شبكة سورية الحدث


الكاتبة سميرة عواد.. الأدب مهنة الفقراء

الكاتبة سميرة عواد.. الأدب مهنة الفقراء

سورية الحدث  
حاورها: أندريه ديب 

الكلام مكرور.كان الأدب حرفة القديسين واليوم أصبح مهنة الفقراء والمفلسين، الحقيقة أننا نكتب ..ونكتب..ولا شيء ينشر أو يقرأ! متلازمة الحبر بحاجة إلى صبر الأمهات، وعقلانية الآباء. والكتابة فعل لا ينتهي لأنه ،تعبير عن الذات، والذات الأخرى؟ 
بهذه الكلمات بدأت سميرة عواد حديثها عن الكتابة ورحلتها مع القلم والورق.
تقول: لكل مبدع بصمته الخاصة، وبحر الحبر يتسع للجميع، طوبى للناجين الذين امتلكوا شرعية الكتابة، وكما هو معروف الأدب بنيان، على بنيان ومدارس كما الحب وبعض الكتاب كلما حاولوا أن يكونوا تلقائيين، بدوا  متكلفين! 
الكتاب كثر..والمبدعين نادرين؟ فالإبداع في جوهره انتقام جميل، من واقع مشوه وقبيح وفعل يجمع بين الرقة والحكمة والعدالة،  وليس الكاتب وحده الناطق الرسمي بلسان البشرية، ثمة تيارات فكرية كثيرة.تلائم ذوق العصر.
وتضيف عواد: بالنسبة لي لست عاطفية في الكتابة أحاول أن أكون انتقائية قدر الممكن في المواضيع التي أطرحها بقليل من الغموص! فالغموض جزء من الفن.ومن خلال الحبر قد أخلق العالم الذي أحبه وأشتهيه، بعيدا عن القعقعة والهراء الموجوديين في العالم الأزرق اليوم وبعد ربع قرن من معاقرة الحروف تيقنت أني مسكونة بالحبر وأعتبر رائحته من أنبل الروائح وشغوفة بالقلم أكثر من الشغف ذاته وشعاري الكلمة طريقنا إلى النور.فهي إما أن تخلخل الشرط الإنساني.أو تنهض به عاليا.
أؤمن بأن العبرة بالنوع، وليس بالكم. ولست عاشقة للمنابر ومقلة جدا في أنشطتي الثقافية ويهمني أكثر ما يقال على المنابر. ربما المثقف الحالي إما هاو أو أنه يكتب ليسلو ولا يسعني سوى الدهشة أمام سيل الكتب الجارف الموجود في الأسواق بكل مايحويه من كتب بعضها جيد وأكثرها تغلب عليه الرداءة 
أيضا يجب على المبدع أن يصمت كل حين، ويطور أدواته، بعيدا عن فخ التكرار.
لطالما كان هاجسي الهم الإنساني والعام وكل ما يخدم المجتمع ويرتقي به ولا أقدم نفسي جان درك العرب .. 
كل من عرفني عرف ذلك واعترف به وثمة قوة خفية في الحبر وتراب الوطن الذي يسعد ويؤلم في آن.
 الإبداع هو نافذة مشرعة على العالم وعالمنا يعيش عملية إخصاء فكري وقسري.
العقل الواعي يتجه صوب الحرية وهي شرط حتمي للإبداع الذي هو عين الناس وأنهم والمجتمع المعافى هو مكان تكون فيه حرية الإبداع مقدسة.
النبش في خفايا المجتمع قراءة الواقع بوعي تسليط الضوء على المخبوء مهمة الكتاب والمثقفين. وليس الفصام والنرجسية ومدح بعضهم بأقلام مأجورة.
 الأدب أخلاق، والأحلاق ثابتة وغالبا لست راضية عن نتاجي فعين الرضا عن كل عيب كليلة. وبعد نشر اي نص أو كتاب تداهمني بشراسة..لو..طبعا بعد فوات الأوان أتمنى إعادة طبع مؤلفاتي، ليس لأنها تستحق طبعة جديدة بل لتصيح الأخطاء التي تحتويها، أو التقليل منها وكما ترى نفسك تكون ولكل مبدع طريقته في صياغة الأفكار والمشاعر والتعاطي مع الواقع. حتى الأوهام في الأدب ليس مشاعا ،لها من يمتلكها ومن لا يعرف متعة الطريق لا يسعفه الوصول. 
ما زلت اتهجى طريق الأدب وأفك شيفرة أسراره ودوما تنتابني كآبة ما يسبق الميلاد  فأندم  أقول لنفسي أي شقاء جلبته لنفسي؟ لكني أدمنت على رائحة الحبر وأشد الأوقات تعاسة أراها في سكناتي وخلوتي بعيدة عن القلم والورق. 
ما كتبته عن، وفي زمن الحرب وآلامها التي لا تنسى بسهولة، كان الأصدق وليس هنالك عمل فني كامل، كل إنجاز فيه إشكالية ما أحب الأدب لوجه الأدب والمعرفة لوجه المعرفة. 
الكلمة الصادقة ملكة متوجة وجليلة لا تفقد سلطانها مع الزمن والأديب بحاجة إلى حاضنة وناقد متفهم يسمع صوته ويلج عالمه كما الكتاب بحاجة إلى قارئ ومكان لأئق، وليس مكتبة فخمة يسجن فيها مثلما الدم بحاجة إلى شريان والكلمة إلى أذن تسمعها وعين تراها كما اللوحة بحاجة لجدار يستوعبها. الفن يعري الزيغ ويضعنا في مواجهة أنفسنا.
وتضيف عواد وهي تقلب صفحات إحدى كتبها؟ سيبقى القلم بين أصابعي حتى تفقد مرونتها، ويلقى الحبيب الذي يمنح المشاعر الشاهقة، والبهجة العارمة الممتدة حتى نهاية الكون والحياة مع أنه أحيانا يخونني ويطيح بي إلى أسفل السافلين، الفيسبوك والألقاب الرخيصة لا تصنع مبدعا الإبداع يعلن عن نفسه، المبدع من يمتلك تقنية الكتابة ويقبض على أسرارها، والقاريء العادي هو الفيصل. وليس أفقر من فقير الخيال والقلم حين يدجن يهان. القلم الحر قلم جميل.. شكراا لقلمي الذي حرك رواكدي..شكرا للبسطاء من الناس.. والكل طافح بالمتناقضات على الأقل ظاهريا.. كما أنا نفسي كاتبة هذي السطور.
وفي ختام لقائنا لا يسعنا إلا أن نذكر بأن الكاتبة سميرة عواد من مواليد حمص صدر لها ثمان مجموعات توزعت بين النثر والقصة القصيرة، وسيكون القراء على موعد مع روايتها الأولى قريبا.
لك من أسرة جريدة سورية الحدث خالص التحايا والأمنيات الطيبة.

التاريخ - 2024-04-11 3:20 AM المشاهدات 1177

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: الحكمة العدالة