شبكة سورية الحدث


أبو علي حسن: اعتقد ان حماس لن تقدم على التفريط بسلاحها وستبقى حاملة شعار المقاومة

 لكنها محكومة بمعادلة المصالحة لا حرب ولا سلم  دمشق ـ راما قضباشي إذا أخذوا من حماس السلطة ومؤسساتها...وأخذوا منها المعابر .. والأمن والشرطة ..والموظفين وصاروا تابعين للسلطة...واذا ما حصلت الطامة الكبري وتنازلت حماس عن المقاومة وسلاحها ..ما الذي يتبقى بعد كل ذلك من حماس سوى الايديولوجيا الدينية ...!!!أبو علي حسن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حوار خاص عن الواقع الفلسطيني.الانقسام وتسليم المسؤوليات لم يتغير شيء في الجوهر وإنما تغير الكثير في الشكل فالأطراف الفلسطينية متعددة منها حماس والسلطة الفلسطينية وباقي فصائل المقاومة، والظروف والمتغيرات المحيطة بالحركة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس الإسلامية دفعت الأطراف جميعها إلى التعاطي مع المصالحة كأمر واقع، وأعتبر أن المصالحة لا تشي بأي شكل من الأشكال على أنها وحدة وطنية، موضحا أن مفهوم المصالحة مفهوم عشائري اجتماعي وليس مفهوم وطني، والمصالحة هي خطوة أولية على الطريق من أجل الوحدة الوطنية، والمصالحة بين تنظيمي فتح وحماس هي لتقاسم النفوذ والامتيازات.الأسباب التي أدت للمصالحة: حماس في مأزق استراتيجي وليس آني، وهي أنها أخطأت في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني ومع المشروع الوطني الفلسطيني حينما اعتبرته يتماهى مع المشروع الإسلامي، مشيرا إلى  الفرق بين مشروع إسلامي يتبناه الإخوان المسلمون ولاحقا حماس، وبين مشروع وطني ينحصر عمله من أجل القضية الوطنية الفلسطينية، فحماس جاءت على النضال  الوطني الفلسطيني والذي رفعها إلى هذا المستوى من النفوذ والحضور هو المقاومة، فالشعب الفلسطيني يلتف حول المقاومة وحينما حُملت سيارة الشقير فلأنه رمز البندقية وإذا ما نزلت البندقية يفقد احترامه، وعلى هذه القاعدة حماس كونت حضورها ونفوذها في الساحة الفلسطينية والعربية، وهي في مرحلة صعبة، لأنها أرادت أن تجمع بين  السلطة والمقاومة في ظل وجود  حركة تحرر وطني إما السلطة والمقاومة، والسلطة عبء سياسي واجتماعي ومادي ومعنوي والمقاومة عبء فوقعت في الفخ، فأصبحت حماس لوحدها بسبب الحصار الذي مورس على قطاع غزة، واقفال المعبر الوحيد مما جعل القطاع في  حالة من الاجهاد والاعياء، وأوقفت بعض الدول دعمها من قطر وغيرها أصبحت في حالة مادية لا تحسد عليها، فأرادت حماس أن تخرج منها بالمصالحة.موقف مصر:وكان موقف مصر واضح من خلال الوثيقة الرباعية التي أصدرتها الرباعية العربية قبل حوالي 6 شهور  وتقول التالي :يجب اجراء مصالحة فتحاوية بمعنى دحلان يعود لفتح كعضو لجنة مركزية، ثم بعد ذلك حدوث مصالحة فلسطينية فلسطينية، ومحمود عباس يتكفل بعملية التسوية، وإذا لم يكن مصالحة فالدول الأربعة ستتخذ مواقف تفرض على الأطراف الفلسطينية ومن ضمن هذه المواقف ستتعامل الأطراف العربية مع السكان مباشرة وليس مع التنظيمات، وهذا ما حصل حينما مصر تعاملت مع دحلان وخلقت أجواء مصالحة بين حماس ودحلان أصبح دحلان يورد إلى قطاع غزة 15 مليون دولار شهريا من خلال دعم الامارات والدول الأربعة التي هي الرباعية العربية، وتمرر من دحلان إلى قطاع غزة لقطع الطريق على النفوذ القطري في قطاع غزة، وهذا الدور الدحلاني في قطاع غزة يشكل له انجاز كبير على الصعيد تياره الاصلاحي وبناء قاعدة شعبية له في القطاع ومصر، والدول العربية تراهن على دحلان بأن يتصدى للمرحلة القادمة بعد عباس، وبالتالي تريد أن تبني له قاعدة شعبية من خلال المال وهذا ما حصل تحت مسمى لجنة التكافل الفلسطينية في قطاع غزة.مصر تفرض مصالحة وإذا لم توافق حماس ستتعامل مصر مباشرة مع السكان وتخلق أرضية شعبية بديلة عن حماس ومحمود عباس، والامارات تدعم الشعب الفلسطيني ماديا ومصر تدعمه سياسيا ومعنويا.المصالحة والموقف العربي:موضوع المصالحة ارتباط بالموقف العربي فاللجنة الرباعية وموقفها الأخير وكل هذا ليس من أجل القضية الفلسطينية وانما من أجل تسوية سياسية في الأفق، والتسوية لا تكون إلا إذا توحدت الحالة الفلسطينية، وإلزام جميع الأطراف بالمصالحة وبدايتها فتح  وحماس ومن ثم باقي  الفصائل، وهذا الضغط الذي مورس على حماس والتي استجابت له بتغير وثيقتها الأولى، فهناك تقاطعات مع الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل التسوية السياسية، والآن تستجيب لبعض الاملاءات والتي تقول يجب قطع العلاقات مع الاخوان المسلمون، وعند  قطع  العلاقات مع الاخوان  مصر تلعب دور ايجابي، فلذلك جمعت مصر هذه  الأطراف وأصبحت مصر راضية عن الأداء الحمساوي.التنازلات التي  قدمتها حماس: أولا حلت اللجنة الادارية التي تقود من خلالها قطاع غزة وثانيا قطعت عمليا علاقتها مع الاخوان وثالثا سلمت المعابر وتحولت لحارس على الحدود المصرية وأصبحت هذه الحدود آمنة مع مصر ورابعا أرادت أن تسلم حكومة الوفاق الوطني مهماتها في قطاع غزة وغيرت حماس قيادتها التاريخية التي أوصلتها إلى أزمات (خالد مشعل استبدل باسماعيل هنية ورئيس جديد لقطاع غزة السنوار وأصبح نائب للرئيس  صالح العروري). السلطة الفلسطينية والتسوية السياسية:وهي أيضا في أزمة ولها علاقة بالتسوية السياسية وأقفل باب التسوية ولم يعد هناك امكانية لدولة فلسطينية على الاطلاق لا بالمنطق ولا بالقوة ولا بالقانون الدولي ولا بالمواقف الاسرائيلية ولا بالموقف الفلسطيني، هم في حالة انعدام وزن وليس هناك أفق لحل سياسي وفق مفهوم الدولتين. علاقة السلطة مع "اسرائيل" مستمرة فالتنسيق الأمني والعلاقات السياسية مستمرة ولكن الموقف الاسرائيلي ثابت والتسوية السياسية هي فاشلة لأن العقل الإسرائيلي لا يريد تسوية مع الطرف العربي. وظيفة التسوية التاريخية هو تثبيت وتشريع الوجود الإسرائيلي، التسوية بالنسبة لإسرائيل هي من منظار قوة وليس ضعف، ووجودهم مرهون بالحرب وليس بالتسوية، أما قصة التطبيع مع العرب والفلسطينيين فعندما يطبع العرب مع الإسرائيليين يحصلون على شرعية إضافية، أما الطرف العربي يمارس التسوية من موقع الضعف ومن موقع التنازل عن الحقوق التاريخية.الاسرائيلي يقول مستحيل الحصول على تسوية دون توحيد الفلسطينيين فلذلك وافقت السلطة على المصالحة.هناك ارهاصات في الضفة الغربية ولن تتوقف طالما هناك فشل للتسوية السياسية ستبقى هناك مظاهر ارهاصات الانتفاضة قائمة، ويوجد في الأفق انتفاضة ، ومحمود عباس على لسانه يقول لا يوجد امكانية لإقامة دولة فلسطينية ، هناك محاولات لإلهاء الشعب الفلسطيني بالمصالحة وهي حق يراد بها باطل ، النضال الوطني الفلسطيني ليس نضال جيل بل هو صراع مستمر ومفتوح مع الكيان الصهيوني ل ايمكن اقفاله وأي حل سياسي واقليمي لن يوقف النضال وصراعنا مع العدو هو صراع وجود وأجيال، وشبابنا الفلسطيني يجدد ويحيي الذاكرة ولم ينسى قضيته، والتاريخ يعلمنا أن الحق سيعود  لأصحابه فالقدس احتلت من الصليبين وبعد ذلك استردها صلاح الدين. سلاح حماس:حماس تنازلت عن السلطة بمعنى الأداء المدني لسلطة الوفاق الوطني، وعباس يقول أنا لا أقبل بسلاح غير شرعي ولا أقبل بتجربة حزب الله في غزة، وكل من يحمل سلاح بقطاع غزة غير شرعي وسأعتقله كما أعتقل ابن الضفة الغربية الذي يحمل سلاح غير شرعي، بمعنى أن سلاح المقاومة إما أن يسيطر عليه أو يسلم، وتجريد حماس من سلاحها بشكل أو بآخر.الضامن الوحيد لبقاء حماس هو سلاحها، وحماس دون سلاح المقاومة تتحول لحركة دعوية دينية، وحماس ستتسلح ب اتفاقات القاهرة 2005 و 2011 لأنها تنص على وجود المقاومة.المصالحة والمسار الأمريكي: لازال أمام المصالحة مسافة كبيرة من الخلافات، فهناك وفد اسرائيلي وصل إلى مصر ويصرح يجب أن تكون المصالحة على المسار الأمريكي، باعتقادي المصالحة ستتم الآن ولكن ستؤجل البحث في سلاح المقاومة إلى ما بعد استلام السلطة وحكومة الوفاق الوطني.صفقة القرن:حل الدولتين والحل الاقليمي جاء كأحاديث  في سياق ما سمي بصفقة القرن، لا أعتقد أن هناك صفقة تسمى صفقة العصر أو القرن، حينما يتحدثون عن التسوية فهم يتحدثون عن التسوية فيما بينهم وكأن الطرف الفلسطيني ليس حاضرا عندما أقفل باب التسوية بدأ الحديث بفرض الحل على الفلسطينيين، واسرائيل الآن بنت 720 ألف مستعمرة وصادرات آلاف الدونمات لصالح الاستيطان، وفي ظل التسوية وأوسلو تضاعف الاستيطان عشرات المرات ولا يوجد امكانية لحل الدولتين.العودة لحل اقليمي يفصل بين القطاع والضفة لتصبح الضفة تابعة بحدود معينة للأردن وما تبقى من الضفة وقطاع غزة تحت ادارة مصر أمنيا أما السلطة فلسطينية.ماهي آفاق هذه المصالحة  وهل هناك إمكانية للمصالحة وبالتالي وحدة وطنية؟ كل الدلائل تقول أن هناك إمكانية للمصالحة وليس لوحدة وطنية.
التاريخ - 2017-10-15 1:18 AM المشاهدات 2333

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا