشاهدات 5134
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا